إيران تطرح “الصندوق الواحد”

إيران تطرح "الصندوق الواحد"

إيران تطرح “الصندوق الواحد”

رؤية بديلة لحل القضية الفلسطينية تثير الجدل في قمة البريكس

في خضم تصاعد النقاشات الدولية حول مستقبل القضية الفلسطينية، تقدمت إيران بمقترح جديد أطلقت عليه “الصندوق الواحد”، رافضة بشكل واضح مقترح “حل الدولتين” الذي طالما كان محور المبادرات الدولية. جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، خلال مشاركته في غداء عمل قادة دول مجموعة البريكس المنعقدة في البرازيل، حيث أكد أن طهران ترى في إجراء استفتاء شامل يضم جميع سكان فلسطين الأصليين—يهوداً، مسيحيين، ومسلمين—الحل العادل والوحيد لإنهاء الصراع الممتد منذ عقود.

تفاصيل المقترح الإيراني: استفتاء شامل لجميع السكان الأصليين

أوضح عراقجي أن إيران تعتبر الاستفتاء الديمقراطي الذي يشارك فيه جميع السكان الأصليين لفلسطين—بغض النظر عن ديانتهم—هو الطريق الأمثل لتحقيق العدالة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني. وأكد أن هذا الطرح يضمن حق تقرير المصير للجميع، ويؤسس لدولة واحدة يعيش فيها الجميع بسلام ومساواة، بعيداً عن التقسيمات الدينية أو العرقية.

أبرز ملامح مقترح “الصندوق الواحد”:

  • إجراء استفتاء ديمقراطي بمشاركة اليهود والمسيحيين والمسلمين من السكان الأصليين لفلسطين.

  • تأسيس دولة واحدة ديمقراطية يعيش فيها الجميع بسلام، مع ضمان الحقوق السياسية والمدنية للجميع.

  • رفض التقسيم واعتبار حل الدولتين غير عملي وغير قابل للتحقق في ظل الظروف الحالية.

Web_Photo_Editor-4-12 إيران تطرح "الصندوق الواحد"

انتقادات إيران لحل الدولتين: “دولة بلا سيادة”

سجلت إيران تحفظاتها رسمياً على مقترح “حل الدولتين” الوارد في البيان الختامي لقمة البريكس، وأرسلت مذكرة بهذا الشأن إلى المجموعة. وأوضح عراقجي أن حل الدولتين، الذي يُطرح منذ سنوات طويلة، لم يحقق أي نتائج ملموسة، مشيراً إلى أن “الكيان الإسرائيلي نفسه هو العائق الأكبر أمام تحقيقه”.

وأضاف أن الحديث عن دولة فلسطينية في ظل هذا الحل لا يتعدى كونه “بلدية” بلا حدود واضحة، ولا سلطة أو سيادة حقيقية، مع غياب أي ضمانات لحقوق الشعب الفلسطيني. واعتبر أن أي حل لا يحقق العدالة الحقيقية لن ينهي الصراع، ولن يحقق الاستقرار في المنطقة.

رؤية إيران: العدالة أولاً… ودولة واحدة للجميع

أكد وزير الخارجية الإيراني أن السبيل الوحيد لضمان العدالة في فلسطين هو إقامة دولة ديمقراطية واحدة، يعيش فيها جميع السكان الأصليين بسلام، بعيداً عن الحلول الجزئية أو المؤقتة. وشدد على أن تحقيق العدالة في فلسطين هو المدخل الأساسي لحل بقية أزمات المنطقة، وأن استمرار تجاهل حقوق الفلسطينيين لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر وانعدام الأمن.

تصريحات عراقجي في قمة البريكس:

  • “ما لم تُحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً، وما لم يُكفل حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وما لم تتوقف جرائم الكيان الصهيوني، فلن يعم السلام في المنطقة.”

  • “حل الدولتين لم ينجح في الماضي، ولن ينجح في المستقبل، لأن الدولة الفلسطينية المقترحة بلا حدود أو سيادة فعلية.”

  • “الحل يكمن في إقامة دولة واحدة ديمقراطية لجميع سكان فلسطين الأصليين.”

خلفية الصراع: حل الدولتين في الميزان

لطالما كان حل الدولتين هو الخيار الذي تتبناه معظم المبادرات الدولية، ويهدف إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، مع ضمان أمن الطرفين واعتراف كل طرف بحق الآخر في الوجود. إلا أن تعثر المفاوضات، واستمرار الاستيطان الإسرائيلي، وتغير الوقائع على الأرض، جعل من تطبيق هذا الحل أمراً بالغ الصعوبة في نظر كثير من المراقبين.

في المقابل، تروج إيران ودول أخرى لفكرة الدولة الواحدة الديمقراطية كحل جذري للصراع، معتبرة أن العدالة الشاملة لا تتحقق إلا من خلال شراكة سياسية ومدنية حقيقية بين جميع مكونات الشعب الفلسطيني.

بهذا الطرح الجريء، تعيد إيران فتح النقاش حول مستقبل القضية الفلسطينية، وتدعو المجتمع الدولي إلى التفكير خارج الصندوق التقليدي، بحثاً عن حل عادل وشامل يضمن حقوق جميع السكان الأصليين ويحقق السلام والاستقرار في المنطقة.

 

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر

Share this content: