سيري الجديدة من أبل قد تعتمد على ذكاء جوجل “جيميني”
اتفاق تقني تاريخي يمهد لثورة في تجربة البحث على أجهزة آيفون
في خطوة مفاجئة تكشف عن تغير إستراتيجي في نهج المنافسة التقنية، أفادت تقارير حديثة أن أبل تتجه لتحديث مساعدها الصوتي “سيري” بالاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي “جيميني” التي تطورها جوجل، في إطار اتفاق عملاقين من عمالقة وادي السيليكون قد يعيد رسم مستقبل البحث على الأجهزة الذكية. التقرير الصادر عن “بلومبرغ” يؤكد أن الشراكة تخضع حاليا لاختبارات مكثفة، بينما تعلن أبل تأجيل الترقية الكبرى المنتظرة لسيري حتى العام 2026، بهدف ضمان منافسة حقيقية مع منتجات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لمنافسيها مثل OpenAI، Perplexity، وجوجل نفسها.
تراكم الضغوط: أبل تبحث عن الريادة بعد التأخير
لطالما واجهت أبل انتقادات بسبب تأخرها عن سباق الذكاء الاصطناعي، وسط تطور مذهل لتقنيات المحادثة والبحث التي تقدمها شركات منافسة مثل OpenAI وGoogle، خاصة بعد القفزة النوعية في تقنيات توليد النصوص والفهم الفوري للمعلومات وتقديم إجابات ملخصة. التأخر في إطلاق تحديث سيري، والذي كان متوقعاً بالتزامن مع دورة iOS 18، أعاد الشركة إلى مربع التفكير في جدوى الاعتماد الحصري على نماذجها الداخلية. وتبين التقارير أن أبل كانت تختبر نماذجها الخاصة جنباً إلى جنب مع نماذج خارجية من شركات مثل Anthropic (Claude) وOpenAI (ChatGPT)، إلا أن نتائج “جيميني” المملوكة لجوجل أظهرت تفوقاً في معالجة استفسارات المستخدمين وإدارة محاور البحث الواسعة.
تفاصيل اتفاق أبل وجوجل: من سيري إلى سفاري وسبوتلايت
توصلت أبل وجوجل في بداية سبتمبر 2025 إلى اتفاق رسمي يسمح لأبل باختبار نموذج جيميني ضمن مساعدها الصوتي، مع احتمالية توسعة نطاق التعاون ليشمل متصفح سفاري، وأداة سبوتلايت للبحث على شاشة آيفون الرئيسية. هذا التوجه سينقل تجربة المستخدم لمراحل أكثر تطوراً، إذ يجمع بين محركات تتعامل مع النصوص والصور والفيديوهات والنقاط الجغرافية الهامة، فضلاً عن ميزة التلخيص الذكي المُعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وتذكر التقارير أن جوجل ستتيح تشغيل نموذج جيميني على بنية “Private Cloud Compute” الخاصة بأبل، بحيث تضمن الأخيرة الاحتفاظ بمعايير الخصوصية والأمان الصارمة المتبعة لديها، ولن تظهر العلامة التجارية لجوجل أو Gemini في الواجهة رغم تشغيل التقنية في الخلفية. تأتي هذه الخطوة في ظل استمرار شراكات البحث التقليدي بين الشركتين، إذ يحصل جوجل سنويًا على عشرات المليارات لترسيخ محركه كمحرك البحث الافتراضي على أجهزة أبل.
خريطة طريق جديدة لسباق “الذكاء الصوتي”
ما يميز التوجه الحالي – بحسب تقارير تقنية – هو استعداد أبل للتخلي عن الحصرية، والتحالف مع قوى الذكاء العالمية لتعويض فجوة الزمن في تطوير مساعدها الذكي. هذا التعاون يتيح لسيري مستقبلا تقديم إجابات أكثر عمقاً ووضوحا بلغة طبيعية وسياق غني. كما يتوقع أن تطلق أبل لاحقاً أداة بحث موثوقة سريعة الملخصات تحت اسم “World Knowledge Answers”، تبدأ مع سيري ثم تمتد إلى بقية منظومتها الرقمية.
وتوضح التسريبات أن أبل تنوي إبقاء معالجة بيانات المستخدم الحساسة على خوادمها فقط، مع توجيه الاستفسارات المعقدة إلى نماذج جيميني بهدف تقديم إجابات آنية مدعمة بالمعرفة العامة وتكامل الوسائط (نصوص، صوت، صور، خريطة… إلخ).
فوائد مباشرة للمستخدمين وتوقعات بالطرح في 2026
بالنسبة لمجتمع مستخدمي أبل، تبدو النتائج بالغة التأثير: القدرة على إجابات محادثية أكثر ذكاءً، تحسين تدفق المحاور عبر الصوت أو النص، سرعة ومرونة في الحصول على ملخصات آنية من الويب، وتوسيع نطاق البحث متعدد الوسائط ليشمل بيانات محلية ونقاط اهتمام محيطة.
وتشير كل التوقعات إلى أن الإصدار الجديد من سيري معززة بجيميني وجاهزيتها لميزات البحث الذكي قد يعُلن رسمياً مع تحديث رئيسي لنظام iOS في ربيع 2026، ضمن استراتيجية شاملة لأبل لتعزيز حضورها في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي والارتقاء بتجربة المستخدم لمستوى غير مسبوق.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: