سيول تحتفل بإطلاق الموسم الثالث من “سكويد غايم”
آلاف المعجبين يحولون العاصمة إلى مهرجان ثقافي عالمي
شهدت العاصمة الكورية الجنوبية سيول ليلة استثنائية مع تدفق آلاف المعجبين إلى قلب المدينة للاحتفال بإطلاق الموسم الثالث من المسلسل العالمي الشهير “سكويد غايم” عبر منصة نتفليكس. هذا الحدث الضخم لم يقتصر على كونه احتفالاً فنيًا فحسب، بل تحول إلى تظاهرة ثقافية عكست مكانة كوريا الجنوبية كقوة ناعمة عالمية، إلى جانب نجاحات أخرى مثل فيلم “باراسايت” الحائز على جائزة الأوسكار وفرقة البوب الأسطورية “بي تي إس“.
موكب رمزي وأجواء غامرة في قلب سيول
تجمع الآلاف مساء السبت بالقرب من قصر غيونغ بوكغونغ الشهير، أحد أبرز معالم سيول التاريخية، في موكب قاده مشاركون ارتدوا الزي الوردي الشهير الذي يرتديه عملاء المسلسل الغامضون والمقنّعون. هذا المشهد البصري اللافت أعاد للأذهان أجواء المسلسل وأضفى على العاصمة طابعًا سينمائيًا فريدًا.
لم تتوقف الاحتفالات عند هذا الحد، بل شارك عدد من المعجبين بحمل مربعات كبيرة من “داكجي”، وهي لعبة ورق كورية تقليدية للأطفال ظهرت بشكل بارز في أحداث المسلسل. كما رفع المشاركون علم المسلسل الذي يحمل رموز الدائرة والمثلث والمربع، في إشارة إلى العناصر البصرية المميزة التي رسخها العمل في ذاكرة المشاهدين حول العالم.
إضاءة معالم سيول بشخصيات “سكويد غايم”
في إطار الاحتفال، أضيئت جدران مكتبة سيول القريبة من مبنى البلدية بصور ومشاهد شهيرة من المسلسل، منها “يونغ هي”، الدمية المتحركة العملاقة التي شاركت في إحدى الألعاب المميتة وأصبحت أيقونة مرتبطة بالعمل. هذا التفاعل البصري حول وسط المدينة إلى مساحة عرض مفتوحة تفاعلت فيها الثقافة الشعبية مع الجمهور مباشرة، في مشهد يجسد مدى تأثير المسلسل على الوعي الجمعي المحلي والعالمي.
“سكويد غايم”: من عمل درامي إلى ظاهرة ثقافية عالمية
قال النجم لي بيونغ هون، الذي يؤدي دور الرجل المقنع المشرف على المسابقة في المسلسل، إن “سكويد غايم” أصبح ظاهرة ثقافية ترسم أحد أكثر الخطوط جرأة في تاريخ الإبداع الكوري. وأكد أن العمل تجاوز كونه مجرد مسلسل درامي ليصبح رمزًا عالميًا يعبر عن قوة الدراما الكورية وقدرتها على التأثير في أجيال مختلفة وثقافات متنوعة.
دعم حكومي لتعزيز السياحة الثقافية
لم يكن الحدث مجرد مبادرة من المعجبين، بل شاركت حكومة سيول في تنظيم الاحتفال، في خطوة تهدف إلى الاستفادة من الشعبية العالمية للقوة الثقافية الناعمة الكورية لتعزيز السياحة وجذب المزيد من الزوار إلى العاصمة. وتراهن كوريا الجنوبية على نجاحات مثل “سكويد غايم” و”باراسايت” و”بي تي إس” لتعزيز مكانتها كوجهة سياحية وثقافية عالمية، مستفيدة من الزخم الذي أحدثته هذه الأعمال في الأسواق الدولية.
“سكويد غايم” يعيد رسم خريطة الثقافة الكورية
منذ عرض موسمه الأول، نجح “سكويد غايم” في تحقيق نجاح غير مسبوق، ليصبح أحد أكثر الأعمال مشاهدة على نتفليكس، ويضع كوريا الجنوبية في صدارة المشهد الثقافي العالمي. ويأتي إطلاق الموسم الثالث ليؤكد استمرار هذا التأثير، حيث بات المسلسل جزءًا من الهوية الثقافية المعاصرة للبلاد، ورافعة قوية لصادراتها الإبداعية والسياحية.
بهذا الاحتفال الضخم، تؤكد كوريا الجنوبية مرة أخرى أنها ليست فقط قوة اقتصادية، بل أيضًا مركز عالمي للإبداع الثقافي، وأن أعمالها الفنية قادرة على توحيد الجماهير حول العالم في لحظة فرح واحتفاء بالخيال والدراما.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: