عملية اغتيال حسن نصر الله: تفاصيل اختراق الموساد ومجازفة بيروت

عملية اغتيال حسن نصر الله: تفاصيل اختراق الموساد ومجازفة بيروت

عملية اغتيال حسن نصر الله: تفاصيل اختراق الموساد ومجازفة بيروت

هجوم مخابراتي معقد جمع الخداع الأرضي والتفوق التقني وقاد لتحول استراتيجي في المنطقة باغتيال حسن نصر الله

كشفت تقارير استخباراتية وتسريبات صحفية عن كواليس العملية المعقدة التي أودت بحياة أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأظهرت المعلومات أن عملية “النظام الجديد” لم تكن ضربة جوية تقليدية، بل مجازفة أمنية رفيعة المستوى اعتمدت على اختراق بري جريء أُنجز تحت حمم قصف جوي مركز، مهد الطريق أمام عملاء الموساد الإسرائيلي لزرع أجهزة متقدمة مكّنت الطائرات من مراقبة وتحديد موقع الهدف بدقة.

اختراق جريء تحت القصف: بداية خطة “النظام الجديد”

انطلقت العملية بعد شهور من التخطيط والتنسيق بين الموساد الإسرائيلي ووحدة الاستخبارات العسكرية 8200 وسلاح الجو، وبمساهمة شركات تقنيات إسرائيلية متقدمة في تطوير أجهزة رصد واختراق تحت أرضي. وتسللت وحدة خاصة إلى منطقة “حارة حريك”، تحمل أجهزة إلكترونية دقيقة تم تمويهها داخل طرود اعتيادية. جرى تنفيذ التوغل البري في توقيت تزامن مع تصعيد القصف الجوي، بهدف تشتيت قوات حماية نصر الله ودفعها للانسحاب من محيط المخبأ، وتصف مصادر مطلعة فرص نجاح الوحدة بالانتحارية نظرا لكثافة النيران والمخاطر الأمنية التي صاحبت التحرك.

Web_Photo_Editor-8-11 عملية اغتيال حسن نصر الله: تفاصيل اختراق الموساد ومجازفة بيروت

أجهزة “خيال علمي” وأسلحة خارقة للمخابئ

أشارت الوثائق إلى أن الأجهزة التي زرعها الموساد قرب الموقع لم تكن مجرد مستشعرات تقليدية، بل حساسات وقدرات تقنية لاختراق البنية الصخرية والمخابئ العميقة، موجَّهة بدقة غير مسبوقة نحو أهداف حصينة تحت الأرض. وسمحت هذه التقنية للطائرات – خصوصًا من طراز إف 35 وإف 15 – بإسقاط قنابل خارقة للتحصينات، بلغ وزن بعضها طناً كاملاً، مدمرة عدة مبانِ بالكامل في الموقع المستهدف.

لحظة الحسم: الضربة الجوية وتأكيد المقتَل

في مساء 27 سبتمبر 2024، وبعد تفعيل الأجهزة الميدانية، شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات عنيفة استهدفت مقر القيادة المركزي للحزب في الضاحية، مستخدمة ذخائر متطورة لتدمير ستة مبانٍ وتغيير معالم ثلاثة شوارع بالكامل. التأكيد على اغتيال نصر الله جاء بعد تضارب في الروايات، حيث أعلنت إسرائيل رسميا نجاح العملية، فيما أصدر حزب الله بيان نعي رسمي، وتوعد بالرد على العدوان واستمرار دعم المقاومة الفلسطينية. قُتل خلال العملية أيضاً عدد من كبار قادة الحزب وقوة القدس الإيرانية.

التحضيرات والمخاطر: اختلاف في القيادة الإسرائيلية

خلف القرار بتنفيذ العملية، برزت حالة من الانقسام داخل الحكومة والجيش الإسرائيلي. عارضت أطراف تنفيذ العملية خشية حدوث تصعيد إقليمي يجر المنطقة نحو حرب أوسع مع إيران، ومع ذلك قاد الموساد ضغوطًا قوية للاغتنام “الفرصة الذهبية”. بحسب المصادر، توقع بعض القادة أن تكون احتمالات العودة الآمنة للعملاء لا تتجاوز 50%، بالنظر لشراسة العمليات العسكرية والمخاطر من كمائن حزب الله.

Web_Photo_Editor-6-20 عملية اغتيال حسن نصر الله: تفاصيل اختراق الموساد ومجازفة بيروت

تداعيات ميدانية وردود متصاعدة

رد حزب الله لم يتأخر، إذ انطلقت هجمات صاروخية وعمليات درون استهدفت مواقع إسرائيلية في الشمال، وشهدت الحدود اشتباكات محدودة وتحركات عسكرية مكثفة، بينما توسعت رقعة الدمار في الضاحية الجنوبية لتشمل مناطق مدنية ومقار إعلامية. على المستوى الإقليمي، أثارت العملية تساؤلات حول شرعية هذه الضربات وجدواها الاستراتيجية، في حين تبنت أطراف أخرى في المنطقة موقف التأهب العسكري خشية امتداد الصراع.

استخبارات نوعية ونقطة تحول.. وجدل حول العواقب

يرى خبراء ومحللون أن نجاح إسرائيل في تنفيذ عملية مركبة ومعقدة بهذا الحجم في قلب بيروت يمثل نقطة تحول نوعي في قدرات الاستخبارات الإسرائيلية وإدارتها لحروب الظل. لكنه، في الوقت ذاته، يكشف هشاشة التوازن الإقليمي والإمكانية الكبيرة لانفجار الوضع على أكثر من جبهة في أي لحظة نتيجة فعل أو رد فعل غير محسوب. تؤكد هذه العملية أن القواعد التقليدية للاشتباك يتغير شكلها، وأن المنطقة دخلت عصرًا جديدًا من المجازفات الأمنية والتقنية التي ترسم ملامح صراعات العقد القادم.

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر

Share this content: