دعوة جريئة لترامب لقصف مفاعل ديمونا الإسرائيلي كما فعل مع إيران

تفاعل واسع مع مقال تركي الفيصل - مفاعل ديمونا

دعوة جريئة لترامب لقصف مفاعل ديمونا الإسرائيلي كما فعل مع إيران

تفاعل واسع مع مقال تركي الفيصل

أثار مقال رأي نشره الأمير تركي الفيصل، مدير المخابرات السعودية السابق، تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط السياسية والإعلامية، بعد أن وجه انتقادات حادة لما وصفه بـ”ازدواجية المعايير الغربية” في التعامل مع الملفين النوويين الإيراني والإسرائيلي، ودعا فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التعامل مع إسرائيل بنفس الحزم الذي أبداه تجاه إيران، وصولاً إلى المطالبة بقصف مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي كما حدث مع المنشآت النووية الإيرانية.

Web_Photo_Editor-7-1 دعوة جريئة لترامب لقصف مفاعل ديمونا الإسرائيلي كما فعل مع إيران

انتقاد صريح للنفاق الغربي وازدواجية المعايير

في مقاله المنشور على موقع “ذي ناشنال” الإخباري، تساءل الأمير تركي الفيصل عن سبب تجاهل المجتمع الدولي لامتلاك إسرائيل قنابل نووية، رغم مخالفتها معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ورفضها التوقيع عليها، ما يجعل منشآتها النووية خارج نطاق التفتيش الدولي. وقال الفيصل: “لو أننا في عالم يسود فيه الإنصاف لرأينا الطائرات الأمريكية بي 2 تمطر بوابل من قنابلها مفاعل ديمونا والمواقع النووية الإسرائيلية الأخرى”.

وأضاف الفيصل أن إسرائيل، التي تمتلك قنابل نووية، لا تخضع لأي رقابة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين تتعرض إيران لضغوط وعقوبات وتهديدات مستمرة بسبب برنامجها النووي. وانتقد بشدة من يبررون الهجوم الإسرائيلي على إيران بذريعة تصريحات قادتها حول “إزالة إسرائيل من الوجود”، متسائلاً عن تجاهل تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتكررة منذ عام 1996، والتي تدعو إلى “تدمير الحكومة الإيرانية”.

مقارنة صارخة بين العقوبات على روسيا والتساهل مع إسرائيل

لفت الفيصل إلى التناقض الواضح في مواقف الغرب، مشيراً إلى أن الدول الغربية تفرض عقوبات قاسية على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، بينما تتغاضى عن أفعال إسرائيل، سواء في ملفها النووي أو في هجماتها المستمرة على فلسطين. واعتبر أن هذا “تناقض صريح مع المبادئ والقوانين التي يبشر بها الغرب”، وأن النظام الدولي القائم على القواعد يعيش حالة من الفوضى بسبب هذه الازدواجية.

انتقاد للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط

هاجم الأمير تركي الفيصل الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، متهماً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانجرار وراء تحريض نتنياهو في شن هجمات مخالفة للقانون الدولي على طهران. وأشار إلى أن ترامب، الذي قدم نفسه في حملته الانتخابية كـ”صانع سلام”، لم ينجح في إنهاء الحروب كما وعد، بل أقحم الولايات المتحدة في حرب جديدة بين إسرائيل وإيران، في الوقت الذي تتوسط فيه واشنطن لاتفاق وقف إطلاق النار مع طهران.

وذكّر الفيصل بأن ترامب كان قد عارض بشجاعة غزو العراق قبل أكثر من عقدين، داعياً إياه إلى أن يدرك أن حروب العراق وأفغانستان كانت لها تبعات خطيرة، وأن حرب إيران سيكون لها تبعات مماثلة.

Web_Photo_Editor-8-1 دعوة جريئة لترامب لقصف مفاعل ديمونا الإسرائيلي كما فعل مع إيران

موقف شخصي حاسم: مقاطعة أمريكا حتى رحيل ترامب

في ختام مقاله، أعلن تركي الفيصل أنه سيمتنع عن زيارة الولايات المتحدة حتى يغادر ترامب البيت الأبيض، مقتدياً بوالده الملك فيصل الذي رفض زيارة أمريكا في عهد الرئيس هاري ترومان بسبب انحيازه لإسرائيل، في مخالفة لوعد سلفه الرئيس فرانكلين روزفلت للملك عبد العزيز بدعم حقوق العرب الفلسطينيين.

تفاعل واسع وتعليقات متباينة

لاقى مقال الأمير تركي الفيصل تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون “جريئاً وحكيماً” ويعبر عن صوت العدالة والإنصاف في المنطقة، بينما رأى آخرون أنه يحمل دفاعاً غير مبرر عن إيران. وكتب أحد المغردين: “مقالة سمو الأمير تركي الفيصل المتعلقة بمفاعل ديمونا الصهيوني تمثلني وتمثل كل حر يدعو إلى العدل والإنصاف والحرية”5. فيما أشار آخر إلى أن “العدالة لا تتجزأ، والسلم لا يُبنى على الكيل بمكيالين”.

رسائل سياسية في لحظة إقليمية فارقة

تأتي تصريحات الفيصل في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، وتقارباً سعودياً إيرانياً بعد سنوات من القطيعة. وتؤكد دعوته إلى معاملة إسرائيل وإيران بمعايير واحدة، ورفضه للنفاق الغربي، على أهمية بناء نظام دولي عادل يطبق القانون على الجميع دون استثناء.

بهذا المقال الجريء، يضع الأمير تركي الفيصل المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، مطالباً بإنهاء سياسة الكيل بمكيالين في قضايا الأمن النووي، ومؤكداً أن العدالة الحقيقية لا تتحقق إلا بتطبيق القانون على الجميع دون استثناء.

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر

Share this content: