هآرتس: خطة ضم غزة بين ضوء أخضر من ترامب واستراتيجية نتنياهو لإنقاذ حكومته

هآرتس: خطة ضم غزة بين ضوء أخضر من ترامب واستراتيجية نتنياهو لإنقاذ حكومته

هآرتس: خطة ضم غزة بين ضوء أخضر من ترامب واستراتيجية نتنياهو لإنقاذ حكومته

كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، في تقرير مثير للجدل، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستعد لعرض خطة متكاملة لضم أجزاء واسعة وربما كامل قطاع غزة أمام المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، وهي خطوة تأتي في توقيت حساس وسط خلافات متصاعدة داخل الائتلاف الحاكم وتضاؤل الدعم الشعبي للحكومة بعد قرار توسيع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

تفاصيل خطة الضم: البداية من المنطقة العازلة والتدرج نحو السيطرة الكاملة

وفقًا لمصادر مطلعة نقلت عنها الصحيفة، تقضي الخطة التي سيعرضها نتنياهو بأن تبدأ إسرائيل أولاً بضم المنطقة العازلة القريبة من الحدود مع قطاع غزة، ثم تنتقل تدريجياً للسيطرة على مناطق شمال القطاع، قبل أن تتوسع باتجاه ضم القطاع بأكمله. وتستند وثيقة الخطة على تصورات عسكرية وأمنية أعدها جيش الاحتلال وتسعى للسيطرة على ما بين 90% و100% من أرض غزة، وهو ما كانت قد كشفته تقارير سابقة أفادت بموافقة الحكومة الإسرائيلية بالفعل على خطة لاحتلال القطاع بالكامل.

الغطاء الأمريكي: إدارة ترامب تمنح الضوء الأخضر

واحدة من أخطر النقاط التي كشفتها هآرتس في تقريرها أن هذه الخطة الخطيرة جاءت بعد حصولها على موافقة رسمية من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وأوضحت الصحيفة أن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر كان قد عرض تفاصيل الخطة على وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في عاصمة دبلوماسية، وحظيت بدعم وتأييد مباشر من البيت الأبيض، في ظل علاقات تنسيقية وثيقة بين الطرفين.

يمثل ذلك، بحسب مراقبين، سابقة في دعم سياسة قائمة على ضم أراضٍ فلسطينية بشكل أحادي، خصوصاً في ظل المواقف الأمريكية التقليدية السابقة الداعية إلى تسوية تفاوضية تقود إلى حل الدولتين.

Web_Photo_Editor-8-23 هآرتس: خطة ضم غزة بين ضوء أخضر من ترامب واستراتيجية نتنياهو لإنقاذ حكومته

دوافع نتنياهو: إرضاء اليمين الديني المتطرف وبقاء الحكومة

تأتي هذه الخطوة كمحاولة واضحة من نتنياهو لإنقاذ حكومته من الانهيار. إذ أشارت هآرتس إلى أن رئيس الحكومة دفع بهذا المسار استجابةً للضغوط الشديدة التي مارسها عليه وزير المالية وزعيم حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، الذي عبّر مؤخراً عن غضبه من إعلان إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

سموتريتش طالب مراراً باتباع سياسة “التدمير الكامل” لكل مدن ومناطق القطاع، واعتبر أي تهاون أو حلول وسط “تنازلاً غير مقبول”. وكشفت مصادر مقربة من الوزير أنه يدرس خياراته بشأن البقاء في الحكومة، في ظل تزايد التوترات بين أجنحة الائتلاف.

تسريبات: مصادقة حكومية على احتلال غزة بالكامل ونقل السكان

منذ مطلع مايو/أيار الماضي، تصاعدت التسريبات حول نوايا الحكومة الإسرائيلية وموافقتها بالفعل على خطة تستهدف السيطرة الكاملة على قطاع غزة، بما يشمل عمليات نقل سكان من الشمال نحو الجنوب، في تكرار لخطط التهجير القسري التي تعرض لها القطاع مراراً على مدى العقود الماضية. وأشارت مصادر لقناة 13 الإسرائيلية إلى أن الآليات العسكرية وضعت خطة شاملة للسيطرة الميدانية الكاملة تحت رعاية سياسية وغطاء قانوني جديد.

كما نقلت تقارير عن مسؤولين إسرائيليين أن الجيش عرض سيناريوهات توسع تدريجية بدءًا من المنطقة العازلة، ضمن استراتيجية تصعيد عسكري متواصلة وتضييق الخناق على المناطق الشمالية تحديدًا.

استثمار التوترات الداخلية لتعزيز المواقف المتطرفة

يشير مراقبون أن نتنياهو يحاول بهذه الخطة استثمار التصدعات داخل ائتلافه الحاكم، خاصة مع عدم ارتياحه لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، لكسب دعم المكونات المتشددة وعلى رأسها حزب الصهيونية الدينية. ويسعى نتنياهو، رغم عدم تحمسه المبكر للخطة، لتغيّر استراتيجي يعيد توحيد قادة اليمين المتطرف حول حكومته ويحبط سيناريو انهيارها في اللحظة الأخيرة.

Web_Photo_Editor-6-39 هآرتس: خطة ضم غزة بين ضوء أخضر من ترامب واستراتيجية نتنياهو لإنقاذ حكومته

تداعيات خطيرة على مستقبل القطاع والوضع الإقليمي

تشير كافة التفاصيل إلى أن تنفيذ خطة ضم غزة التي يحاول نتنياهو تمريرها، خصوصًا بدعم أمريكي مباشر، يمثل تحولاً استراتيجياً من شأنه إشعال غضب فلسطيني ودولي واسع. فالخطة لا تخرج عن سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة، وتجعل خطر التهجير الجماعي، وفقدان سكان غزة حقهم الوطني والتاريخي، أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

وفي ظل الغضب المتزايد داخل قطاع غزة من ظروف الحرب والتصعيد المستمر، ووسط تحذيرات منظمات حقوق الإنسان، ترسم هذه التطورات صورة سوداوية لمستقبل القطاع، ولخارطة النزاع الإقليمي في المنطقة، خصوصًا مع تصاعد التوترات في أعقاب تشديد إسرائيل قبضتها على القطاع وتمرّد مكونات اليمين الديني الإسرائيلي وتهديدهم بتفجير الوضع السياسي في إسرائيل.

من هنا، يأتي طرح الخطة في “الكابينت” كمعركة سياسية شرسة أقرب إلى مقامرة، قد تغير قواعد اللعبة في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وتضع المنطقة أمام سيناريوهات تصعيد جديدة، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لحماية الفلسطينيين من سياسات الإخراج القسري وعمليات الضم والاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية.

 

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر

Share this content: