عشاق الفلك على موعد استثنائي يوم الأحد، حيث تشهد سماء المنطقة العربية خسوفًا كليًا نادرًا للقمر، يُطلق عليه ظاهرة “القمر الدامي” بسبب تحوّل لون القمر إلى الأحمر أثناء مروره في ظل الأرض. هذا الحدث الفلكي المبهِر سيجمع ملايين العيون في الوطن العربي وآسيا وأجزاء من أوروبا وإفريقيا، ويتيح فرصة مشاهدة مشهد سماوي خلاب وفريد ينتظره المهتمون بعلم الفلك من عام لآخر.

متى وأين يمكن رؤية خسوف القمر في المنطقة العربية؟

بحسب مركز الفلك الدولي والجمعيات الفلكية الإقليمية، ستبدأ مراحل خسوف القمر عند غروب شمس الأحد، بحسب موقع البلد، وتستمر جميع أطواره نحو 5 ساعات و27 دقيقة لتصبح واحدة من أطول الخسوفات الكلية في العقد الأخير. ستتمكن معظم الدول العربية من متابعة جميع أطوار الخسوف مساء الأحد حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين.

مواقيت الخسوف حسب الدولة

• الإمارات: يبدأ خسوف شبه الظل عند 7:28 مساءً، ويبدأ الخسوف الجزئي في 8:27 مساءً، ثم الخسوف الكلي في 9:30 مساءً، وتبلغ الظاهرة ذروتها في 10:12 مساءً. ينتهي الخسوف الكلي في 10:53 مساءً، والخسوف الجزئي في 11:57 مساءً، بينما ينتهي الخسوف الكامل عند 12:55 من صباح الاثنين.

• مصر: يبدأ خسوف شبه الظل في 6:28 مساءً، الخسوف الجزئي عند 7:27 مساءً، الخسوف الكلي عند 8:31 مساءً، الذروة عند 9:12 مساءً، نهاية الكلي في 9:53 ليلاً، ونهاية جميع المراحل بحلول 11:55 مساءً.

نصيحة أساسية لمحبي الظواهر الفلكية: ستظهر أغلب مراحل الخسوف واضحة للعين المجردة، خصوصًا من الساعة 8:15 مساءً حتى 12:15 صباحًا بتوقيت الإمارات (7:15 حتى 11:15 بتوقيت مصر تقريبًا).

لماذا يتحول القمر إلى اللون الأحمر؟

حين يبزغ القمر بدراً ويصطف مع الشمس والأرض على خط واحد، تقع الأرض بينهما وتحجب ضوء الشمس المباشر عن القمر. إلا أن الغلاف الجوي للأرض يسمح بمرور الأشعة الحمراء والبرتقالية فقط، والتي تنكسر وتُبعثَر نحو القمر، ليظهر حينها بلون أحمر أو “دموي”. يشير العلماء إلى أن درجة احمرار القمر وقت الخسوف الكلي تعكس نقاء الغلاف الجوي: كلما زاد التلوث قلت شدة اللون وزاد ميلانه للحمرة الداكنة أو البني، بل وقد يختفي القمر كليًا كما حدث في بعض الخسوفات التاريخية بعد ثورات بركانية ضخمة.

كيفية متابعة خسوف القمر بأمان

من مزايا خسوف القمر أنه لا يشكل أي خطر على العين، ويمكن متابعته مباشرة دون الحاجة لأية أدوات وقاية خاصة (على عكس كسوف الشمس). كل ما تحتاج إليه سماء صافية، وموقع مفتوح بحيث يمكنك رؤية مسار القمر واضحًا طوال أطوار الخسوف. وللحصول على تجربة مشاهدة أوضح، ينصح الفلكيون باستخدام منظار أو تلسكوب صغير لرصد تفاصيل أكثر للظل وتدرجات اللون الأحمر على سطح القمر.

ولعشاق التصوير الفلكي، من المثالي استخدام حامل ثلاثي القوائم، وضبط إعدادات الكاميرا أو الهاتف على تعريض طويل لالتقاط صور ملونة رائعة للحدث، خاصة عند ذروة الخسوف الكلي.

أهمية الظاهرة للمجتمع العلمي وللثقافة الشعبية

الخسوف القمري حدث يتكرر عدة مرات سنويًا لكن الخسوفات الكلية بهذا الوضوح والزمن الطويل تُعد نادرة. ويستغل العلماء هذه الظواهر لدراسة الغلاف الجوي للأرض، ومراقبة تأثيرات التلوث الطبيعي أو البشري على الضوء وتشتته. في الثقافة الشعبية العربية والإسلامية، تنال هذه الظاهرة اهتمامًا خاصًا وترتبط عقائديًا بقصص وقصائد منذ القدم.

الختام: سهرة فلكية فريدة تنتظر الوطن العربي

تستعد المنطقة العربية سهرة الأحد لاحتضان مشهد سماوي بديع يتابعه الملايين من الهواة والعلماء، حيث يغرق القمر في ظل الأرض ويتحول إلى لوحة دموية آسرة في سماء صافية. فاحرص على رصد الحدث، واستمتع بتجربة لن تُنسى مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء، مع تذكّر أن خسوف القمر ظاهرة آمنة وجميلة تذكّرنا بروعة الكون ودقّة نظامه.