وزير إسرائيلي يلوّح بضم أجزاء من غزة

وزير إسرائيلي يلوّح بضم أجزاء من غزة

وزير إسرائيلي يلوّح بضم أجزاء من غزة

تصعيد خطير في مواجهة الضغوط الدولية للاعتراف بفلسطين

في تطور جديد يُنذر بتغييرات عميقة في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لمّح الوزير الإسرائيلي زئيف إلكين، عضو مجلس الوزراء الأمني، إلى إمكانية ضم أجزاء من قطاع غزة إلى إسرائيل. يأتي هذا التصريح في أعقاب تصاعد الضغوط الدولية على تل أبيب، خاصة بعدما أعلنت بريطانيا وكندا عزمهما الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر/أيلول المقبل، إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة لتخفيف معاناة القطاع والتوصل إلى وقف إطلاق نار مع حركة حماس.

تلويح بضم أراضي غزة… ضربة لطموح الدولة الفلسطينية

قال إلكين في حوار مع هيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيل قد تلوح بورقة الضم كورقة ضغط جديدة على حركة حماس. وهو تلويح يهدد عملياً أي أمل بإقامة دولة فلسطينية متواصلة على أراضٍ تحتلها إسرائيل حاليًا، ويدفع الملف الفلسطيني برمته نحو تعقيد أكبر في ظل غياب الحلول الدبلوماسية.

وأضاف الوزير الإسرائيلي بأن ضياع الأرض يُعدّ “الألم الأكبر” لأعداء إسرائيل، مشيرًا إلى أن “إذا أوضحنا لحماس أنه في كل مرة يتلاعبون فيها معنا سيخسرون أراضي لن يستعيدوها أبدًا، فسيكون هذا أداة ضغط قوية”. هذا التصريح يكشف عن توجه استراتيجي جديد داخل الدوائر الإسرائيلية المتشددة، يقوم على استخدام المساحة الجغرافية كأداة مساومة وتنفيذ عقوبات جماعية بحق سكان القطاع.

Web_Photo_Editor-6-44 وزير إسرائيلي يلوّح بضم أجزاء من غزة

وساطة متعثرة… وضغوطات دولية متزايدة

جاءت تصريحات إلكين وسط جمود غير مسبوق في مفاوضات الوساطة التي تقودها أطراف عدة بين إسرائيل وحماس. وقد توقفت جهود التوصل لاتفاق حول وقف إطلاق نار لمدة شهرين والإفراج عن المحتجزين لدى حماس الأسبوع الماضي، في ظل تبادل الطرفين الاتهامات بتعطيل التفاهمات.

وتنظر الأوساط الدولية إلى هذه التطورات بعين القلق، حيث حذرت فرنسا والسعودية -بدعم من مصر وقطر وجامعة الدول العربية وعدد من القوى الدولية- من سياسات تهدف لإفشال مشروع حل الدولتين، وأكدت باريس الأسبوع الماضي نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر، تلتها بريطانيا وكندا بإعلانات مشابهة تشترط إجراءات فورية من إسرائيل لتخفيف معاناة غزة والالتزام بمسار السلام.

أوضاع إنسانية كارثية في غزة… وحكومة إسرائيل تحت ضغط

في ظل هذا التصعيد السياسي والدبلوماسي، تتفاقم الأزمة الإنسانية على أرض الواقع في قطاع غزة. فقد سجلت وزارة الصحة بغزة وفاة سبعة فلسطينيين آخرين، الأربعاء، بسبب الجوع، ليرتفع عدد “شهداء المجاعة” إلى أكثر من 150 شخصاً، إضافة إلى 1,300 شهيد آخرين قضوا أثناء محاولتهم عبور مناطق الموت للحصول على مساعدات غذائية، بحسب البيانات الرسمية في القطاع.

تصاعدت كذلك التحذيرات من منظمات الإغاثة العالمية، التي أكدت أن سيناريو المجاعة الأسوأ بدأ يتكشف بالفعل في غزة، مع استمرار الحصار الإسرائيلي وسيطرة الجيش على المعابر، ما حرم مئات الآلاف من المدنيين، خصوصًا الأطفال والنساء، من الوصول إلى الغذاء والدواء.

تصعيد عسكري وسياسي… وغضب شعبي عالمي

على الجانب الميداني، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية بدعم أميركي كامل، ما خلف أكثر من 206,000 فلسطيني بين شهيد وجريح منذ بداية الحرب، معظمهم من الأطفال والنساء. وما يزال هناك أكثر من 10,000 مفقود وسط استمرار القصف والنزوح الجماعي لمئات الآلاف داخل القطاع. وفي كل يوم تزيد أرقام المعاناة والكارثة الإنسانية، بينما تتجدد الاتهامات لإسرائيل بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين واستخدام الغذاء كسلاح ضغط.

سيناريوهات خطيرة… مستقبل السلام على المحك

يشكل التلويح الإسرائيلي بضم أراضٍ من غزة انتكاسة خطيرة لمشروع السلام الدولي وجوهر حل الدولتين. فمع تزايد الاعترافات المرتقبة بفلسطين على الساحة الأممية، تختار الحكومة الإسرائيلية سياسة التصلب ومضاعفة الضغوط العسكرية والاقتصادية على غزة، رغم التحذيرات الأممية والعربية والدولية من تبعات الانزلاق إلى دائرة من العنف والتصعيد يصعب التنبؤ بنتائجه.

يترقّب المراقبون ما إذا كانت حكومة نتنياهو ستنجح في مواصلة هذه الاستراتيجية وسط انقسام داخلي متزايد وضغوط خارجية متصاعدة، أم أن تصاعد الكارثة الإنسانية في غزة سيعيد الملف الفلسطيني للواجهة الدولية كقضية ضمير عالمي بحاجة إلى حلول جذرية وعادلة؛ فرض السلام أو فرض سيطرة الأمر الواقع على حساب الحقوق الفلسطينية؟ الأيام القادمة فقط تحمل الجواب.

 

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر

Share this content: