تصعيد عسكري جديد بين واشنطن والحوثيين يهدد الاستقرار الإقليمي

شنت الطائرات الأميركية غارات جوية مكثفة على مواقع تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، مستهدفة محافظتي صعدة وحجة، وفقاً لما أوردته وسائل إعلام تابعة للجماعة.

وذكرت وكالة سبأ وقناة المسيرة، التابعتان للحوثيين، أن “العدوان الأميركي” استهدف منطقة طخية في مديرية مجز بمحافظة صعدة، بينما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن المحافظة تعرضت لثلاث غارات جوية.

وتُعتبر صعدة المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، وتتميز بموقعها الاستراتيجي المتاخم للحدود السعودية، مما يجعلها هدفاً متكرراً للعمليات العسكرية. كما أشارت قناة المسيرة إلى أن الغارات شملت أيضاً منطقة بحيص في مديرية ميدي بمحافظة حجة شمال غربي اليمن.

الحوثيون يهاجمون “هاري ترومان” بالصواريخ والطائرات المسيّرة

في تصعيد غير مسبوق، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع عن تنفيذ هجوم جديد استهدف حاملة الطائرات الأميركية (USS Harry S. Truman) باستخدام صواريخ مجنحة وطائرات مسيّرة، وذلك للمرة الرابعة خلال 72 ساعة.

وأكد سريع نجاح العملية في إحباط هجوم أميركي وشيك على اليمن، مشدداً على أن الحوثيين سيواصلون استهداف “العدو الصهيوني” حتى يتوقف العدوان على غزة.

صاروخ يمني يستهدف إسرائيل

في تطور آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق جنوب البلاد، عقب إطلاق صاروخ بعيد المدى من اليمن.

وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم، مؤكدين أنهم استهدفوا قاعدة نيفاتيم الجوية داخل إسرائيل بصاروخ باليستي فرط صوتي من طراز “فلسطين 2″، مشيرين إلى أن الهجوم أصاب هدفه بدقة.

وأكد المتحدث العسكري الحوثي أن الجماعة ستواصل توسيع نطاق عملياتها العسكرية داخل الأراضي المحتلة ما لم يتوقف العدوان على قطاع غزة.

الحوثي: واشنطن وتل أبيب لا تلتزمان بالاتفاقات

وفي كلمة متلفزة، اتهم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي إسرائيل بالاعتماد على “الشراكة الأميركية” في تنفيذ عملياتها العسكرية ضد غزة، واصفاً ما يحدث هناك بـ”الإبادة الجماعية”.

وأضاف الحوثي أن “العدو الإسرائيلي ومعه الأميركي لا يفيان بالتزاماتهما، وهذه الحقيقة يجب أن يدركها الجميع”، مشيراً إلى أن واشنطن تتجه نحو تصعيد أكبر في اليمن بعد استهداف الحوثيين لإسرائيل.

واشنطن تكثف هجماتها في اليمن

وجاءت الغارات الأميركية بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب يوم السبت الماضي أنه أصدر أوامره بشن “هجوم كبير” على الحوثيين في اليمن، وهو أول تصعيد عسكري أميركي منذ بدء وقف إطلاق النار في غزة بتاريخ 19 يناير/كانون الثاني 2025.

وأكدت القيادة الوسطى الأميركية استمرار عملياتها ضد الحوثيين، بينما ردت الجماعة بشن هجوم جديد على حاملة الطائرات “هاري ترومان” للمرة الثانية خلال 24 ساعة، ما يشير إلى تصعيد متبادل قد يعقد الوضع الإقليمي بشكل أكبر.