ارتياح واسع في سوريا مع قرب إخماد حرائق اللاذقية
تضامن إقليمي ودولي يثمر إنقاذ الغابات والسكان
شهدت منصات التواصل الاجتماعي في سوريا موجة من الارتياح والأمل بعد إعلان فرق الدفاع المدني نجاحها في وقف امتداد حرائق اللاذقية، التي التهمت أكثر من 15 ألف هكتار من الغابات خلال 11 يوماً من أصعب وأخطر الكوارث البيئية التي شهدتها البلاد هذا العام. هذا الإنجاز جاء نتيجة جهود جبارة وتضامن إقليمي ودولي واسع، بعد أن عجزت الإمكانات المحلية عن مواجهة النيران التي اجتاحت القرى والبلدات، وأدت إلى نزوح آلاف السكان وتفحم مئات الآلاف من الأشجار والنباتات.
لحظات الرعب… وأمل العودة
على مدار الأيام الماضية، تداول السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وصوراً مرعبة وثقتها فرق الدفاع المدني، تظهر ألسنة اللهب وهي تلتهم الغابات والدخان الكثيف يغطي الأفق، في مشهد مؤلم هز مشاعر الجميع داخل سوريا وخارجها. ومع كل يوم جديد، كان الخوف يتصاعد من اتساع رقعة النيران وفقدان المزيد من المساحات الخضراء والمنازل.
لكن مع إعلان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، نجاح فرق الدفاع المدني في وقف امتداد النيران، سادت أجواء من الارتياح والامتنان بين المتضررين وأبناء المجتمع السوري عموماً، وانعكس ذلك في آلاف التعليقات ورسائل الدعم والشكر على المنصات الرقمية.
تضامن إقليمي ودولي: طائرات وفرق إنقاذ من عدة دول
ولأن سوريا لا تملك الإمكانات الكافية لمواجهة حرائق بهذا الحجم، سارعت عدة دول عربية وإقليمية إلى تقديم الدعم الفوري والمباشر، في مشهد يعكس روح التضامن الإنساني في مواجهة الكوارث الطبيعية.
-
تركيا: أرسلت طائرتي إطفاء مزودتين بأحدث التقنيات، إلى جانب آليات حديثة وفرق ميدانية متخصصة.
-
الأردن: دعم الجهود السورية بطائرتي إطفاء وفرق دفاع مدني ميدانية.
-
العراق ولبنان: شاركا بفرق ميدانية من عناصر الدفاع المدني، أسهمت في دعم عمليات الإطفاء على الأرض.
-
قطر: كان لها الدور الأبرز، إذ أرسلت 6 طائرات (3 للإطفاء و3 تحمل مساعدات وأدوات إطفاء)، بالإضافة إلى 138 فرداً من رجال الدفاع المدني المدربين على التعامل مع الحرائق الكبرى.
شكر رسمي لقطر ودول الدعم
وفي تصريح رسمي، أعرب وزير الطوارئ السوري رائد الصالح عن شكره العميق لدولة قطر على دعمها السخي، قائلاً:
“أثبتت قطر مجدداً وقوفها الصادق إلى جانب الشعب السوري، وكانت حاضرة في مختلف القطاعات، من الإغاثة الطارئة إلى دعم التعافي وإعادة البناء.”
كما توجه بالشكر إلى جميع الدول التي سارعت للمساعدة، مؤكداً أن هذا التضامن هو ما مكّن سوريا من تجاوز الكارثة والبدء في مرحلة التعافي.
تحديات كبيرة… واستجابة فاعلة
لم تكن مهمة إخماد الحرائق سهلة، فقد واجهت فرق الدفاع المدني تحديات هائلة، أبرزها التضاريس الجبلية الصعبة، وقوة الرياح التي ساهمت في انتشار النيران بسرعة، بالإضافة إلى نقص المعدات المتخصصة. ومع ذلك، أثبت التعاون الإقليمي والدولي فعاليته في إنقاذ الأرواح وحماية ما تبقى من الغابات السورية.
ارتياح شعبي ورسائل أمل
انعكست هذه الجهود على المزاج العام في سوريا، حيث عبر كثير من المواطنين عن امتنانهم لكل من ساهم في إخماد الحرائق، مطالبين بمواصلة دعم المناطق المتضررة، وإطلاق برامج لإعادة التشجير وتعويض المتضررين، مع ضرورة تعزيز قدرات الدفاع المدني لمواجهة كوارث مستقبلية.
مع اقتراب نهاية الكارثة وبدء مرحلة التعافي، يبقى الأمل معقوداً على استمرار التضامن والدعم لإعادة الحياة إلى الغابات السورية، وضمان مستقبل أكثر أماناً واستدامة للأجيال القادمة.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: