اليوم الوطني السعودي.. احتفال بالوحدة ومسيرة الإنجاز والأمل
من ملحمة التأسيس إلى نهضة القرن الجديد: المملكة العربية السعودية نموذج للأمن والتنمية والابتكار
في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، تتوهج المملكة العربية السعودية بنبض الوطنية الأصيلة، محتفية بيومها الوطني الذي بات أكثر من مجرد مناسبة للإحياء أو الاحتفال. إنه استحضار لمسيرة طويلة من التوحيد والجهاد والاجتهاد، بدءاً من ملحمة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، ومروراً بمراحل بناء الدولة ونهضتها، وصولاً إلى آفاق التقدم والابتكار في عصرنا الحديث. ذلك اليوم الذي أُعلنت فيه المملكة العربية السعودية كياناً موحداً في 23 سبتمبر 1932م، يمثل حجر الزاوية في ذاكرة أمة تجاوزت تحديات الصحراء وصنعت حضارة أضاءت العالم الحديث.
توحيد المملكة: ملحمة كبرياء وميلاد وطن
لا يمكن لمتأمل قصة اليوم الوطني السعودي إلا أن يقف تقديرًا أمام ملحمة التوحيد التي رسمها الملك عبد العزيز منذ استرداد الرياض عام 1902م. بعد قرون من التشرذم القبلي والفوضى التي سادت الجزيرة العربية، أطلق الملك المؤسس مسيرة توحيد المملكة، مدعوماً بإرادة الرجال والقبائل المخلصة، متحملاً قسوة الطبيعة وتحديات الخصوم وصولاً إلى الوحدة المنشودة. وبعد جهود دؤوبة استمرت ثلاثين عامًا، تَوِّجت بإصدار المرسوم الملكي في 23 سبتمبر 1932 بتسمية البلاد باسم “المملكة العربية السعودية”، وانطلقت منه الدولة السعودية الثالثة، لترسم هوية وطنية متماسكة انطوت تحت رايتها أرض الحرمين الشريفين.
الأمن والاستقرار: سر النهضة السعودية
ما ميّز المملكة عبر تاريخها، هو قدرتها على إرساء معادلة فريدة بين الاستقرار الأمني والتنمية الشاملة. فمنذ قيام الدولة السعودية الأولى عام 1727م وصولاً إلى عصرنا الحديث، استطاع قادتها تحويل الصحراء إلى واحة أمن وازدهار، متبنين سياسات حكيمة توازن بين الأصالة والمعاصرة وتستمد جذورها من قيم الشريعة الإسلامية والعدالة الاجتماعية.
انعكس هذا الاستقرار في تحولات اقتصادية واجتماعية واسعة: آلاف الكيلومترات من الطرق تربط أرجاء البلاد، وأكثر من ستة ملايين طالب وطالبة ينهلون العلم في مدارس وجامعات عصرية تضم أربع عشرة جامعة حكومية وعشرات الكليات الخاصة. القطاع الصحي، الذي أصبح مفخرة المملكة، يشمل عشرات المستشفيات والمراكز الطبية ويوفر خدمات طبية مجانية متقدمة، بما في ذلك إنجاز عمليات جراحية نادرة مثل فصل التوائم السيامية ونجاحات طبية عالمية سجلها السعوديون بأيديهم.
عهد جديد من الإنجاز بقيادة الملك سلمان وولي العهد
وفي ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تشهد المملكة نهضة استثنائية في جميع القطاعات ضمن رؤية السعودية 2030. هذه الرؤية الطموحة لا ترتكز فقط على الإصلاح الاقتصادي والتقني، بل تحمل في جوهرها مشروعًا حضاريًا يطمح نحو الريادة الإقليمية والعالمية، مستلهمًا حب الوطن والاعتزاز بالتاريخ، ومُستلهمًا قيم الإصغاء للجميع ومشاركة المواطن والمقيم في التنمية الوطنية.
لقد توسعت شبكة النقل والمواصلات وخدمات الصحة المتقدمة، وتحوّل التعليم إلى منظومة معرفية تعتمد على البحث العلمي والابتكار، وانتعش الاقتصاد استنادًا إلى تنويع مصادر الدخل، من النفط إلى الصناعات غير النفطية والسياحة والثقافة والترفيه، لتحجز المملكة مكانها بين أهم اقتصادات المنطقة والعالم.
اليوم الوطني.. مناسبة للفخر والوحدة المتجددة
ليس اليوم الوطني مجرد ذكرى عابرة أو مهرجانات احتفالية، بل هو موعد مع الضمير الوطني يُعيد للأذهان المعنى الحقيقي للمواطنة والانتماء. في هذا اليوم، تتوحد مشاعر السعوديين في الداخل والخارج؛ كل فرد يقرّ في وجدانه أنه شريك في بناء هذا الوطن، وأنه وريث لمسيرة مليئة بالتضحيات والعطاء. ترفرف الرايات في المدارس والساحات، وتطل الابتسامات من وجوه الكبار والصغار وهم يستشعرون نعمة الأمن والأمان ومكانة المملكة بين الأمم.
ملحمة وطنية متجددة
اليوم الوطني السعودي ليس فقط مناسبة للتذكير بجذور القوة والوحدة، بل هو أيضاً لحظة لاستشراف المستقبل، وتعظيم قيم التضامن والتلاحم الوطني في وجه التحديات الإقليمية والدولية. وهكذا تظل المملكة نبراس التنمية والأمان، نموذجًا يُحتذى به في صناعة الحاضر ورسم ملامح الغد، مستندة إلى تاريخ حافل ومشروع حضاري يستنهض الهمم جيلاً بعد جيل.
لم تكن المملكة العربية السعودية في يوم من الأيام مجرد حدود على خارطة، بل هي قصة شعب وملوك ووطن كتبوا أسماءهم بمداد المجد في الكتب والتواريخ، لتظل الراية خفاقة والوطن بمنجزاته عنوانًا للأمل والمستقبل.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: