لغز كارثة الطائرة الهندية

لغز كارثة الطائرة الهندية

لغز كارثة الطائرة الهندية

ارتباك في قمرة القيادة وانقطاع مفاجئ للوقود

في واحدة من أكثر الكوارث الجوية غموضًا خلال العقد الأخير، شهد العالم في 12 يونيو الماضي حادث تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية من طراز “بوينغ 787 دريملاينر” بعد دقائق قليلة من إقلاعها من مطار أحمد آباد متجهة إلى لندن. أسفر الحادث عن وفاة 260 شخصًا، بينهم ركاب وأفراد طاقم وأشخاص على الأرض، ونجاة راكب واحد فقط في مشهد وصف بالمعجزة.

تفاصيل اللحظات الأخيرة: ارتباك في قمرة القيادة

أظهر التقرير الأولي الصادر عن مكتب التحقيق في حوادث الطيران الهندي أن اللحظات الأخيرة للطائرة اتسمت بحالة من الارتباك الشديد بين الطيارين. فقد سجل مسجل صوت قمرة القيادة حوارًا صادمًا بين الطيارين، حيث سأل أحدهما الآخر عن سبب قطع الوقود عن المحركات، ليجيب الأخير بأنه لم يفعل ذلك. هذا الحوار يكشف عن غموض كبير حول ما حدث فعليًا في تلك الدقائق الحرجة.

انقطاع مفاجئ للوقود: كيف حدث ذلك؟

بحسب التقرير، انتقلت مفاتيح التحكم في تدفق الوقود إلى المحركين من وضع التشغيل إلى وضع الإيقاف بشكل شبه متزامن، بفارق ثانية واحدة فقط بين كل مفتاح. أدى ذلك إلى انقطاع إمداد الوقود عن المحركين وتوقفهما عن العمل بشكل شبه فوري، وهو أمر نادر الحدوث في عالم الطيران التجاري، خاصة في مرحلة الإقلاع.

Web_Photo_Editor-3-22 لغز كارثة الطائرة الهندية

ماذا يعني انتقال المفاتيح إلى وضع الإيقاف؟

عادةً ما يتم استخدام وضع الإيقاف لمفاتيح الوقود فقط عند إيقاف المحركات بعد الهبوط أو في حالات طارئة مثل نشوب حريق. انتقالها بهذا الشكل أثناء الإقلاع دون وجود أي مؤشر على حالة طوارئ يثير تساؤلات خطيرة حول السبب والدوافع.

بيانات الرحلة: ثوانٍ حاسمة بين الحياة والموت

  • استغرقت الرحلة من لحظة الإقلاع حتى التحطم حوالي 30 إلى 40 ثانية فقط.

  • فور انقطاع الوقود، فقدت الطائرة قوة الدفع وبدأت في الهبوط السريع.

  • أظهرت كاميرات المراقبة تفعيل جهاز “التوربين الهوائي الدافع” (Ram Air Turbine)، وهو جهاز يستخدم لتوفير الطاقة للطائرة في حال فقدان المحركات للطاقة، ما يؤكد فقدان الطاقة بشكل تام.

  • حاول الطيارون إعادة تشغيل المحركات، ونجح أحد المحركات جزئيًا في استعادة بعض القوة، لكن الوقت كان قد فات.

  • أطلق أحد الطيارين نداء استغاثة “مايداي مايداي مايداي” قبل ثوانٍ من الاصطدام.

هوية الطاقم وخبراتهم

كان قائد الطائرة الكابتن سميت سابهروال (56 عامًا) يتمتع بخبرة تزيد عن 15,600 ساعة طيران، ويعمل كمدرب في الخطوط الجوية الهندية. أما مساعده كلايف كندر (32 عامًا) فكان يمتلك أكثر من 3,400 ساعة طيران. كلاهما كانا في حالة صحية جيدة وملتزمين بكافة إجراءات السلامة، بحسب التقرير.

التحقيقات: غموض بلا إجابات

لم يوجه التقرير الأولي أي اتهامات أو يحدد مسؤولية مباشرة عن الحادث، كما لم يجد أي دليل على وجود عطل فني في الطائرة أو المحركات أو وجود خطأ في التصميم من قبل “بوينغ” أو “جنرال إلكتريك”. كما استبعدت التحقيقات وجود أي شبهة تخريب أو عطل في الوقود أو الظروف الجوية.

آراء خبراء الطيران

  • أكد خبراء سلامة الطيران أن تحريك مفاتيح الوقود إلى وضع الإيقاف بالخطأ أمر شبه مستحيل بسبب وجود آليات أمان تمنع ذلك.

  • أشاروا إلى أن الفارق الزمني بين تحريك المفتاحين (ثانية واحدة) يتوافق مع الوقت الذي يستغرقه الشخص لتحريك مفتاحين متتاليين عمدًا، ما يزيد الغموض حول ما إذا كان ذلك بفعل فاعل أو نتيجة خلل تقني غير مكتشف بعد.

تداعيات الحادث وردود الفعل

أقرت شركة الخطوط الجوية الهندية بصحة التقرير وأكدت تعاونها الكامل مع السلطات، لكنها امتنعت عن تقديم أي تصريحات إضافية نظرًا لاستمرار التحقيقات. كما لم تصدر توصيات فورية من مكتب التحقيقات الهندي تجاه شركات تصنيع الطائرة أو المحركات، في انتظار نتائج التحقيق النهائي الذي قد يستغرق شهورًا.

مأساة إنسانية وأمل في العدالة

كان على متن الطائرة 230 راكبًا من جنسيات متعددة، بينهم 169 هنديًا و53 بريطانيًا وسبعة برتغاليين وكندي واحد، إضافة إلى 12 من أفراد الطاقم. لقي العشرات من الأشخاص على الأرض مصرعهم أو أصيبوا جراء سقوط الطائرة فوق مبانٍ سكنية بالقرب من المطار. ونجا راكب بريطاني بأعجوبة، حيث خرج من بين الحطام وتلقى العلاج قبل مغادرته المستشفى.

ما زال الغموض يكتنف أسباب كارثة الطائرة الهندية، وسط مطالبات أسر الضحايا وخبراء الطيران بكشف الحقيقة كاملة. التحقيقات مستمرة، والأمل معقود على أن تكشف النتائج النهائية عن الدوافع الحقيقية وراء هذا الحادث المأساوي، وأن تسهم في تعزيز معايير السلامة الجوية عالميًا.

 

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر

Share this content: