غزة تحت النار: 33 شهيدا ومأساة إنسانية مع تصاعد الهجوم البري
توسيع العملية الإسرائيلية يفاقم النزوح والمعاناة وانقطاع الاتصالات واتهامات دولية بالإبادة
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد هجومها البري والجوي على مدينة غزة ومحيطها منذ فجر الأربعاء، ما أدى إلى استشهاد 33 فلسطينيا وإصابة العشرات بجراح متفاوتة، وسط موجة جديدة من النزوح القسري وانهيار قطاعات حيوية داخل القطاع المحاصر. يأتي ذلك في ظل انتقادات وإدانات متزايدة من جهات دولية تتهم إسرائيل بتوسيع عملياتها العسكرية بشكل يضاعف الأزمة الإنسانية ويُعرض مئات آلاف المدنيين للخطر المباشر.
مجازر متواصلة وضحايا من المدنيين
أفادت مصادر طبية محلية أن غالبية الشهداء والمصابين من المدنيين، إذ استُهدف 21 فلسطينيا في قصف عنيف طال أحياء عدة بمدينة غزة، إلى جانب استشهاد 5 فلسطينيين جراء قصف خيمة للنازحين في منطقة مواصي خان يونس جنوب القطاع. كما طالت الاعتداءات منطقة دير البلح، وشرقي القطاع حيث سجلت إصابات بين النازحين. وتفاقمت المأساة بقصف مواقع توزيع الإغاثة شمال رفح، ما أدى لاستشهاد 5 آخرين أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات.
ذكرت الصحافة المحلية والعالمية سقوط مئات القتلى والجرحى منذ بداية الهجوم البري المكثف، وسط تدمير للبيوت والبنى التحتية، وخصوصاً في الأحياء التي تتركز فيها عمليات الإجلاء والإغاثة الطارئة، فيما أشارت تقديرات إلى ارتفاع حصيلة الشهداء الكلية في القطاع منذ بدء الحرب إلى أكثر من 65 ألفًا.
دمار مستشفيات وأزمات صحية متفاقمة
استهدفت الغارات الإسرائيلية العنيفة الطوابق العلوية لمستشفى الرنتيسي للأطفال في غرب غزة، بالإضافة إلى تضرر منظومة الصحة نتيجة انقطاع الوقود ومنع وصول الإمدادات، الأمر الذي يعرض حياة آلاف المرضى والأطفال للخطر ويهدد بخروج شبه تام للمؤسسات الصحية عن الخدمة. أدانت وزارة الصحة الفلسطينية الاستهداف واعتبرته جريمة تندرج ضمن سياسات إخراج القطاع الطبي عن العمل، وحذرت من كارثة إنسانية محتملة مع تعثر عمليات الإغاثة.
موجات النزوح والكارثة الإنسانية
وسط هذا التصعيد، تستمر أعداد كبيرة من الأسر الفلسطينية في النزوح جنوبًا ووسط القطاع، بحثًا عن الأمان أو الحد الأدنى من مقومات الحياة. ازدحمت شوارع غزة، خصوصا شارع الرشيد وصلاح الدين، بالعربات والشاحنات المحملة بمهجّرين يبيتون في العراء مع قلة الخيام وغياب الخدمات الأساسية. ومع إعلان الجيش الإسرائيلي عن فتح مسار انتقال “مؤقت”، اشتدت حدة النزوح الجماعي فيما وصفته الأمم المتحدة بـ”المأساة الإنسانية الكاملة”.
انقطاع الاتصالات ومأزق الوصول الإنساني
زاد انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات عن أغلب أنحاء غزة من تعقيدات الأزمة، ما صعّب وصول فرق الإسعاف والمنظمات الإنسانية، ومنع حتى تغطية الأحداث بشكل كافٍ، بينما تتسارع التحذيرات الدولية من خطر فقدان السيطرة على الوضع وامتداد المجاعة لتشمل مناطق أوسع داخل القطاع المحاصر.
إدانات دولية وتحذيرات من جريمة إبادة
توالت الإدانات من جهات أممية وعربية وغربية، إذ اعتبرت الأمم المتحدة وكبار مسؤوليها العملية الإسرائيلية هجومًا قد يُرقى إلى جريمة إبادة جماعية، خصوصا مع سياسة الأرض المحروقة والقتل الجماعي، والتجويع والتهجير القسري، وتدمير المنشآت المدنية والطبية. في الوقت نفسه شددت دول عدة ومنظمات حقوقية على ضرورة وقف العدوان فوراً وتأمين الحماية للمدنيين والبنى التحتية.
ختام: أسابيع حاسمة لمستقبل غزة
تشير كل المؤشرات إلى مزيد من التصعيد في العمليات البرية والجوية الإسرائيلية وتوقعات باستمرار الاقتحام شهوراً، وسط غياب تهدئة سياسية حقيقية أو بوادر انفراج إنساني في الأفق القريب، في وقت تزداد فيه أرقام الضحايا والمعاناة لمدينة غزة وسكانها في ظل اختناق إنساني غير مسبوق يهدد وجود القطاع بأسره.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: