إيطاليا وإسبانيا ترسلان سفنًا حربية لحماية “أسطول الصمود” المتجه إلى غزة
تحرك أوروبي غير مسبوق بعد هجمات الطائرات المسيّرة ورفض اقتراح إنزال المساعدات في قبرص
في تطور لافت أعلنت الحكومتان الإيطالية والإسبانية، الخميس، إرسال سفن حربية إلى البحر المتوسط لمرافقة “أسطول الصمود العالمي” الذي يبحر باتجاه قطاع غزة حاملًا مساعدات إنسانية في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي غير المسبوق. يأتي ذلك استجابة لتصاعد التهديدات وهجمات الطائرات المسيّرة التي طالت 9 سفن من الأسطول، وأجبرت القادة الأوروبيين على توفير دعم عسكري ودبلوماسي للبعثات الإنسانية، مع تصاعد القلق إزاء سلامة المشاركين واحتمال وقوع مواجهات بحرية مفتوحة.
هجمات مركبة وإجراءات احترازية مضاعفة
شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا خطيرًا إذ تعرضت سفن القافلة الإنسانية المنطلقة من إسبانيا، والتي تضم عشرات السفن الصغيرة والمشاركين من جنسيات أوروبية متعددة، لهجمات متزامنة بطائرات مسيّرة مجهولة الهوية. سجلت القافلة وقوع 12 انفجارًا في 9 سفن، ما أسفر عن أضرار مادية وتعطل الاتصالات دون سقوط ضحايا، وسط اتهامات مباشرة لإسرائيل التي التزمت الصمت رسميًا رغم تهديداتها المتكررة بمنع وصول “أسطول الصمود” إلى غزة.
أعلن وزير الدفاع الإيطالي، غويدو كروسيتو، عن إرسال فرقاطة ثانية للبحرية الإيطالية -بعد أن سبق إرسال الأولى- مؤكداً استمرار الجاهزية لأي طارئ، وإصرار روما على حماية مواطنيها المشاركين في القافلة. وشدد كروسيتو أن الهجمات “غير مقبولة” وأنهم سيواصلون العمل لمنع أي حادث على متن الأسطول، مع التحذير من صعوبة ضمان السلامة إذا تجاوزت السفن المياه الدولية نحو منطقة النزاع.
رفض إنزال المساعدات في قبرص ومسار التحدي الإنساني
بدوره، أعلنت إسبانيا إرسال سفينة حربية من ميناء قرطاجنة، في خطوة منسقة مع إيطاليا، لحماية مواطنيها والمتضامنين، مشددة على احترام القانون الدولي وضمان حق الإبحار الآمن في البحر المتوسط. رفض المشاركون في القافلة اقتراح إنزال المساعدات في قبرص أو تسليمها إلى جهات دينية وسيطة، مؤكدين تمسكهم بالوصول المباشر إلى غزة لكسر الحصار وتقديم الغذاء والدواء للمحتاجين داخل القطاع.
تحذيرات ودعم برلماني أوروبي
أثارت الحادثة موجة تفاعل واسعة في البرلمانات الأوروبية، حيث طالب أكثر من 80 نائبًا بريطانيًا الخارجية البريطانية بضمان سلامة المشاركين في “أسطول الصمود”، محذرين من أي استهداف للبعثة الإنسانية. ويحذر ناشطون من إمكانية تصعيد جديد ومنع وصول المساعدات، في حين أعلن “أسطول الصمود” مواصلة المسير في المياه الإقليمية اليونانية استعدادًا لدخول المياه الدولية.
غزة في قلب الاهتمام الإنساني والدولي
تعد هذه أول محاولة من نوعها لتسيير عشرات السفن مجتمعة في قافلة واحدة نحو قطاع غزة، الذي يعيش تحت حصار إسرائيلي منذ 18 عامًا ويواجه واحدة من أخطر الكوارث الإنسانية في العالم. تحمل السفن مساعدات غذائية وطبية، ويرفض القادة الأوروبيون تكرار مشاهد الهجوم على سفينة “مافي مرمرة” عام 2010، مشددين على الطابع السلمي والإنساني للمبادرة ودعمها بقوة في المحافل الدولية.
ختام: دعم أوروبي وتحديات أمنية في مواجهة حصار غزة
تعكس خطوة إيطاليا وإسبانيا موقفًا أوروبيًا جديدًا عنوانه “الحماية والتضامن الإنساني”، في ظل استمرار القتال وحصار غزة، وتطور أساليب الدعم الغربي من مجرد تنديد لفظي إلى تحرك عسكري لتأمين القوافل الدولية. وينتظر المجتمع الدولي ما ستسفر عنه هذه المبادرة، وسط ترقب انفراج إنساني أو تصعيد جديد على بوابات القطاع المحاصر.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: