نتنياهو في واشنطن: محادثات حاسمة مع ترامب حول إنهاء حرب غزة
وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، إلى العاصمة الأميركية واشنطن في زيارة محورية يلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وسط ترقب إقليمي ودولي بشأن مستقبل الحرب الدامية في قطاع غزة. وتأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد الضغوط الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بينما تتواصل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة حول آليات تنفيذ اتفاق محتمل لإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من تسعة أشهر.
لقاء مصيري في البيت الأبيض
أكد نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، قبل مغادرته تل أبيب، أن اللقاء مع الرئيس ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، مشددًا على أن الوفد الإسرائيلي المفاوض يحمل توجيهات واضحة بالالتزام بالشروط التي وافقت عليها الحكومة الإسرائيلية مسبقًا. وأوضح نتنياهو أن التعديلات التي تسعى حركة حماس لإدخالها على المقترح الأولي للاتفاق “غير مقبولة” بالنسبة لإسرائيل، في إشارة إلى استمرار الخلافات الجوهرية حول بعض بنود الصفقة.
من جانبه، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفاؤله بإمكانية تحقيق اختراق في ملف الرهائن، مؤكدًا أن هناك “فرصة جيدة” للتوصل إلى اتفاق خلال هذا الأسبوع، وأنه يتوقع إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن الإسرائيليين في إطار الصفقة المرتقبة.
تفاصيل الاتفاق المحتمل: هدنة لمدة 60 يومًا وتبادل أسرى
تزامنًا مع زيارة نتنياهو، انطلقت في الدوحة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، تتركز حول آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وبحسب مصادر مطلعة، يتضمن المقترح الحالي هدنة لمدة 60 يومًا، يتم خلالها الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين على دفعتين (5 في اليوم الأول و5 في اليوم الستين)، بالإضافة إلى تسليم جثامين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
بنود الاتفاق الرئيسية:
-
وقف إطلاق النار لمدة شهرين بضمانات أميركية ودولية.
-
تبادل أسرى: إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين على دفعتين مقابل عدد غير محدد من الأسرى الفلسطينيين.
-
تسليم جثامين: تبادل جثث المحتجزين بين الطرفين خلال فترة الهدنة.
-
تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل مكثف ومنظم عبر قنوات أممية معترف بها.
-
بدء مفاوضات حول الترتيبات الأمنية طويلة الأمد ومستقبل إدارة القطاع بعد انتهاء الهدنة.
خلافات حول التعديلات ومطالب حماس
رغم الأجواء الإيجابية، لا تزال هناك عقبات أمام التوصل إلى اتفاق نهائي، إذ تصر حماس على إدخال تعديلات جوهرية تضمن وقفًا دائمًا للقتال وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى مواقع ما قبل مارس 2025، إلى جانب إشراف الأمم المتحدة على إيصال المساعدات الإنسانية، وهو ما تعتبره إسرائيل “غير مقبول” حتى الآن.
حصيلة كارثية للحرب: أرقام صادمة ومعاناة إنسانية
منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنّت إسرائيل بدعم أميركي هجمات واسعة النطاق على قطاع غزة، أسفرت عن سقوط أكثر من 57 ألف قتيل فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 136 ألفًا، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين. وتواجه غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة في ظل استمرار القصف، تدمير البنية التحتية، وانهيار القطاع الصحي، وسط تجاهل للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.
مفاوضات الدوحة: الأمل الأخير لإنهاء الحرب
تُعد جولة المفاوضات الحالية في الدوحة الفرصة الأهم منذ أشهر لإنهاء الحرب، حيث يشارك فيها وفد إسرائيلي رفيع المستوى إلى جانب ممثلين عن حماس، وبوساطة أميركية وقطرية ومصرية. وتتركز النقاشات حول آليات التنفيذ وضمانات الالتزام، مع توقعات بأن تسفر نتائج لقاء نتنياهو وترامب عن إعلان رسمي للاتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة إذا تم تجاوز الخلافات المتبقية.
في ظل هذه التطورات المتسارعة، تترقب المنطقة والعالم نتائج اللقاء الحاسم بين نتنياهو وترامب، وسط آمال بأن يحمل هذا الأسبوع انفراجة حقيقية تضع حدًا لمعاناة غزة وتفتح صفحة جديدة من الاستقرار في المنطقة
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: