ترامب يلوح برفع العقوبات عن إيران إذا التزمت بالسلام

ترامب يلوح برفع العقوبات عن إيران إذا التزمت بالسلام

ترامب يلوح برفع العقوبات عن إيران إذا التزمت بالسلام

 رسائل مشروطة وتصعيد في الخطاب النووي

في تطور جديد على الساحة الدولية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداده لرفع العقوبات المفروضة على إيران، بشرط أن تلتزم طهران بنهج سلمي وتتوقف عن “إلحاق الأذى بالآخرين”. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ترامب لقناة “فوكس نيوز” الأميركية، في سياق تعليقه على آخر التطورات بين الولايات المتحدة وإيران، بعد أسابيع من التصعيد العسكري والهجمات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، وتدخل واشنطن المباشر بقصف مواقع نووية إيرانية67.

رفع العقوبات مشروط بالسلام

أكد ترامب أن العقوبات الأميركية على إيران ستبقى سارية، لكنه أبدى انفتاحه على رفعها إذا أظهرت طهران “حسن النية” والتزمت بالسلام. وقال: “إذا قاموا بما عليهم القيام به، وإذا كانوا مسالمين وتعاونوا معنا ولم يلحقوا مزيدًا من الأذى، فسوف أرفع العقوبات عنهم”567. وشدد على أن بلاده لن تتهاون مع أي تهديدات نووية أو أعمال عدائية من جانب إيران.

نفي نقل اليورانيوم المخصب قبل الضربات الأميركية

في رده على تقارير إعلامية تحدثت عن نقل إيران لليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة قبل الهجمات الأميركية الأخيرة، نفى ترامب صحة هذه الأنباء بشكل قاطع. وقال: “لم ينقلوا أي شيء باستثناء أنفسهم من أجل البقاء على قيد الحياة. لم يكونوا يتوقعون أن يكون بمقدورنا فعل ما فعلناه”. وأكد أن الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية “حققت نجاحًا”، وأن إيران وإسرائيل أصبحتا “مرهقتين للغاية” جراء الحرب الأخيرة.

رسائل متناقضة حول تخفيف العقوبات

كان ترامب قد أشار في وقت سابق إلى أنه كان يدرس إمكانية رفع العقوبات عن إيران لمنحها فرصة أفضل للتعافي الاقتصادي، لكنه تراجع عن ذلك بعد تصريحات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي التي اعتبرها “مليئة بالغضب والكراهية”. وأوضح أنه أوقف فورًا جميع التحركات المتعلقة بتخفيف العقوبات بعد أن أعلن خامنئي “الانتصار” في الحرب مع إسرائيل، قائلاً: “بدلاً من ذلك أتلقى تصريحًا مليئًا بالغضب، فقررت على الفور إنهاء جميع جهود تخفيف العقوبات”.

Web_Photo_Editor-3-10 ترامب يلوح برفع العقوبات عن إيران إذا التزمت بالسلام

تهديدات متجددة بالتصعيد العسكري

لم يكتف ترامب بالحديث عن العقوبات، بل لوح مجددًا بإمكانية شن ضربات عسكرية جديدة ضد إيران إذا استمرت في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تتيح إنتاج أسلحة نووية. وأكد في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: “إذا أشارت المعلومات الاستخباراتية إلى أنهم لا يزالون قادرين على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تتيح صنع الأسلحة النووية، فسأقصف إيران مجددًا بلا شك”. كما شدد على ضرورة أن تتمتع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو أي جهة موثوقة بكامل الحقوق في إجراء عمليات تفتيش على المنشآت النووية الإيرانية.

اتفاقيات إبراهام ودور إيران في المنطقة

في سياق حديثه عن اتفاقيات “إبراهام” للسلام بين إسرائيل ودول عربية، كشف ترامب عن وجود دول جديدة ترغب في الانضمام لهذه الاتفاقيات بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، معتبرًا أن “المشكلة الأساسية كانت إيران”. وأعرب عن اعتقاده بأن إيران كانت ستنضم إلى هذه الاتفاقيات في وقت سابق، لكنه أشار إلى أنه غير متأكد من موقف سوريا حالياً.

هجوم على خصومه السياسيين في الداخل الأميركي

لم يقتصر خطاب ترامب على السياسة الخارجية، بل تطرق أيضاً إلى الشأن الداخلي، مهاجمًا السياسي الديمقراطي زهران مامداني، الفائز بالانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك، واصفًا إياه بـ”الشيوعي” ومؤكدًا أنه سيكون “أمرًا سيئًا جدًا بالنسبة لنيويورك”. وهدد بأن الحكومة الفيدرالية ستتعامل بقسوة مالية مع أي رئيس بلدية لا يتحلى بضبط النفس.

موقف متشدد ورسائل مزدوجة

تعكس تصريحات ترامب الأخيرة موقفًا متشددًا تجاه إيران، إذ يربط أي تخفيف للعقوبات بتغيير جوهري في سلوك طهران الإقليمي والدولي، مع إبقاء كل الخيارات مفتوحة، بما في ذلك العودة للتصعيد العسكري إذا اقتضت الضرورة. وفي الوقت نفسه، يبعث برسائل مشروطة لطهران مفادها أن باب التفاوض لا يزال مفتوحًا إذا التزمت بالسلام وتعاونت مع المجتمع الدولي.

في ظل هذا التصعيد والتلويح بالعقوبات والضربات العسكرية، يبقى مستقبل العلاقات الأميركية الإيرانية رهينًا بمدى استجابة طهران للضغوط الدولية، وسط ترقب عالمي لأي انفراجة دبلوماسية قد تفتح الباب أمام تسوية شاملة لأزمات المنطقة.

 

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر

Share this content: