هجوم إسرائيلي يستهدف وفد حماس التفاوضي في الدوحة
انفجارات تهز العاصمة القطرية وقطر تدين وتتعهد بحماية سيادتها وسط توتر إقليمي متصاعد
في تطور غير مسبوق في ساحة الصراع الإقليمي، شن الطيران الحربي الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، هجومًا استهدف وفد حركة حماس التفاوضي أثناء اجتماعه في العاصمة القطرية الدوحة، حيث كان الوفد يناقش مقترحات أمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة برعاية قطرية. هذه العملية الاستثنائية أثارت موجة من الإدانات والغضب الرسمي القطري، وسط قلق متزايد بشأن تجاوز الخطوط الحمراء واستهداف الأراضي والسيادة القطرية.
تفاصيل الهجوم ومواقع الاستهداف
ذكرت مصادر متطابقة أن طائرات إسرائيلية شنت غارة دقيقة استهدفت مقر اجتماع كان يضم القيادات البارزة لوفد حماس المفاوض، في منطقة سكنية بوسط العاصمة، يُعتقد أن من بينهم خليل الحية وزاهر جبارين. وبحسب مصادر أمنية وإعلامية، دوّت عدة انفجارات في الدوحة بعد الظهر، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من منطقة كتارا وأحياء سكنية معروفة بوجود مقرات لبعض أعضاء المكتب السياسي للحركة، كما تم تداول صور لمبنى مستهدف أصيب بأضرار جسيمة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي والشاباك رسميًا مسؤوليتهما عن الهجوم، مؤكدين أن الاستهداف كان “دقيقًا” واستند إلى معلومات استخباراتية حسّاسة لتصفية من أسماهم “المسؤولين عن إدارة هجمات حماس وأنشطة الحركة لسنوات”. كما أوضحت مصادر أمنية إسرائيلية أنه تم استخدام ذخائر متطورة وبدقة عالية، مع اتخاذ “احتياطات” حسب الادعاء للحد من الأضرار الجانبية. إلا أن تقارير من الدوحة تحدثت عن إصابات بعضها خطير.
رد فعل قطري وإدانة رسمية
أعلنت وزارة الخارجية القطرية في بيان شديد اللهجة أن “الهجوم الإسرائيلي الجبان” الذي استهدف مقرات سكنية ضمّت عددًا من أعضاء المكتب السياسي لحماس يمثل تحديًا خطيرًا لأمن وسيادة قطر، مؤكدة أن الدوحة “لن تتهاون ولن تسمح بأي انتهاك لأراضيها” وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية سيادتها وسلامة المدنيين على أرضها. وطالبت قطر المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء التصعيد الخطير وتجنيب المنطقة نزاعات أوسع.
دوافع الهجوم والبعد الإقليمي
تأتي الغارة الإسرائيلية بينما كانت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تمر بمرحلة حساسة، مع وجود مقترح أمريكي جديد طرحه الرئيس دونالد ترامب برعاية قطرية، وسط سعي لاحتواء التصعيد في القطاع. ويبدو أن تل أبيب أرادت من خلال هذه الضربة إرسال رسالة مزدوجة: أولًا لحماس عبر استهداف قياداتها حتى خارج حدود غزة؛ وثانيًا للوساطة الإقليمية، في مؤشر خطير على استعدادها لنقل معركة التصفيات إلى أي بلد يستضيف ممثلي فصائل المقاومة.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
أثار الهجوم موجة استنكار واسعة في الأوساط العربية والدولية، حيث اعتبرت جهات سياسية وحقوقية أن الغارة تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وخرقًا لسيادة دولة قطر. كما تنامت المخاوف من اتساع دائرة الاستهداف لتشمل أراضي أخرى في الإقليم، بما قد يشكّل “سابقة خطيرة” تتجاوز الإطار التقليدي للمواجهات الجارية في قطاع غزة.
أبعاد جديدة للصراع وتحذيرات من التصعيد
تكشف هذه الحادثة عن تغير جذري في معادلات الصراع بالمنطقة؛ إذ لم يعد استهداف القيادات محصورًا بساحات ساحات القتال في الأراضي المحتلة، وإنما بات يحتمل بحسب تطور الأمور أن تشمل جغرافيا أوسع حتى في دول تلعب أدوار وساطة بارزة. في حين يترقب المراقبون نتائج محاولة الاغتيال وتداعياتها على مستقبل الوساطة القطرية، وإمكانية رد حماس أو الحلفاء على الاستهداف.
تؤكد هذه الضربة أن ساحة المواجهة بين إسرائيل وفصائل المقاومة دخلت لاحقًا مرحلة جديدة تتداخل فيها السياسة بالميدان، والجغرافيا بالرسائل الدبلوماسية. ويظل مستقبل الأمن الإقليمي مرهونًا بردود أفعال اللاعبين الرئيسيين وإرادة الأطراف في احتواء التصعيد المتسارع.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: