لبنان ومصر يبحثان فتح آفاق سياحية جديدة
استراتيجية لتعزيز التعاون واستقطاب السياحة العربية
في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين لبنان ومصر، كشفت وزيرة السياحة اللبنانية، لورا الخازن لحود، عن مباحثات مثمرة أجرتها مع وزير السياحة المصري، على هامش معرض السفر العربي في دبي أواخر أبريل الماضي، بهدف تعزيز التعاون السياحي بين البلدين وفتح آفاق جديدة أمام القطاع في المرحلة المقبلة. وأكدت الوزيرة أن العلاقات الوثيقة بين بيروت والقاهرة تمثل قاعدة صلبة لإطلاق مبادرات مشتركة تعزز من مكانة البلدين على خارطة السياحة الإقليمية والدولية.
تحديات القطاع السياحي اللبناني… وإرادة الصمود
لم تخفِ لحود في حديثها لوكالة أنباء الشرق الأوسط، التأثيرات السلبية التي ألقتها الحرب في جنوب لبنان على القطاع السياحي، لكنها أشادت بإرادة اللبنانيين وصمودهم في مواجهة التحديات، مؤكدة أن البلاد بدأت تستعيد ثقة الزوار من خلال تنظيم مهرجانات فنية وثقافية، كان أبرزها الحفل الكبير للفنانة ماجدة الرومي في افتتاح مهرجان “أعياد بيروت”، والذي أطلق رسمياً الموسم السياحي الصيفي لهذا العام.
استراتيجية لتوسيع الموسم السياحي وجذب السياحة العربية
أوضحت وزيرة السياحة أن الوزارة تعمل على تمديد الموسم السياحي ليشمل جميع أشهر السنة وكافة المناطق اللبنانية، وليس فقط بيروت والمواقع الشهيرة، مشيرة إلى أن الحجوزات الصيفية لهذا العام مبشرة للغاية. وأكدت أن الحكومة تضع استعادة ثقة المجتمعين الدولي والعربي في صدارة أولوياتها، مع ترحيب خاص بعودة السياحة العربية إلى لبنان، واعتبار السائح العربي ضيفاً دائماً و”ابن بيت” في لبنان.
دعم المهرجانات والسعي للاستقرار
أشارت لحود إلى أن الوزارة تدعم المهرجانات والفعاليات الثقافية والمعنوية في ظل محدودية الإمكانيات المادية، وتسعى بكل الوسائل لضمان الأمن والاستقرار، لأن السياحة لا يمكن أن تزدهر دون ثقة وأمان. وشددت على أن السياحة تمثل ركيزة أساسية للاقتصاد اللبناني، مشيدة بإصرار المؤسسات الخاصة والمطاعم على مواصلة أنشطتها رغم الصعوبات، ومؤكدة ثقتها في قدرة الحكومة على فرض سلطة الدولة وحل التحديات القائمة.
بنية تحتية سياحية جاذبة… ومزايا تنافسية
أكدت الوزيرة أن جذب الاستثمارات السياحية يتطلب بيئة مستقرة وآمنة، مشيرة إلى أن لبنان يتمتع بمزايا طبيعية فريدة ومناخ معتدل طوال العام، فضلاً عن كرم الشعب اللبناني وحسن ضيافته، ما يجعل البلاد وجهة سياحية مثالية. واستعرضت تنوع المنتجات السياحية في لبنان، من السياحة الثقافية والطبية والدينية والبيئية، إلى المهرجانات والمغامرات الجبلية، مشددة على أهمية كسر الطابع الموسمي للسياحة من خلال دعم المبادرات المحلية، والتعاون مع القطاع الخاص والبلديات والجمعيات لتنشيط المناطق الأقل جذباً للسياح.
تطوير تجربة الزائر وتحسين البنية التحتية
أشارت لحود إلى أن الوزارة تركز على تطوير تجربة الزائر من خلال تحسين البنية التحتية، خاصة في المطار، بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة، ضمن خطة شاملة لتسهيل دخول السائحين وتقديم أفضل الخدمات لهم. كما يجري التنسيق مع مختلف الجهات لضمان تجربة سياحية سلسة وآمنة.
دور المغتربين في دعم السياحة اللبنانية
أكدت الوزيرة أن الوزارة تبذل جهوداً كبيرة لتجهيز كل ما يلزم لاستقبال المغتربين اللبنانيين هذا الصيف، مشيرة إلى أهمية توظيف علاقات لبنان مع الجاليات في الخارج للترويج للسياحة اللبنانية، والاستفادة من خبراتهم واستثماراتهم في دعم الاقتصاد المحلي.
المطبخ اللبناني… عنصر جذب عالمي
لم تغفل لحود الإشادة بالمطبخ اللبناني الذي يحظى بسمعة عالمية، مؤكدة أن كثيراً من السياح يزورون لبنان خصيصاً لتجربة الأطباق اللبنانية الأصيلة، وأن الطهاة اللبنانيين يُعدون من الأفضل عالمياً.
السياحة المستدامة… وتعزيز صورة لبنان
شددت الوزيرة على أهمية تحقيق تغيير ملموس يشعر به المواطن والزائر، من خلال توفير تجربة سياحية متكاملة وآمنة وتعزيز السياحة المستدامة، معتبرة أن الانطباع الوجداني للسائح هو ما يصنع قيمة المنتج السياحي الحقيقي. واعتبرت أن السياحة ليست مجرد نشاط اقتصادي، بل وسيلة لتعزيز التفاهم ونشر ثقافة البلد وإشاعة الأمل بين المواطنين والزوار.
بهذه الرؤية المتكاملة، تتجه لبنان بثقة نحو استعادة مكانتها كوجهة سياحية رائدة في المنطقة، مدعومة بعلاقاتها العربية القوية، وثرائها الثقافي، وإرادة شعبها في تجاوز التحديات وبناء مستقبل أكثر إشراقاً للسياحة اللبنانية.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: