تصعيد غير مسبوق في حرب المسيرات بين روسيا وأوكرانيا
قتلى مدنيون وتوسع دائرة الدمار
تشهد جبهات القتال بين روسيا وأوكرانيا تصعيدًا حادًا وغير مسبوق في استخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ خلال الساعات الماضية، حيث تبادل الطرفان الهجمات التي حصدت أرواح مدنيين وخلفت دمارًا في البنية التحتية بكل من البلدين.
هجمات أوكرانية على كورسك وفولغوغراد الروسية
في تطور لافت، قُتل شخص في قرية أوبيستا بمنطقة كورسك غربي روسيا، إثر هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية استهدفت هدفًا قرب نادي القرية، بحسب تأكيد حاكم المنطقة ألكسندر خينشتين. وتقع القرية على بعد 5 كيلومترات فقط من الحدود مع أوكرانيا، وذلك مع الإشارة إلى أن المنطقة شهدت قبل عام توغلاً عسكريًا أوكرانيًا واسع النطاق، أعقبته عمليات روسية لطرد القوات المهاجمة.
وتزامنًا مع ذلك، تعرضت منطقة فولغوغراد جنوب روسيا لهجوم مماثل بمسيّرات أوكرانية، أدى إلى تعطل إمدادات الكهرباء للسكك الحديدية، ما دفع هيئة الطيران المدني الروسية لتعليق الرحلات في مطار المدينة بشكل مؤقت رغم عدم تسجيل إصابات بشرية حتى الآن.
هجمات روسية واسعة وموجات قصف عنيفة على المدن الأوكرانية
لم يتأخر الرد الروسي، إذ أعلن الجيش الروسي سيطرته على قريتي زيليني هاي في دونيتسك وماليفكا في منطقة دنيبرو الأوكرانية، مع استمرار المعارك والغارات المكثفة. بينما لم تصدر كييف أي تعليق رسمي بعد بشأن خسارتها للقرى المذكورة.
على الجانب الآخر، شهدت مدن دنيبرو وسومي وخاركيف الأوكرانية موجات قصف صاروخي وهجمات بالطائرات المسيّرة أدت إلى مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين في دنيبرو، وتضرر كبير في مبنى سكني ومركز تجاري. وذكرت السلطات الأوكرانية أن ثلاثة أشخاص أصيبوا في سومي، وتعرضت خاركيف لقصف عنيف أسفر عن إصابة ستة أشخاص بينهم أربعة من عمال الإنقاذ.
اعتراضات دفاعية وحرب تقنيات متطورة
أظهرت المعطيات تصعيدًا في كثافة الهجمات من الطرفين؛ فقد أكدت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط أو اعتراض 183 طائرة مسيرة و17 صاروخًا من إجمالي 208 مسيرات و27 صاروخًا أطلقتها روسيا ليلة السبت، في واحدة من أكبر الموجات الهجومية منذ أسابيع. بالمقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إسقاط العشرات من المسيرات الأوكرانية، مُشيرة إلى أن منشآت عسكرية أوكرانية، منها مصانع مكونات صواريخ وذخائر، كانت ضمن الأهداف الرئيسية للصواريخ الروسية.
رسائل القيادة: لا صمت أوكراني والهجمات “رد طبيعي”
من جانبه، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده لن تقابل التصعيد الروسي بالصمت، معتبرًا أن “المسيّرات الأوكرانية البعيدة المدى تأتي كرد واضح على اعتداءات موسكو”. كما وصف الهجمات الروسية الأخيرة بأنها “خيار سياسي” يفتقر للمعنى العسكري المباشر، ويعكس رغبة روسيا في استمرار الحرب وإراقة الدماء، داعيًا الدول الداعمة لأوكرانيا إلى تشديد الضغوط على الكرملين.
استمرار دوامة التصعيد
يأتي هذا التصعيد مع اشتداد سباق التسلح والتطوير التقني بين موسكو وكييف، حيث أصبحت الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة أدوات يومية يراهن عليها الطرفان لتغيير ملامح المعركة واقتحام العمق الاستراتيجي للعدو، وسط تحذيرات من مزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية والأمنية بالمنطقة.
وبين كرٍّ وفرٍّ في الأجواء وعلى الأرض، تتواصل معركة الاستنزاف بين روسيا وأوكرانيا، في سيناريو مرشح لمزيد من التعقيد والتصعيد في قادم الأيام.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: