قطاع الفنادق في أبوظبي يسجل أداءً قياسياً
2.4 مليون نزيل وإيرادات تنمو 20% خلال خمسة أشهر
حقّق قطاع الفنادق في إمارة أبوظبي انطلاقة قوية خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، كاشفاً عن ديناميكية واضحة في مستوى الإشغال والإيرادات، وبما يعكس المنافسة المتصاعدة لأبوظبي كوجهة سياحية إقليمية ودولية رائدة.
نمو ملحوظ في أعداد النزلاء والإيرادات
استقبلت فنادق الإمارة أكثر من 2.43 مليون نزيل من مختلف الجنسيات بين يناير ومايو 2025، في ارتفاع طفيف بنسبة 0.9% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي (2.41 مليون نزيل). ورغم النمو المحدود في الأعداد، إلا أن الأرباح شهدت صعوداً لافتاً مع ارتفاع إجمالي الإيرادات الفندقية بنسبة 20% لتصل إلى 3.82 مليار درهم، مقابل 3.18 مليار درهم في 2024.
اللافت في الأداء الشهري أن فنادق أبوظبي حافظت على زخمها حتى في فترة مايو التي عادة ما تشهد تراجعاً موسميًا، حيث استقبلت 481 ألف نزيل مقابل 471.8 ألف نزيل في مايو 2024، أي بنمو سنوي قدره 2%. وبلغت إيرادات القطاع الفندقي في مايو 682 مليون درهم، ما يعكس ارتفاعاً بنسبة فاقت 20% مقارنة بـ566.5 مليون لنفس الشهر من العام الماضي.
توزيع الإيرادات الفندقية في مايو 2025:
-
408 ملايين درهم من إيرادات الغرف
-
224 مليون درهم من الطعام والشراب
-
50 مليون درهم من مصادر أخرى
وبلغ عدد ليالي الإقامة الفندقية في مايو أكثر من 1.34 مليون ليلة، فيما وصل متوسط نسبة الإشغال الفندقي إلى نحو 80%.
أداء شهري متوازن يبشّر بمواصلة الزخم
يظهر تحليل الأداء الشهري منذ بداية العام أن القطاع حقق نتائج متوازنة عكست استدامة الطلب:
-
يناير: 542 ألف نزيل، الإيرادات 828 مليون درهم، متوسط الإشغال 84%
-
فبراير: 462 ألف نزيل، الإيرادات 859 مليون درهم، الإشغال 86%
-
مارس: 417 ألف نزيل، الإيرادات 611 مليون درهم، الإشغال 69%
-
أبريل: 531 ألف نزيل، الإيرادات 847 مليون درهم، الإشغال 87%
-
مايو: 481 ألف نزيل، الإيرادات 682 مليون درهم، الإشغال 80%
وبذلك وصل متوسط نسبة الإشغال الفندقي في أبوظبي خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025 إلى 81%، وهو مؤشر صريح على استمرار الأداء القوي للمنشآت الفندقية ومدى تزايد الجاذبية السياحية للعاصمة الإماراتية.
بنية تحتية فندقية قوية وتنوع في الأسواق المصدرة
بنهاية مايو 2025، بلغ عدد المنشآت الفندقية العاملة في أبوظبي 172 منشأة تضم 34,383 غرفة ووحدة فندقية، بحسب إحصاءات دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، لكفاية الطلب المحلي والدولي ورفع مستوى التنافس بين مشغلي الفنادق.
ومن حيث الجنسيات والأسواق المصدرة للنزلاء، تصدّر الزوار القادمون من دول آسيا غير العربية بـ155 ألف نزيل خلال مايو، يليهم الزوار من أوروبا بـ112 ألف نزيل، في حين استقبل السوق المحلي 88 ألف نزيل في الشهر ذاته. كما استقبلت فنادق الإمارة:
-
31 ألف نزيل من دول مجلس التعاون الخليجي
-
52 ألف نزيل من الدول العربية الأخرى
-
25 ألفاً من أميركا الشمالية والجنوبية
-
8 آلاف من أفريقيا (غير العربية)
-
إلى جانب نزلاء من بقية أنحاء العالم
هذا التنوع في الأسواق عزز مناعة القطاع أمام المتغيرات الموسمية والإقليمية، وضاعف من فرص النمو المستدام.
توقعات النمو: إيرادات سياحية وتوسيع مساهمة القطاع في الاقتصاد
وفق تقديرات دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، من المتوقع أن ترتفع إجمالي إيرادات فنادق الإمارة خلال عام 2025 بنسبة 13% لتصل إلى 8.6 مليار درهم، مقارنة بـ7.6 مليار في 2024، بعد أن سجل القطاع في العام السابق نموا بنسبة 22% عن عام 2023.
أما على مستوى مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، تبلغ التوقعات لهذا العام قرابة 62 مليار درهم، مقابل 55 مليار درهم في 2024، ما يعكس نسبة نمو متوقعة بحوالي 13%. وتراهن استراتيجية أبوظبي السياحية على رفع مساهمة القطاع إلى مستوى غير مسبوق يبلغ 90 مليار درهم بحلول عام 2033، عبر استقطاب استثمارات جديدة والاستفادة من الأحداث العالمية والمعارض الكبرى.
ما الذي يميز نجاح قطاع الضيافة في أبوظبي؟
تعزى قوة أداء القطاع الفندقي في أبوظبي إلى عدة عوامل، أبرزها:
-
تطور البنية التحتية السياحية والترفيهية، ودمج الثقافة والتراث المحلي في الشراكات والعروض السياحية
-
توسيع دائرة الفعاليات العالمية (معارض، مؤتمرات، مهرجانات)
-
تسهيل دخول السياح والإعفاءات من التأشيرات للعديد من الجنسيات
-
الاستثمارات الضخمة في الترويج لصور أبوظبي كمدينة سياحية وثقافية ورياضية
أبوظبي: وجهة سياحية في صدارة الشرق الأوسط
تؤكد الأرقام أن أبوظبي تواصل تعزيز مكانتها كواحدة من أفضل وجهات السفر في الشرق الأوسط، مستفيدة من مقوماتها التنافسية وتنوع عروضها الفندقية والفاخرة. ومع خططها الطموحة لزيادة مساهمة قطاع السياحة والفنادق في الاقتصاد المحلي، يبدو أن العاصمة الإماراتية تسير بثبات على طريق النمو طويل الأمد، مستفيدة من موقعها الإقليمي وقدرتها الفريدة على التكيف والابتكار في مواجهة التحولات العالمية.
من المؤكد أن 2025 سيحمل مزيدًا من الإنجازات لأبوظبي، التي أثبتت أن قطاع الضيافة فيها ليس مجرد صناعة، بل هو علامة فارقة في مشهد التنمية المستدامة والطموحات العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: