ماكرون يحذر من كارثة في غزة

ماكرون يحذر من كارثة في غزة

ماكرون يحذر من كارثة في غزة

خطة إسرائيل قد تؤدي إلى حرب دائمة

في أول رد فعل رسمي على خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن هذه الخطوة تمثل “كارثة غير مسبوقة” قد تجر المنطقة إلى حالة حرب دائمة طويلة الأمد، محذرا من أن الخطة ستجعل الرهائن الإسرائيليين وسكان غزة أولى ضحايا هذا التصعيد الخطير. وردت تصريحات ماكرون على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن السيطرة على غزة هي “أفضل وسيلة لإنهاء الحرب” على حركة حماس.

Web_Photo_Editor-9-3 ماكرون يحذر من كارثة في غزة

تحذير ماكرون ودعوته إلى بعثة أممية

جاء تحذير ماكرون خلال بيان صادر عن قصر الإليزيه، حيث شدد على أن السيطرة الإسرائيلية على غزة تمثل تصعيدا يهدد استقرار المنطقة ويزيد من معاناة المدنيين. وأكد ضرورة نشر بعثة دولية تحت إشراف الأمم المتحدة لتأمين القطاع وإرساء الاستقرار، داعياً إلى تشكيل تحالف دولي يحمل تفويضًا أمميًا لوقف التصعيد ودعم السكان، وإرساء أسس حوكمة سلمية في غزة.

وأشار ماكرون إلى أن المبادرة التي قدمها بالشراكة مع السعودية في 30 يوليو، حظيت بتأييد 15 دولة، من بينها البرازيل وكندا وتركيا والأردن وقطر ومصر والمملكة المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.

تتمثل مهام البعثة المقترحة في حماية المدنيين، ومساندة عملية نقل المسؤوليات الأمنية إلى السلطة الفلسطينية، وتوفير ضمانات أمنية متبادلة، تشمل مراقبة أي وقف إطلاق نار مستقبلي محتمل.

وأكد ماكرون أن مجلس الأمن الدولي يجب أن يتحرك سريعا لمنح هذه البعثة التفويض اللازم، مشيرًا إلى أن فريقه يعمل مع الشركاء الدوليين على تحقيق ذلك “دون تأخير”.

تفاصيل الخطة الإسرائيلية وتأثيرها المتوقع على غزة

الخطة الإسرائيلية، التي تعرف باسم “عملية عربات جدعون”، صادق عليها الأمن الإسرائيلي في مايو 2025، وتستهدف احتلال قطاع غزة بالكامل، وهزيمة حركة حماس عسكرياً، وتدمير بنيتها التنظيمية، وتأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع. وتتطلب هذه الخطة حصاراً مشدداً على مناطق متعددة داخل غزة، وفرض عزلتها عبر القصف المكثف والتجويع الممنهج، بالإضافة إلى تهجير قسري للسكان المدنيين إلى مناطق محددة جنوب القطاع.

تشمل العملية تركيز القوات على السيطرة على وسط مدينة غزة وأجزائها الشمالية والجنوبية، حيث يقيم نحو مليون فلسطيني، مع عمليات انتزاع أرض وتدمير للبنية التحتية، ما سيؤدي إلى أزمة إنسانية كبيرة وفق تقارير إعلامية ودولية.

ومن المتوقع أن تستمر العملية عدة أشهر، وقد تصل حتى ستة أشهر، مع وجود تحذيرات من انزلاق الأوضاع إلى حرب مستمرة بدون نهاية واضحة.

ردود فعل دولية ومحلية

تصريحات ماكرون تعكس قلق المجتمع الدولي المتزايد إزاء تدهور الأوضاع في غزة، حيث دعت عدة دول ومنظمات حقوقية إلى تجميد الخطة الإسرائيلية وفتح ممرات إنسانية فورية.

تلازم ذلك تحذيرات داخل إسرائيل من تصعيد غير محسوب نتيجة السيطرة الكاملة على غزة، حيث أعرب رؤساء الأجهزة الأمنية في البلاد عن تحفظاتهم بسبب مخاطر الوجود الطويل في القطاع واحتمال تعريض حياة الجنود والرهائن للخطر.

Web_Photo_Editor-6-19 ماكرون يحذر من كارثة في غزة

مساعي السلام والوساطات المقترحة

تتزامن هذه التطورات مع مواقف دولية داعية إلى فتح نافذة حوار لإنهاء الحرب، حيث قدم ماكرون والسعودية مبادرة لإنشاء تحالف أممي يضمن حماية المدنيين وتحقيق استقرار دائم في القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية.

تكمن الفكرة في تسليم إدارة القطاع لسلطات مدنية لا تتبع حماس، مع تسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وهو ما يتطلب توافقا دوليا ويواجه تحديات أمنية وسياسية صعبة.

خاتمة: مأزق غزة بين الحرب المستمرة والمبادرات الدولية

التحذيرات الفرنسية وفي مقدمتها خطاب ماكرون تضع ضوءا ساطعا على تعقيدات “الخطة الإسرائيلية” وجهود المجتمع الدولي لوقف دوامة العنف في غزة. الخطر الأكبر يكمن في تحول المواجهة إلى صراع طويل ومفتوح، يهدد أمن المنطقة والاستقرار الدولي.

يبقى السؤال الأساسي: هل ستنجح جهود مجلس الأمن والأمم المتحدة في فرض بعثة دولية تضمن وقف التصعيد، أم أن الكارثة التي يحذر منها ماكرون ستتحقق، محدثة حرباً لا تنتهي في قلب الشرق الأوسط؟

 

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر

Share this content: