نداء الأونروا: مجاعة تحاصر غزة ورسائل يأس من قلب الحصار
في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية غير المسبوقة بقطاع غزة، أطلقت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تحذيرًا شديد اللهجة، مجددة دعوتها العاجلة لرفع الحصار الإسرائيلي وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري، لوقف المجاعة التي تضرب القطاع وتعرّض حياة أكثر من مليوني مواطن لخطر الموت جوعًا.
الأونروا تدق ناقوس الخطر: رسائل يأس وأسعار غذاء خيالية
أعلنت الأونروا عبر منصة “إكس” أنها تتلقى يوميًا رسائل يائسة من غزة، بما في ذلك من طواقمها العاملة هناك، تصف أوضاع المجاعة والحرمان وانعدام الأفق. تشير الوكالة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بمستويات قياسية، حيث وصلت الزيادة إلى 40 ضعفًا، ما يعكس أثر الحصار وتوقف تدفق الإمدادات التموينية.
وأكدت الأونروا أن مستودعاتها على مشارف القطاع تحتوي على كميات تكفي لتغطية احتياجات سكان غزة لأكثر من ثلاثة أشهر، إلا أن قوات الاحتلال ترفض إدخال تلك المساعدات، ما يضاعف مآسي السكان المحتاجين ويعمق الأزمة الغذائية.
تواطؤ في التجويع ورسالة إدانة عالمية
في تصريح جريء، اعتبر فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا، أن صمت المجتمع الدولي وتقاعس الجهات الفاعلة عن الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، يرقى إلى درجة التواطؤ في تجويع الشعب الفلسطيني، مطالبًا بتحرك سياسي وأخلاقي لوقف الكارثة الإنسانية المتصاعدة.
أرقام توثق المأساة: وفيات الأطفال والجوع يهدد حياة الملايين
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن سياسة التجويع التي تتبعها السلطات الإسرائيلية أدت إلى استشهاد ما لا يقل عن 86 فلسطينياً، بينهم 76 طفلاً جراء سوء التغذية الحاد وانعدام الخدمات الصحية الأساسية. وأشارت إلى أن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع مع استمرار الحصار ومنع دخول القوافل الغذائية.
غزة على أعتاب الموت الجماعي: 140 يومًا من إغلاق المعابر
حذّر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن القطاع وصل إلى شبه انهيار شامل إثر استمرار إغلاق جميع المعابر لأكثر من 140 يومًا متتالية، وتكدّس مئات شاحنات المساعدات عند الحدود دون إذن بالعبور. يأتي هذا بعد تعثر تنفيذ اتفاق التهدئة بين إسرائيل وحماس حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى منذ مطلع مارس الماضي، واستمرار الاحتلال في تشديد الحصار الخانق.
قوافل المساعدات “مخطوفة”… والشهداء بالعشرات على خطوط الانتظار
رغم ادعاء إسرائيل السماح بتوزيع المساعدات عبر ما يُسمى “منظمة غزة الإنسانية”، تؤكد المصادر الميدانية أن جيش الاحتلال يستهدف الباحثين عن المساعدات بالنيران يوميًا، أوقع ذلك عشرات الشهداء والمصابين بين المدنيين منذ نهاية مايو. وتشير منظمات حقوقية إلى أن سياسة إطلاق النار على الجوعى الباحثين عن الغذاء تمثل جريمة بحق الإنسانية وتدق ناقوس الخطر حول مستقبل غزة.
تؤكد وكالة الأونروا أن إنهاء المجاعة في قطاع غزة يبدأ برفع الحصار فوراً والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون قيود، مطالبة المجتمع الدولي بالخروج عن صمته وتحمل مسؤوليته لإنقاذ ما تبقى من حياة في غزة، وعدم التواطؤ بقصد أو بغيره في سياسة التجويع التي تهدد الملايين بالموت البطيء.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: