الرئيس الأمريكي يراهن على اتفاق نهائي في أوكرانيا ويعزز التفاؤل باتفاق شامل مع الصين لإنهاء الحرب التجارية

على متن الطائرة الرئاسية الأمريكية، وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة القطرية الدوحة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لن يجتمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلا إذا تيقن أن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي حرب أوكرانيا. وقال ترامب بوضوح: “يجب أن أعلم أننا سنبرم اتفاقًا؛ لن أضيع وقتي مع بوتين”.​

وأكد ترامب أنه تربطه علاقة صداقة قوية ببوتين امتدت لسنوات، ولكنه وصف هذا الأمر بأنه كان “مخيبًا جدًا للآمال” في ظل تعثر جهود إنهاء الحرب، مشددًا أن المساعي الدبلوماسية لن تثمر بدون وضوح النوايا من الطرف الروسي. وعبر الرئيس الأميركي عن ثقته بأن القيادة الروسية ترغب في السلام، وأن بوتين نفسه يريد إنهاء الأزمة الأوكرانية، لكنه أكد أن الجدول الزمني لأي لقاء مستقبلي سيظل معلقًا حتى تظهر جدية حقيقية في الجانب الروسي بشأن التسوية.​

تعليق قمة بودابست… الحذر في استئناف الحوار

كان من المتوقع أن تعقد قمة أمريكية روسية بالعاصمة المجرية بودابست، إلا أن ترامب أعلن إلغاء الاجتماع بسبب غياب مؤشرات التقدم في المساعي الدبلوماسية، ورفض روسيا وقف إطلاق النار الفوري. كما أوضح ترامب أن توقيت اللقاء “لم يكن مناسبًا”، ملمحًا إلى إمكانية إعادة جدولته مستقبلاً إذا تعززت فرص السلام.​

وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن القمة لا تزال ممكنة، ولكن يجب أن تفضي إلى نتيجة واقعية وملموسة تحقق تقدماً حقيقياً في الملف الأوكراني. من جهة أخرى، دعت موسكو على لسان المتحدث الرسمي دميتري بيسكوف لأن يكون هناك استعداد جاد وتحضيرات مسبقة لأي اجتماع، مع التأكيد على أن موسكو لم تحدد بعد موعداً نهائياً للقاء.​

تصعيد الضغوط الأمريكية: عقوبات جديدة وتنسيق مع أوروبا

تزامناً مع التصريحات الأخيرة، أعدت إدارة ترامب عقوبات إضافية قد تلجأ إليها في حال استمرت موسكو في المماطلة بملف أوكرانيا، حيث يستهدف التوجه الأمريكي شركات النفط الروسية الكبرى مثل “لوك أويل” و”روسنفت”. كما بحث فريق ترامب طرقاً للاستفادة من الأصول الروسية المجمدة في الولايات المتحدة لدعم جهود أوكرانيا الحربية، وجرى إبلاغ الحلفاء الأوروبيين بتأييد واشنطن لاستخدام الأصول الروسية لشراء الأسلحة لكييف.​

أوضح مسؤولون أمريكيون أن ترامب يفضِّل أن يتخذ الاتحاد الأوروبي الخطوة القادمة في مواجهة روسيا، سواء عبر عقوبات إضافية أو رسوم جمركية موسعة. وعبر فريق إدارة ترامب عن توجه لإبقاء تعليق تنفيذ خطوات التصعيد لبضعة أسابيع، في انتظار رد فعل الروس على العقوبات الأميركية الأخيرة.​

تفاؤل باتفاق تجاري شامل مع الصين

ورداً على أسئلة الصحفيين بشأن المحادثات المقبلة في كوريا الجنوبية، أشار ترامب إلى تفاؤله بإمكانية التوصل إلى “اتفاق شامل” مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، ينهي الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وأضاف أن هناك “فرصة كبيرة فعلاً للتوصل إلى اتفاق شامل” من شأنه إعادة الاستقرار للعلاقات الأميركية الصينية، وفتح آفاق التعاون العالمي في مواجهة التحديات الاقتصادية.​

موسكو تلمّح لمخرج دبلوماسي… وقلق متزايد في واشنطن

وفي تطور آخر، أعرب كيريل دميترييف، مبعوث بوتين الخاص للاستثمار والتعاون الاقتصادي، عن اعتقاده بأن روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا تقترب من التوصل إلى حل دبلوماسي ينهي الحرب، وذلك بعد وصوله إلى واشنطن لإجراء محادثات رسمية. وأكد مسؤولون أميركيون أن القمة بين ترامب وبوتين لم تُلغَ بالكامل بل تم تأجيلها على خلفية رفض موسكو لوقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا.​

في الوقت ذاته، شهدت الجهود الأوروبية والأمريكية تنسيقًا متزايدًا لمواجهة أي مماطلة من الجانب الروسي، وسط تأكيدات من إدارة ترامب على ضرورة التزام موسكو بتخفيف التصعيد وتقديم خطوات واضحة نحو السلام.​

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر