أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إبراهيم الجروان، أن دول الخليج، ومن بينها دولة الإمارات، تمر خلال هذه الفترة من العام بموجات غبارية موسمية تُعرف محلياً بـ«الطوز»، وهي ظاهرة طبيعية تبدأ عادة في شهر أبريل، وقد تستمر على شكل موجات متقطعة حتى نهاية يوليو.
وأوضح الجروان في تصريح لصحيفة الإمارات اليوم أن هذه العواصف تتكرر سنوياً، وتتفاوت شدتها من عام إلى آخر، مضيفاً أن هذه الكتل الغبارية لا تقتصر على الجزيرة العربية فقط، بل تُعد ظاهرة عالمية تمتد إلى مناطق عديدة حول العالم.

غبار عابر للقارات… من الصحراء إلى أوروبا

وأشار الجروان إلى أن العواصف الغبارية الضخمة لا تنحصر في منطقة الخليج، بل تنطلق في أحيان كثيرة من الصحراء الكبرى في أفريقيا، وتتجه نحو أوروبا والأميركيتين، ويُطلق على هذه الظاهرة اسم “Saharan Dust”. كما تتأثر بها دول في آسيا مثل الهند، وباكستان، وإيران، والصين، حيث تسجل هذه المناطق نشاطاً دورياً للكتل الغبارية.

أهمية متابعة مؤشر جودة الهواء

شدّد الجروان على ضرورة متابعة مؤشر جودة الهواء (AQI: Air Quality Index) خلال فترات نشاط العواصف الترابية والرملية، حيث يعكس هذا المؤشر نقاوة الهواء ومدى ملاءمته للصحة العامة.
وأضاف أن المؤشر يقيس مستويات مكونات الهواء، ومنها الغازات الصناعية والجسيمات العالقة مثل الغبار، والتي قد تتسبب في مضاعفات صحية، خاصة للأشخاص المصابين بأمراض تنفسية. ويهتم المؤشر بقياس نوعين من الجزيئات:

PM10: جسيمات قطرها أقل من 10 ميكروميتر

PM2.5: جسيمات دقيقة قطرها أقل من 2.5 ميكروميتر

هذه الجزيئات يمكن أن تثير الحساسية، وتسبب التهابات في الجهاز التنفسي والعينين، خاصة لدى الأطفال وكبار السن.

تأثيرات صحية تستوجب الحذر

لفت الجروان إلى أن تصنيف مؤشر جودة الهواء يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار عند تنظيم الأنشطة الخارجية، سواء لطلبة المدارس أو للعمال في الميادين المكشوفة، وحتى خلال إقامة المباريات الرياضية، لما لذلك من تأثير مباشر على صحة المشاركين والجمهور.

ويُذكر أن المركز الوطني للأرصاد في الإمارات أطلق المنصة الوطنية لجودة الهواء (EAIQ)، والتي تقدم بيانات محدثة حول حالة الهواء ومؤشر جودته.

إرشادات للتعامل مع العواصف الرملية

ضمن دليل التوعية، قدّمت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث مجموعة من النصائح المهمة للتعامل مع العواصف الرملية، أبرزها:

البقاء في المنازل قدر الإمكان وتقليل التعرض للهواء الخارجي.

عدم السماح للأطفال ومرضى الجهاز التنفسي بالخروج إلا للضرورة القصوى.

الابتعاد عن النوافذ الزجاجية والأبواب خلال العاصفة.

الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات الأمنية في حال وجود أوامر بالإخلاء.

نصائح للسلامة أثناء التواجد خارج المنزل
إذا اضطر الشخص للخروج أثناء العاصفة، تنصح الهيئة بما يلي:

البحث عن مكان آمن فورًا.

تغطية الأنف والفم بكمامة أو منديل مبلل.

ارتداء نظارات لحماية العينين.

تجنب الوقوف تحت الأشجار العالية أو البقاء في أماكن مكشوفة، خصوصاً للمصابين بالحساسية أو الربو.

إجراءات قيادة آمنة خلال العواصف
دعت الهيئة السائقين إلى توخي الحذر الشديد عند القيادة أثناء العواصف الرملية، عبر الإجراءات التالية:

مراقبة التغيرات الجوية على الطريق.

تجنب السرعة الزائدة وتجاوز المركبات الأخرى.

ترك مسافات أمان كافية بين المركبات.

القيادة بحذر على الطرق التي تنتشر فيها الكثبان الرملية.

إغلاق فتحة سحب الهواء الخارجي عند تشغيل المكيف.

كما شددت الهيئة على أهمية متابعة النشرات الجوية الرسمية، وتثبيت النوافذ والمعدات في المنازل لتفادي تطايرها بفعل الرياح، بالإضافة إلى التأكد من أن المركبات مركونة في أماكن آمنة.

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر