أبهر لبنان عشاق الجمال مساء السبت مع تتويج الشابة بيرلا حرب، البالغة من العمر 22 عامًا، بلقب “ملكة جمال لبنان” للعام 2025 في حفل وُصف بأنه الأفضل في تاريخ المسابقة، محمّلاً برسائل الأمل والإشراقة لوطن يستعيد مكانته على خارطة الجمال العربي والعالمي. وتأتي هذه الدورة الاستثنائية برعاية وزارة السياحة اللبنانية التي راهنت على الفن والجمال كمحرك أساسي للتفاؤل أهّل لبنان لاستعادة وهجه على الساحة الدولية.

منافسة قوية بين 16 شابة تعكس تنوع المجتمع اللبناني

تنافست 16 متبارية على اللقب الأغلى في أجواء من الحماسة والإبداع، حيث تألقت الشابات بقوة حضورهن وجمال شخصياتهن، ليظهر الوجه الحديث للأنوثة اللبنانية المبنية على الفكر والثقافة والاجتماعيات، وليس المظهر وحده. فبدت المسابقة احتفالاً متكاملاً بالثقة والشخصية الثرية، ونافذة مشرعة أمام جيل يريد صناعة فرق حقيقي في بلده ومحيطه.

لجنة تحكيم بخبرة فنية وسياسية عالمية

رُسمت لمسة التميز على المسابقة بتشكيلة لجنة التحكيم، فقد ضمّت شخصيات من الصف الأول في المشهدين اللبناني والعالمي: وزيرة السياحة لورا الخازن لحود، النائبة بولا يعقوبيان، مصمّم الأزياء العالمي نيكولا جبران، الموسيقي إبراهيم معلوف، ملكة جمال لبنان 2015 فاليري أبو شقرا، ملكة جمال العالم للعام 2025 التايلاندية أوبال سوشاتا تشوانغسري، خبير التجميل بسام فتوح، وعارضة الأزياء التونسية ريم السعيدي. وقد انطلقت المناقشات بين أعضاء اللجنة بحرفية وشفافية عكست السعي لاختيار الفتاة التي تجمع الجمال الداخلي والخارجي معًا.

هيلدا خليفة تعود بعد عقدين.. وحضور نانسي عجرم يضفي بريقًا خاصًا

خطف الحفل الأضواء بأجواء مبهرة وحضور إعلامي كثيف، حيث شهد عودة الإعلامية هيلدا خليفة التي قدّمت الحفل بأسلوبها المميز الذي رسم ملامح ذاكرة أجيال عدة من جمهور المسابقة. تألقت هيلدا بفستان ليلكي من توقيع نيكولا جبران الذي أبدع أيضًا في تصميم إطلالات المتسابقات بفساتين السهرة الرائعة.

من جهة أخرى، أطلّت النجمة نانسي عجرم كضيفة الحفل بثلاث إطلالات أيقونية، جمعت بين الجرأة والرقي: فستان أزرق معدني عاري الكتفين، فستان أبيض قصير أنيق من Kristina Fidelskaya وحذاء Christian Louboutin، وأخيرًا فستان أسود مخملي بتصميم غير متماثل من Balenciaga. كانت اختيارات نانسي مثار حديث الحضور وأضفت على الحفل حيوية احترافية.

لحظات التتويج: تكريم للوجوه الجديدة واحتفاء بالتميز

في ختام الأمسية، حسمت لجنة التحكيم المنافسة بفوز بيرلا حرب، التي أطلت بثقة عالية وإجابة عميقة على سؤال الحكام، مانحة الأمل لجيل جديد من الشابات اللبنانيات بالسعي لتحقيق الأحلام. لم تكتفِ المسابقة بتتويج الملكة فحسب، بل منحت أيضًا أضواء التقدير لوصيفاتها: حازت الشابة كلوي خليفة على لقب الوصيفة الأولى، تلتها كارلا دحدح في المرتبة الثانية، ثم ياسمينا حلبي وصيفة ثالثة، وساره سماحة وصيفة رابعة، بينما نالت ساندي عيد جائزة “صاحبة أجمل ابتسامة”.

الأزياء، الفن، ورسائل المرأة اللبنانية المعاصرة

ارتدت المشاركات في فقرات الحفل أثواب سهرة من ابتكار نيكولا جبران، تعكس روح الأنوثة اللبنانية الحديثة والقدرة على الجمع بين الجمال الكلاسيكي والحداثة. تميزت هذه الدورة باهتمامها بإبراز الأصالة والأناقة، إلى جانب تسليط الضوء على الثقافة، الذكاء، والمسؤولية الاجتماعية، حيث أكد المنظمون أن الجمال اليوم بات منظومة متكاملة من القيم والشخصية والدور المجتمعي.

صناعة الفرح في زمن التحديات

جاء حفل اختيار ملكة جمال لبنان ليؤكد أن لبنان لا يزال يمتلك القدرة على صناعة حدث يليق بتاريخه وتطلعات شبابه، مقدماً الأمل بأن الفرح وصورة المرأة المتألقة بوابة لتجديد إيمان المجتمع بمستقبله. لم يكن التتويج مجرّد مباراة جمال، بل احتفالاً بعودة لبنان إلى واجهة الأحداث والأضواء برهان الثقافة، الموهبة، والوحدة الوطنية.

بذلك توجت بيرلا حرب ملكة لجمال لبنان، حاملة راية الحلم لبنات جيلها من مختلف المناطق اللبنانية، ومرسخة لمفهوم جديد استطاع أن يجمع الجمال، الإبداع، والثقافة في مشهد لبناني يليق بريادة المرأة على الساحة المحلية والعربية والعالمية.