لماذا أثارت غارة إسرائيل على “حماس” في قطر استياء إدارة ترامب؟

لماذا أثارت غارة إسرائيل على "حماس" في قطر استياء إدارة ترامب؟

لماذا أثارت غارة إسرائيل على “حماس” في قطر استياء إدارة ترامب؟

غارة إسرائيلية على قطر أربكت البيت الأبيض وأعادت الخلافات للواجهة

أثار الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادات من حركة “حماس” في العاصمة القطرية الدوحة، موجة غضب واضحة في أروقة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما تسبب في حالة إحباط عميق وسط مستشاريه ومسؤولي الأمن القومي، وأعاد تسليط الضوء على التوترات الكامنة بين واشنطن وتل أبيب حول إدارة ملفات الشرق الأوسط الحساسة. وقد تبين أن الغارة التي وُصفت بأنها دقيقة ومفاجئة لم يجر إبلاغ واشنطن بها مسبقاً بشكل كاف، ما أفشل تدخلات أمريكية منعت تصعيداً ديبلوماسياً وعسكرياً كان يُمكن تجنبه.

مفاجأة غير مرغوبة وغضب في أوصال الإدارة الأمريكية

كشفت مصادر رسمية لشبكة CNN أن الرئيس ترامب وعدداً من كبار مساعديه شعروا بصدمة حقيقية إزاء توقيت الهجوم ودوافعه، إذ علِم ترامب بالغارة قبيل تنفيذها بلحظات، ليس عبر قنوات التنسيق مع إسرائيل، بل من الجيش الأمريكي نفسه، في إخلال نادر بقواعد التحالف الأمني بين الدولتين. وما زاد من حدة الإرباك أن البيت الأبيض حاول، عبر مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، تحذير الدوحة فور تلقي الإنذار، إلا أن الوقت كان قد فات وأصوات الانفجارات دوت بالفعل في أحياء العاصمة القطرية، بحسب تأكيد مسؤولين أمريكيين وقطريين.

ترامب يوضح موقفه ويحمل نتنياهو المسؤولية

في بيان رسمي أعقب الهجوم، سعى الرئيس ترامب إلى تبرئة البيت الأبيض من المسؤولية، مشدداً على أن القرار كان أحاديًا من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأن واشنطن لم تكن جزءًا من التخطيط أو التنفيذ. وقال ترامب للصحفيين: “أنا لست سعيدًا بالوضع برمته، نريد استعادة الرهائن لكن لسنا راضين عن الطريقة التي سارت بها الأمور”.

أوضح ترامب أيضا أنه أجرى اتصالًا مع أمير قطر، مؤكدًا أن مثل هذا العمل لن يتكرر على الأراضي القطرية، وشدد على أن قطر “شريك استراتيجي موثوق” للولايات المتحدة يلعب دور الوسيط في ملفات حساسة ضمن أزمات المنطقة.

Web_Photo_Editor-6-9 لماذا أثارت غارة إسرائيل على "حماس" في قطر استياء إدارة ترامب؟

انسحاب أمريكي محسوب وحذر من القطيعة مع إسرائيل

حاول البيت الأبيض في رد فعله رسم خط فاصل بين الإدارة الأمريكية وقرار تل أبيب، حيث نشر المتحدثون الرسميون تصريحات تؤكد أن أمريكا تستنكر الهجوم من حيث الشكل والأثر الدبلوماسي، دون الانزلاق نحو قطيعة صريحة أو خلاف علني مباشر مع إسرائيل. ويؤكد مسؤول في البيت الأبيض أن المستشارين شعروا بـ”الخيانة” لعدم إبلاغهم أو إعطائهم فرصة لترتيب اتصالات دبلوماسية مع الدوحة، خصوصا وأن لواشنطن مصالح عسكرية وأمنية وثيقة مع قطر أهمها التعاون عبر قاعدة العديد الجوية.

وذكرت مصادر مقربة من مستشاري ترامب أن توقيت الهجوم أتى في لحظة حرجة، إذ يتوسط البيت الأبيض في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة—ما زاد من الانزعاج خشية انتهاء دور قطر كوسيط مقبول لدى جميع الفرقاء.

خلفية توتر متجدد في العلاقة بين البيت الأبيض ونتنياهو

الهجوم الإسرائيلي الأخير، بحسب مراقبين، أعاد للأذهان خيبات واحتكاكات سابقة بين ترامب ونتنياهو حول عمليات إسرائيلية جرت خارج الأراضي الفلسطينية دون تنسيق مستبق، منها ما حدث خلال قصف دمشق أو منشآت مدنية في غزة. فقد عبّر ترامب جهارًا عن امتعاضه من “تعطيل” مساعي إدارته لجمع الحلفاء الخليجيين حول مائدة واحدة مع إسرائيل من خلال وساطاته الشخصية واتفاقيات التعاون الدفاعي مع قطر.

مستقبل العلاقات العسكرية والسياسية: تساؤلات وتداعيات

جاءت تصريحات ترامب بعد محادثة هاتفية مع أمير قطر، طمأنه خلالها أن واشنطن لن تسمح بتكرار سيناريو مماثل، في رسالة تطمين لدولة تعتبرها الولايات المتحدة حليفة “مستحقة للثقة” في الخليج. ومع ذلك، شدد ترامب أن القضاء على “حماس” يبقى مصلحة أمريكية—ولكن ليس بهذه الطريقة التي تضر بحلفاء أمريكا وتجهض أي تقارب سلام إقليمي.

وأبرزت التطورات هشاشة الوسطاء وضعف الخطوط الحمراء التقليدية بين الولايات المتحدة وإسرائيل حين يتعلق الأمر بالأمن الإقليمي وقضايا المصالح الوطنية الضيقة، في ظل اختلال غير مسبوق في ميزان التنسيق الميداني والدبلوماسي بين البلدين.


برغم الرسائل التطمينية، ترك الهجوم الإسرائيلي على الدوحة أثرًا واضحًا في البيت الأبيض ووضع ترامب مجددًا أمام تحديات إدارة التوازن الحساس بين إسرائيل، قطر، وحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل ملفات حساسة كغزة والتطبيع والأمن الإقليمي.

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر

Share this content: