ضمن “الفارس الشهم 3”.. قافلة إماراتية تدخل غزة محمّلة بالأمل والدعم الإنساني
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة ترسيخ ريادتها الإنسانية في دعم الشعب الفلسطيني، حيث دخلت اليوم قافلة ضخمة من المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصري، وذلك في إطار عملية “الفارس الشهم 3” الإنسانية التي تستهدف التخفيف من حدة الأوضاع المعيشية والصحية في القطاع المحاصر. يأتي هذا التحرك في توقيت بالغ الحساسية، وسط تصاعد الأزمات الإنسانية وزيادة الحاجة للدعم الإغاثي، خاصة مع تفاقم حدة المجاعة وانتشار سوء التغذية بين الأطفال والنساء في غزة، بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية ومنظمات الإغاثة الدولية.
تفاصيل القافلة الإماراتية: دعم متعدد الجوانب
ضمت قافلة اليوم 38 شاحنة متنوعة الحمولة، جاءت لتلبية احتياجات أساسية وعاجلة:
-
18 شاحنة محمّلة بمساعدات غذائية وطبية، بالإضافة إلى حليب الأطفال الذي يشكل شريان حياة لعشرات الآلاف من العائلات، في ظل تفاقم أزمة نقص الغذاء وسوء التغذية.
-
20 شاحنة أخرى محمّلة بأنابيب وخزانات ومعدات خاصة تهدف إلى تشغيل خط المياه الجديد، والذي سيمتد من محطة التحلية الإماراتية في مصر حتى مناطق النزوح بين رفح الفلسطينية وخان يونس، بطول 7 كيلومترات، وبقدرة إنتاجية تصل إلى مليوني جالون يومياً.
وتأتي هذه الخطوة النوعية لتلبية أحد أكبر التحديات الطارئة في قطاع غزة، حيث بات الحصول على مياه صالحة للشرب مسألة حياة أو موت في ظل تدمير جزء كبير من البنية التحتية للمياه نتيجة الحصار والتصعيد المتواصل.
دعم متواصل: شاحنات وخطوط مياه لمواجهة العطش والمجاعة
الجدير بالذكر أن قافلة مشابهة دخلت أمس إلى غزة، وضمّت 25 شاحنة محمّلة بأنابيب المياه والمعدات اللازمة لاستكمال تجهيز خط المياه الإماراتي. وبذلك، يصل إجمالي عدد الشاحنات التي سلمت مستلزمات المشروع إلى 45 شاحنة – في مؤشر واضح على حجم الجهود اللوجستية والدعم المنظم لتأمين الاحتياجات الحيوية لقطاع غزة.
تمثل هذه الإمدادات نقطة تحوّل في الجهود الدولية الموجهة لدعم سكان غزة، حيث ستسهم في التخفيف من أزمة العطش التي طالت مئات الآلاف ممن فقدوا منازلهم وأصبحوا في عداد النازحين، وتضمن تدفق المياه النقية إلى المناطق الأكثر تضرراً، بما فيها النقاط العشوائية ومخيمات النزوح بين رفح وخان يونس.
عمليات “طيور الخير”: الإغاثة من الجو إلى البر
تعكس المبادرة الإماراتية حرص دولة الإمارات على التنويع في وسائل الدعم؛ فإلى جانب الشاحنات البرية التي دخلت عبر رفح، استؤنفت منذ يوم أمس عمليات الإغاثة الجوية “طيور الخير” التي تشمل إسقاط مواد إغاثية عاجلة من الجو على التجمعات السكانية المتضررة. يهدف هذا التنسيق الميداني بين الإسقاط الجوي والقوافل البرية إلى سد كل ثغرات الحصار وضمان وصول المعونات لمن هم بأمس الحاجة إليها، خاصة في ظل التقارير الدولية عن تصاعد نسبة سوء التغذية الحاد بين الأطفال، وارتفاع معدلات الوفيات المرتبطة بالجوع.
مشروع خط المياه الإماراتي: استثمار استراتيجي لإنقاذ الأرواح
سيكون خط المياه الجديد أحد أعمدة الإغاثة المستدامة في القطاع، إذ سيوفر مصدراً آمناً ومتجدداً للمياه النقية لسكان المناطق الأكثر ازدحاماً في غزة. ويكتسب هذا المشروع أهمية مضاعفة في ظل تلوث معظم المصادر المائية المحلية بسبب انهيار البنية التحتية والصرف الصحي، ما أدى إلى انتشار أمراض مرتبطة بنقص المياه والنظافة، وتفاقم معاناة الأطفال والنساء الحوامل.
يبلغ طول الخط 7 كيلومترات، وتصل طاقته الإنتاجية إلى مليوني جالون يومياً، لتصبح محطة التحلية الإماراتية في مصر رافداً أساسياً لتزويد مناطق النزوح بين رفح وخان يونس بالمياه، في لحظة حرجة تشكل فيها المياه النقية الفارق بين الحياة والموت للآلاف من العائلات المحاصرة.
الإمارات… التزام مستمر بالاستجابة الإنسانية
تأتي هذه التحركات ضمن التزام إماراتي راسخ بمساندة الشعب الفلسطيني، في إطار منظومة موسعة من المبادرات الإنسانية التي أطلقتها دبي وأبوظبي منذ بداية تصاعد الأزمة في غزة. ومنذ اندلاع التوترات، لم تتوقف القوافل الإماراتية، سواء عبر الجسر الجوي أو قوافل المساعدات البرية، عن دعم القطاع، في حين أبقت القيادة الإماراتية الحاضر الإغاثي أولوية في ظل تصاعد الكارثة الإنسانية المسجلة في تقارير منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، وأطباء بلا حدود.
رسالة إنسانية تتجاوز الحدود
عبر هذه الجهود المتواصلة في قوافل “الفارس الشهم 3” وتكاملها مع مبادرات “طيور الخير”، تثبت الإمارات أنها ليست مجرد داعم مالي، بل شرك فاعل ميدانياً في مواجهة الجوع والعطش، وفي إنقاذ حياة الأكثر ضعفاً في نقطة من أكثر بقاع الأرض احتياجاً للإغاثة الإنسانية.
مع تكرار التحذيرات الأممية من خطر المجاعة وارتفاع وفيات الأطفال نتيجة سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية، يأتي هذا المجهود الإماراتي ليعطي نموذجاً عملياً لكيفية التحرك الإنساني السريع والمؤثر، وليعيد الأمل لشعب غزة بأن العالم ما زال قادراً على إنقاذ الأرواح، إذا توافرت الإرادة والجدية في العمل الإغاثي واعتماد حلول مبتكرة على الأرض.
سيبقى اسم الإمارات مرتبطًا بدعم غزة، من توفير المساعدات الغذائية والطبية إلى مشاريع الطاقة والمياه الحيوية، ما يضعها في صدارة الدول التي جعلت من “المسؤولية الإنسانية” ترجمة عملية وواقعية تتجاوز الشعارات إلى الفعل الملموس في الميدان.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: