ترامب يمهد لقمة بوتين وزيلينسكي ويؤكد: السلام بات قريبًا
البيت الأبيض يشهد ترتيبات حاسمة لمفاوضات مباشرة بين موسكو وكييف بضمانات أمنية وتنسيق أوروبي أمريكي غير مسبوق
في تحرك اعتبره مراقبون نقطة تحول فارقة في الصراع الأوكراني الروسي، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإثنين عن بدء الترتيبات لعقد قمة سلام تاريخية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تسبقها اجتماعات ثنائية وتشهد تتويجها بقمة ثلاثية بمشاركته شخصيًا، في مسعى لإنهاء الحرب التي تعصف بمنطقة شرق أوروبا منذ أكثر من ثلاث سنوات.
البيت الأبيض يحتضن ترتيبات دبلوماسية على أعلى مستوى
أعلن ترامب، عقب استقبال وفد رفيع يتقدمه الرئيس الأوكراني وعدد من الزعماء الأوروبيين في البيت الأبيض، أنه بادر فور انتهاء الاجتماعات بإجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي بوتين، لإطلاق الترتيبات الأولية لقمة مرتقبة تجمع بوتين وزيلينسكي في مكان يُحدّد لاحقًا. وكشف عن أن نائبه جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف سيشرفون على تفاصيل التواصل بين موسكو وكييف.
وأكد الرئيس الأمريكي عزمه على لعب دور الوسيط المباشر، إذ أشار إلى قمة ثالثة تجمع الزعماء الثلاثة فور إنهاء اللقاء الثنائي بين الطرفين الروسي والأوكراني. وعبّر عن رضاه بنتائج اجتماعه مع زيلينسكي وزعماء أوروبا مؤكدًا أن “السلام بات في المتناول” وأن المرحلة القادمة تحمل “فرصًا حقيقية” لإنهاء النزاع وإعادة الاستقرار.
بوتين منفتح وميرتس يؤكد: اللقاء سيُعقد خلال أسبوعين
من جانب الكرملين، أعلنت موسكو أن الرئيس بوتين أبدى استعدادًا علنيًا لرفع مستوى المحادثات المباشرة مع أوكرانيا، موضحًا خلال اتصاله بترامب أن موسكو باتت مستعدة للانتقال إلى مرحلة جديدة من الحوار الذي يتطلع إليه الكثيرون في العالم. وبدوره علّق المستشار الألماني فريدريش ميرتس بأن القمة بين بوتين وزيلينسكي ستعقد خلال أسبوعين، وإن كان المكان لم يُعلن بعد، لافتًا إلى أهمية أن لا تجبر أوكرانيا على تقديم أي تنازلات إقليمية لا تلبي تطلعاتها السيادية.

الضمانات الأمنية: جوهر المحادثات المقبلة
شكلت قضية الضمانات الأمنية إحدى أبرز نقاط النقاش بين ترامب وزيلينسكي. حيث كشف الرئيس الأوكراني عقب المشاورات أن ضمانات ما بعد التسوية ستتبلور كتابيًا في غضون عشرة أيام، وستعتمد على الشراكة العميقة بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية الكبرى، مع عدم وجود حديث عن نشر قوات أجنبية على الأرض، لكن مع تركيز متزايد على تعزيز القدرات الدفاعية للجيش الأوكراني لردع أي عدوان مستقبلي.
وبين زيلينسكي أنه طرح خلال اللقاء قضايا تتعلق بأمن الأراضي الأوكرانية، وأهمية العمل لاستعادة الأسرى والأطفال الذين تم نقلهم إلى الأراضي الروسية، مشددًا على أن الولايات المتحدة وأوروبا تظلان الضامن الفعلي لأي ترتيبات أمنية جديدة.
واشنطن وأوروبا يلتقيان على هدف السلام
تترافق الجهود الأمريكية مع دعم أوروبي شبه كامل، حيث وصف ممثلو الاتحاد الأوروبي والمستشار الألماني ميرتس انعقاد لقاء البيت الأبيض بالخطوة المفصلية نحو مسار الحل. وشارك في القمة زعماء بارزون بينهم وزراء وقادة من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وفنلندا وأبرز ممثلي حلف شمال الأطلسي الناتو، في دلالة على التقارب الغربي حول رؤية موحدة لإجراءات السلام.
ورغم اتفاق الجميع على ضرورة عدم فرض اتفاق تضحي فيه كييف أوكرانيًا بمصالحها، فقد برز إجماع على أن “الفرصة تتوفر الآن أكثر من أي وقت مضى” لتشكيل تفاهم سياسي وأمني شامل، كما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ألا قيود مستقبلًا على حجم وتسليح الجيش الأوكراني كجزء من تلك الضمانات.
مسار مفاوضات معقد وآمال بمخرج حقيقي
تأتي هذه الخطوة بعد قمة ألاسكا التي شهدت محادثات مباشرة بين ترامب وبوتين، عُرف عنها تجنبها فرض الشروط من طرف واحد وتفضيلها الحلول المرحلية ومحاولة تبريد الجبهات، مع مراعاة الواقع الميداني والحسابات الاستراتيجية للطرفين. ولا تزال روسيا تشترط انسحاب أوكرانيا من فكرة الانضمام للناتو وتطالب بوضع إقليمي خاص لمناطق الدونباس، وهو ما ترفضه كييف، بينما تسعى واشنطن وحلفاؤها لضمان أمن دائم لكييف دون تجاوز خطوط موسكو الحمراء.
مع ترقب قمة بوتين-زيلينسكي المنتظرة، واستمرار الجهود الغربية بقيادة ترامب، تزداد التوقعات بقرب بروز تسوية سياسية جديدة تعيد رسم المشهد الأوروبي، وتؤشر لعصر جديد من التوازنات الدولية، حيث يتبلور اتفاق قد يكون الأكثر أهمية منذ عقود في تاريخ المنطقة.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content:


