وسط نقاشات حاسمة حول المرحلة المقبلة

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مساء الاثنين، أن الحرب الإسرائيلية الجارية في قطاع غزة “اقتربت من نهايتها”، في تصريح يعكس التحولات الجارية في مسار العمليات العسكرية بعد أكثر من ثمانية أشهر من التصعيد الدامي. وأكد كاتس في بيان رسمي: “نحن الآن نقترب من نهاية العملية في غزة”، وذلك بعد أسبوع واحد فقط من انتهاء الحرب القصيرة التي شنتها إسرائيل على إيران، ما يسلط الضوء على حجم التحديات الإقليمية التي تواجهها تل أبيب.

أهداف إسرائيل: إطلاق سراح المحتجزين وهزيمة حماس

جدد كاتس التأكيد على أن أهداف إسرائيل في الصراع لم تتغير، مشدداً على أن الحكومة الإسرائيلية تضع نصب عينيها إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، إلى جانب تحقيق “هزيمة كاملة” للحركة. وتأتي هذه التصريحات في وقت تشير فيه مصادر إسرائيلية إلى وجود تفاؤل لدى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والوسطاء القطريين بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب، رغم أن الجانب الإسرائيلي لا يزال يشكك في أسس هذا التفاؤل، بحسب ما نقل موقع “أكسيوس” الأميركي.

انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية حول تحقيق الأهداف

وفي سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة لصحيفة “إسرائيل هيوم” أن اجتماع المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) الذي عقد أمس شهد نقاشات حادة بين الوزراء، حيث أكد عدد منهم أن أهداف الحرب في غزة لم تتحقق بعد، مطالبين بمواصلة الضغط العسكري والسياسي على حركة حماس وعدم التسرع في إنهاء العمليات. في المقابل، عرض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي خلال الاجتماع تقييماً عسكرياً يشير إلى أن القتال بات في مراحله النهائية، وهو ما يفتح الباب أمام نقاشات حاسمة حول شكل المرحلة المقبلة في القطاع.

قرارات مرتقبة في اجتماع الكابينت

وأشارت الصحيفة إلى أن المجلس الوزاري المصغر سيعقد اجتماعاً جديداً يوم الخميس المقبل، من المتوقع أن يشهد اتخاذ قرارات نهائية بشأن مسار الحرب في غزة، بما في ذلك الإجراءات الميدانية والسياسية. وتبرز في الأفق عدة خيارات مطروحة للنقاش، من بينها فرض حصار كامل على عناصر حركة حماس حتى الاستسلام، إلى جانب اقتراح إنشاء مراكز مساعدات إضافية تحت إشراف “مؤسسة غزة الإنسانية” لتوسيع نطاق توزيع المساعدات الإنسانية داخل القطاع.

فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار

فيما يخص المسار التفاوضي، كشفت مصادر إسرائيلية عن احتمالات كبيرة للتوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن هذا الاتفاق قد يؤدي إلى إطلاق سراح نحو نصف عدد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في القطاع. ويأتي ذلك في ظل ضغوط دولية متزايدة على جميع الأطراف لوقف القتال وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، التي تعاني من أزمة إنسانية خانقة جراء الحصار والدمار الواسع.

خلفية النزاع: أرقام صادمة للخسائر البشرية

اندلعت الحرب في غزة عقب هجوم مباغت شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1219 شخصاً في إسرائيل، بحسب أرقام رسمية إسرائيلية. وردت إسرائيل بفرض حصار محكم على قطاع غزة وشن حرب مدمرة خلفت حتى الآن أكثر من 56,531 قتيلاً، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في غزة. وتسببت العمليات العسكرية في دمار واسع للبنية التحتية، ونزوح مئات الآلاف من السكان، وسط تحذيرات أممية من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.

نقاشات حاسمة حول مستقبل غزة

مع اقتراب العمليات العسكرية من نهايتها، تزداد النقاشات داخل إسرائيل حول مستقبل قطاع غزة، سواء على المستوى الأمني أو السياسي أو الإنساني. وتبقى الأسئلة الكبرى حول من سيتولى إدارة القطاع بعد الحرب، وكيف سيتم ضمان الأمن على الحدود، وما هي الضمانات الدولية لمنع تجدد التصعيد مستقبلاً.

مع استمرار النقاشات الحاسمة داخل الحكومة الإسرائيلية، وترقب المجتمع الدولي لأي انفراجة سياسية أو إنسانية، تبقى غزة في قلب الحدث، وسط آمال بوقف نزيف الدم وبدء مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والاستقرار.

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر