روسيا تشن أضخم هجوم جوي على أوكرانيا منذ بداية الحرب

روسيا تشن أضخم هجوم جوي على أوكرانيا منذ بداية الحرب

روسيا تشن أضخم هجوم جوي على أوكرانيا منذ بداية الحرب

تصعيد غير مسبوق يبدد آمال السلام

شهدت أوكرانيا ليلة دامية جديدة بعد أن شنت روسيا أكبر هجوم جوي على البلاد منذ اندلاع الحرب قبل ثلاث سنوات، في تصعيد عسكري غير مسبوق يهدد بتقويض أي جهود دبلوماسية لإنهاء النزاع المستمر. ووسط تحذيرات من اتساع رقعة الدمار، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن موسكو أطلقت مئات الطائرات المسيرة والصواريخ في هجوم واسع النطاق استهدف مناطق متعددة، بما في ذلك مناطق بعيدة عن خطوط الجبهة.

تفاصيل الهجوم: 537 سلاحًا جويًا في ليلة واحدة

بحسب بيان القوات الجوية الأوكرانية، فقد أطلقت روسيا خلال الساعات الماضية ما مجموعه 537 سلاحًا جويًا على الأراضي الأوكرانية، من بينها 477 طائرة مسيرة من طرازات مختلفة، بالإضافة إلى طائرات خداعية و60 صاروخًا. ووصفت كييف هذا الهجوم بأنه “الأضخم” من حيث عدد الطائرات المسيرة والصواريخ المستخدمة منذ بدء الغزو الروسي.

وأوضح يوري إهنات، رئيس قسم الاتصالات في القوات الجوية الأوكرانية، في تصريح لوكالة “أسوشيتد برس”، أن الهجوم استهدف مناطق واسعة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك غرب أوكرانيا، وهي مناطق عادة ما تكون بعيدة عن خط المواجهة المباشر. وأضاف إهنات: “إنه أضخم هجوم جوي تتعرض له أوكرانيا حتى الآن، بالنظر إلى عدد الطائرات المسيرة وطرازات الصواريخ المختلفة التي تم استخدامها في آن واحد”.

Web_Photo_Editor-9-2 روسيا تشن أضخم هجوم جوي على أوكرانيا منذ بداية الحرب

خسائر فادحة وجهود دفاعية مكثفة

أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها تمكنت من إسقاط 249 طائرة مسيرة، بينما فقدت 226 طائرة مسيرة أخرى، يُرجح أنها أُسقطت عبر وسائل الحرب الإلكترونية الروسية. ورغم هذه الجهود الدفاعية، أسفر الهجوم عن خسائر بشرية ومادية جسيمة في عدة مناطق.

ففي منطقة خيرسون، أكد الحاكم أوليكساندر بروكودين مقتل شخص جراء هجوم جوي باستخدام طائرات مسيرة. أما في منطقة تشيركاسي، فقد أصيب ستة أشخاص بجروح، بينهم طفل، نتيجة القصف الروسي. وفي منطقة لفيف، الواقعة في أقصى غرب أوكرانيا، اندلع حريق هائل في منشأة صناعية بمدينة دروهوبيتش بعد استهدافها بطائرات مسيرة، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن أجزاء واسعة من المدينة.

استنفار إقليمي وتحركات بولندية لحماية الأجواء

لم يقتصر تأثير الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية فقط، بل امتد ليشمل دول الجوار. فقد أعلنت القوات الجوية البولندية أنها أطلقت طائراتها الحربية، بالتعاون مع دول حليفة، لضمان أمن المجال الجوي البولندي، في ظل تصاعد المخاوف من امتداد الهجمات إلى خارج الحدود الأوكرانية.

تصعيد عسكري يبدد آمال السلام

يأتي هذا التصعيد الروسي في أعقاب تصريحات للرئيس فلاديمير بوتين، الجمعة الماضية، أكد فيها استعداد موسكو لجولة جديدة من محادثات السلام المباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول. إلا أن الهجوم الجوي الضخم الذي وقع خلال الليل بدا وكأنه رسالة واضحة من الكرملين بأن الحرب لم تضع أوزارها بعد، وأن موسكو لا تزال تراهن على التصعيد العسكري لتحقيق مكاسب ميدانية قبل أي تفاوض جاد.

ورغم الجهود الدولية المتواصلة بقيادة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، لم تسفر جولتا المحادثات الأخيرتان بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول عن أي تقدم ملموس نحو تسوية النزاع. ويبدو أن الطرفين لا يزالان بعيدين عن أي اتفاق، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتصاعد الخسائر البشرية والمادية.

تداعيات إنسانية واقتصادية متفاقمة

تسببت الهجمات الروسية الأخيرة في تعميق الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، حيث تضررت البنية التحتية للطاقة والصناعة في عدة مناطق، وانقطعت الكهرباء عن آلاف المنازل، وتزايدت أعداد النازحين والجرحى. ويحذر مراقبون من أن استمرار التصعيد سيؤدي إلى مزيد من التدهور في الأوضاع المعيشية، ويزيد من الضغط على الدول المجاورة التي تستقبل أعدادًا متزايدة من اللاجئين.

المجتمع الدولي أمام اختبار جديد

أعادت الهجمات الروسية الواسعة على أوكرانيا تسليط الضوء على عجز المجتمع الدولي عن وقف دوامة العنف، رغم العقوبات الاقتصادية والدعم العسكري الغربي لكييف. وتطالب الحكومة الأوكرانية بمزيد من الدعم الدفاعي، خاصة في مجال أنظمة الدفاع الجوي، لمواجهة الهجمات الروسية المتكررة التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية الحيوية.

في ظل هذا التصعيد غير المسبوق، يبقى مستقبل الحرب في أوكرانيا مفتوحًا على جميع الاحتمالات، مع تزايد المخاوف من اتساع رقعة الصراع وتراجع فرص الحلول الدبلوماسية، بينما يدفع المدنيون الثمن الأكبر في حرب لا تبدو نهايتها قريبة.

 

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر

Share this content: