الإمارات والعراق يشيدان بموجة الاعترافات الغربية بدولة فلسطين
دعم دولي متنامٍ وأمل في سلام شامل
في ظل تصاعد الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، برزت موجة متسارعة من التوجهات الغربية نحو الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، الأمر الذي اعتبرته كل من الإمارات العربية المتحدة والعراق خطوة تاريخية تعزز فرص السلام العادل والدائم، وترسخ واقعًا سياسيًا جديدًا في الشرق الأوسط تدعمه الأغلبية الساحقة من دول العالم.
ترحيب إماراتي: الاعترافات دفعة إيجابية للمسار السياسي
عبر وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، في منشور رسمي على منصة “إكس”، عن حفاوة بلاده وتقديرها لعزم دول مثل مالطا وكندا وأستراليا وأندورا وفنلندا وآيسلندا ولوكسمبورغ ونيوزيلندا والبرتغال وسان مارينو المضي قدمًا نحو الاعتراف بدولة فلسطين خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر. وأكد أن هذه المواقف تمثل “خطوات تاريخية تعكس تنامي الدعم الدولي للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة”.
وأوضح ابن زايد أن هذا التوجّه الدولي ليس مجرد إعلان رمزي بل يمثل تحولاً استراتيجياً يتيح تفعيل المسار السياسي المنشود لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ويدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن “تزايد عدد الدول الراغبة في الاعتراف هو دفعة إيجابية لتعزيز الجهود الدولية الهادفة لتحقيق السلام العادل والدائم”.
واعتبر الوزير الإماراتي أن “إعلان النوايا هذا يبني جسرًا نحو مستقبل شعوب المنطقة وتطلعاتها في التنمية والازدهار”، داعياً المجتمع الدولي بأسره إلى اتخاذ خطوات مماثلة والاعتراف بدولة فلسطين استناداً إلى المسؤولية الأخلاقية والإنسانية والقانونية بتحقيق العدالة ومنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
موقف العراق: دعم صريح للموقف الدولي المتزايد
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية العراقية في بيان رسمي ترحيبها بإجراءات دول كفرنسا، وكندا، ومالطا، والمملكة المتحدة، والبرتغال للاعتراف بفلسطين، مشيرة إلى أن “هذه الخطوات تمثل دعمًا مهمًا للمسار الدولي الهادف لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني”. وأكدت بغداد أن موجة الاعترافات هذه لا تقف عند حدود السياسة بل تؤسس لتوازن جديد يكفل حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، والانخراط الفعّال في المنظومة الدولية كدولة ذات سيادة كاملة.
إجماع عربي متزايد… من الكويت والأردن إلى عمان
وبالتوازي مع الموقفين الإماراتي والعراقي، أبدت الكويت والأردن وسلطنة عمان ترحيبها الواضح بتلك الاعترافات التي أعلنتها كندا ومالطا، معتبرة أن هذه القرارات تعزز من فرص تطبيق حل الدولتين وتقطع الطريق أمام أي محاولات لمصادرة الحق التاريخي للفلسطينيين في دولته المستقلة.
متغيرات دولية: من اعترافات فردية إلى إجماع جماعي في الأمم المتحدة
شهدت الأيام الفائتة إعلان عدد من الدول الغربية الكبرى نيّتها الاعتراف بدولة فلسطين رسميًا خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، كما أطلقت خمس عشرة دولة غربية، من بينها فرنسا، الخميس، نداءً جماعياً للاعتراف بالدولة الفلسطينية وإيقاف الحرب المستمرة على غزة. يأتي ذلك بعد توصية صادرة عن مؤتمر “حل الدولتين” في الأمم المتحدة، والذي دعا صراحة إلى منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، بدل الوضع القائم الذي يسمح لها فقط بصفة “دولة مراقب غير عضو” منذ 2012.
ويُذكر أن الإعلانات الأخيرة من إسبانيا والنرويج وإيرلندا وسلوفينيا بتأييد الاعتراف بفلسطين، رفعت عدد الدول المعترِفة رسميًا إلى 149 من أصل 193 دولة بالأمم المتحدة، ما يعكس التغير الحاد في المزاج الدولي لصالح إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفرض حل سياسي حقيقي للصراع.
مأساة غزة ودور الضغوط الدولية
تأتي هذه التحركات الواسعة في أعقاب المأساة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة، حيث تشير الإحصاءات إلى وقوع أكثر من 207,000 فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب ما يزيد عن 9,000 مفقود، ومئات الآلاف من النازحين في ظل مجاعة متفاقمة أزهقت أرواح الكثيرين. ويعتبر المراقبون أن موجة الاعترافات الدولية تمثل ردة فعل أخلاقية وقانونية على حجم المعاناة في القطاع ودفعاً مباشراً لضرورة إحلال السلام وحماية المدنيين وتجنيبهم مزيداً من المآسي.
تحول تاريخي نحو السلام
بين زخم الترحيب العربي وموجة الاعترافات الغربية والدعوات العلنية في الأمم المتحدة لمنح فلسطين العضوية الكاملة، يُكتب فصل جديد في تاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، يتصف بردّ الاعتبار للشعب الفلسطيني، وتثبيت حقه في الوجود والدولة. بينما تزداد الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء سياسات الحصار والحرب في غزة والانخراط في مسار سياسي جديد يُعلي شأن السلام العادل والشامل، ويمنح شعوب المنطقة فرصاً واقعية لتحقيق التنمية والازدهار والأمن الجماعي.
وسط هذه التحولات الاستثنائية، يبقى المشهد الدولي حافلاً بالأمل في أن تتحول الاعترافات المعلنة والتضامن الواسع إلى خطوات عملية تلزم الجميع بجعل العدالة والكرامة عنوانًا جديدًا لفلسطين وللمنطقة كلها.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: