ترامب يعرض ضمانات أمنية لأوكرانيا دون عضوية الناتو

ترامب يعرض ضمانات أمنية لأوكرانيا دون عضوية الناتو

ترامب يعرض ضمانات أمنية لأوكرانيا دون عضوية الناتو

ماكرون يكشف تفاصيل مبادرة أمريكية جديدة تسبق قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين وسط ترقب لمصير الحرب في أوكرانيا

مع اقتراب القمة التاريخية المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، تتجه الأنظار إلى المواقف الغربية بشأن مستقبل النزاع في أوكرانيا. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أدلى بتصريحات تكشف عن تحول جذري في الاستراتيجية الأمريكية، حيث أعلن أن ترامب أبدى استعداده لمنح أوكرانيا ضمانات أمنية قوية بمشاركة مباشرة من الولايات المتحدة ودول حليفة، ولكن بشكل منفصل عن عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ملامح المبادرة الأمريكية لضمان أمن أوكرانيا

قال ماكرون في تصريحات أعاد الإليزيه نشرها الخميس عشية قمة ألاسكا – إن ترامب عبّر للزعماء الأوروبيين يوم الأربعاء عن “انفتاح أمريكي جاد” على منح كييف حماية أمنية منظّمة ونشطة، بشرط واضح هو استبعاد انضمامها للناتو في الأفق المنظور. أوضح الرئيس الفرنسي أن هذه المبادرة طُرحت في اتصال هاتفي جمع ترامب مع القادة الأوروبيين، وبمشاركة مباشرة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

Web_Photo_Editor-6-26 ترامب يعرض ضمانات أمنية لأوكرانيا دون عضوية الناتو

وأوضح ماكرون أن “الرئيس الأمريكي شدد بوضوح تام على رفضه فكرة ضم أوكرانيا للناتو في المرحلة الحالية”، واعتبر أن هذا الشرط يمثل عقبة رئيسية أمام أي اتفاق سلام محتمل مع روسيا، حيث تصر موسكو منذ اندلاع الأزمة على اعتبار عضوية كييف في الحلف “خطًا أحمر” يمس المصالح الحيوية لروسيا.

ضمانات أمنية خارج أسوار الناتو

ورغم استبعاد خيار الناتو، أكد ماكرون أن الخطة الأمريكية الأوروبية المقترحة لأوكرانيا تتضمن تقديم ضمانات أمنية متعددة الأطراف تهدف لردع أي هجوم جديد على أراضيها في المستقبل، مع تعهدات بدعم عسكري وتقني واستخباراتي مستمر لضمان توازن الردع في المنطقة. ويتوقع مراقبون أن تشمل هذه الضمانات اتفاقات دفاع ثنائية مع عدة دول غربية، إضافة إلى حزم مساعدات استراتيجية طويلة الأمد.

أشار ماكرون إلى أهمية أن تُقيّد أي مساومات أو محادثات حول الأراضي الأوكرانية بموافقة أوكرانية مباشرة، مؤكداً أنه “لا يتم أي نقاش أو تسوية مستقبلية على حساب سيادة كييف دون موافقة رئيسها وحكومتها”.

قمة ألاسكا: مرحلة تاريخية في مسار الحرب

تأتي هذه التحركات السياسية عشية قمة بارزة يحتضنها أحد القواعد الجوية قرب أنكوريج في ولاية ألاسكا، حيث يلتقي ترامب وبوتين لمناقشة سبل إنهاء النزاع ووضع أسس لوقف إطلاق نار محتمل. يمثل هذا اللقاء أول زيارة للرئيس الروسي إلى الغرب منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، ما يعكس رغبة دولية متزايدة في كبح التصعيد العسكري وتجنب حرب طويلة الأمد في قلب أوروبا.

Web_Photo_Editor-8-15 ترامب يعرض ضمانات أمنية لأوكرانيا دون عضوية الناتو

وقد شدد المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي يوري أوشاكوف على أن جدول الأعمال سيركز على “تسوية الأزمة الأوكرانية ومناقشة القضايا الأمنية والدولية والتعاون الثنائي”.

الموقف الأوروبي: لا تنازلات دون مشاركة أوكرانية

أكد ماكرون مرة أخرى أن أي تسويات تتعلق بتحديد أوضاع الأراضي الأوكرانية أو تبادل المناطق المتنازع عليها لن تتم دون حضور الرئيس زيلينسكي وموافقة حكومته، قائلاً: “تبادل الأراضي لا يمكن التفاوض عليه إلا بحضور كييف كطرف أساسي”. ورفض القادة الأوروبيون جميع الضغوط التي تطالب أوكرانيا بتقديم تنازلات إقليمية من خارج طاولة التفاوض.

وشددت أوروبا كذلك على ضرورة الرقابة الدولية على تنفيذ أي اتفاق سلام، بالإضافة إلى توافق سياسي وأمني إقليمي يشمل الضمانات المستدامة لأوكرانيا وأوروبا.

توقعات وتحفظات قبل حسم المصير

يترقب المجتمع الدولي نتائج قمة ألاسكا المرتقبة، حيث يرى محللون أن احتمال قبول روسيا بضمانات أمنية لأوكرانيا يعتبر تطورًا نوعيًا، لكنه يبقى مرهونًا باستجابة موسكو للسقوف الغربية وبتوافق حقيقي يرضي الطرفين. وفي المقابل، يرى مراقبون أن التعهد بسيادة وحماية أوكرانيا خارج عضوية الناتو قد يمثل حلًا واقعيًا لإنهاء النزاع مع الحفاظ على التوازنات الحساسة في المنطقة.

وسط هذه الأجواء، يبقى الاتفاق النهائي رهن مفاوضات دقيقة ستحدد ما إذا كانت “جزرة ترامب” – الضمانات الأمنية بعيدًا عن الناتو – كافية لوقف أكبر حرب عرفتها أوروبا منذ عقود، أم أن الحرب ستستمر في رسم معادلات جيوسياسية جديدة للعالم بأسره.

 

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر

Share this content: