ليلة استثنائية لعشاق الفلك

تستعد المملكة العربية السعودية لاستقبال واحدة من أروع الظواهر الفلكية خلال عام 2025، حيث ستشهد سماء المملكة خسوفًا كليًا للقمر مساء يوم 7 سبتمبر. هذا الحدث النادر سيمنح الملايين فرصة مشاهدة “القمر الدموي” بأمّ أعينهم دون الحاجة لأي معدات خاصة، في مشهد يُتوقع أن يكون من أجمل الظواهر الفلكية لهذا العام.

جدول الخسوف: مراحل دقيقة وأوقات ذهبية للرصد

يبدأ الخسوف الجزئي في سماء الرياض وجدة عند الساعة 18:28 مساءً بتوقيت السعودية، حين يبدأ ظل الأرض بالتسلل تدريجيًا على قرص القمر، ليخلق تدرجات ساحرة من الظلال. مع تقدم الوقت، يزداد الغموض والجمال حتى تصل الظاهرة إلى ذروتها:

• الخسوف المتوسط: يبدأ عند الساعة 19:27 مساءً، حيث يمكن مراقبة تطور الظلال وارتفاع القمر في الأفق الشرقي الجنوبي.

• بداية الخسوف الكلي: عند الساعة 20:31 مساءً، يدخل القمر بالكامل في ظل الأرض، ليبدأ العرض الفلكي الأجمل.

• الذروة الكبرى: تسجل في الساعة 21:12 مساءً، حين يغرق القمر في أعمق درجات الاحمرار، فيما يعرف بـ”القمر الدموي” (Blood Moon).

• نهاية الخسوف الكلي: عند الساعة 21:53 مساءً، يبدأ ظل الأرض بالانسحاب تدريجيًا، ليعود القمر إلى إشراقه الطبيعي.

تفاصيل علمية تهم الهواة والمحترفين

يندرج هذا الخسوف ضمن دورة “ساروس 128” التي تضم مجموعة من الخسوفات الكلية، ويتميز بأنه يحدث قبل نحو 2.6 يوم من اقتراب القمر من الأرض، ما يمنحه حجمًا ظاهريًا أكبر وأكثر إشراقًا. وفق الحسابات الفلكية:

• مدة المرحلة الكلية: حوالي 82 دقيقة.

• مدة الخسوف الجزئي: نحو 209 دقائق.

• مدة الظلال الجزئية: تمتد حتى 326 دقيقة.

هذه الأرقام تعني أن الراغبين في رصد الظاهرة سيحظون بفرصة ذهبية لمتابعة جميع مراحل الخسوف، من بداية دخول القمر في الظل الجزئي وحتى عودته إلى كامل إشراقه.

كيف تشاهد الخسوف بأفضل صورة؟

• لا حاجة لأي تلسكوب أو نظارات خاصة: يمكن متابعة الخسوف بالعين المجردة بوضوح تام في جميع مناطق السعودية، من الرياض وجدة إلى المناطق الشرقية والغربية.

• اختيار الموقع المثالي: ينصح بالتوجه إلى أماكن مفتوحة بعيدًا عن التلوث الضوئي، مع توجيه النظر نحو الأفق الشرقي الجنوبي.

• متابعة المراحل الانتقالية: يفضل البدء في الرصد مع بداية الظل الجزئي للاستمتاع بجميع التحولات البصرية التي يمر بها القمر.

القمر الدموي: ظاهرة نادرة وجمال استثنائي

تبلغ اللحظة الأعظم للخسوف عند الساعة 21:12 مساءً، حيث يصل ظل الأرض إلى أقصى تغطيته لقرص القمر، فيتحول لونه إلى الأحمر الداكن أو البرتقالي، في مشهد يُعرف فلكيًا باسم “القمر الدموي”. وتعد هذه الظاهرة من أندر وأجمل الظواهر الفلكية، إذ لا تتكرر كثيرًا بهذا العمق والجمال.

أهمية خسوف سبتمبر 2025 في الأوساط الفلكية

يكتسب خسوف هذا العام أهمية خاصة لعدة أسباب:

• وضوح الرؤية في معظم مناطق المملكة.

• تزامنه مع فترة فلكية غنية بالظواهر السماوية، ما يرفع من حماس المهتمين بعلم الفلك والرصد.

• امتداد مدة الخسوف، ما يتيح لعشاق التصوير الفلكي والهواة فرصة توثيق مراحل الحدث بدقة.

نصائح ذهبية لعشاق الرصد

• جهز قائمة بالمراحل الزمنية للظاهرة وابدأ الرصد مبكرًا.

• استخدم تطبيقات فلكية لتحديد موقع القمر بدقة في الأفق.

• شارك الحدث مع العائلة والأصدقاء لتجربة بصرية وتعليمية فريدة.

استعدوا لليلة فلكية لا تتكرر كثيرًا، حيث يلتقي العلم بالجمال في عرض سماوي يأسر القلوب ويثري العقول.

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر