بعد “عبور الدروز”.. إسرائيل تعزز الحدود مع سوريا في مواجهة سيناريو التصعيد

بعد "عبور الدروز".. إسرائيل تعزز الحدود مع سوريا في مواجهة سيناريو التصعيد

بعد “عبور الدروز”.. إسرائيل تعزز الحدود مع سوريا في مواجهة سيناريو التصعيد

تشهد الحدود الإسرائيلية السورية حالة من التأهب القصوى إثر محاولات متكررة لدروز إسرائيل عبور الحدود دعمًا لأقاربهم في السويداء، على خلفية توتر دموي غير مسبوق في جنوب سوريا. ومع تصاعد هذه التطورات، اتخذ الجيش الإسرائيلي حزمة من الإجراءات الميدانية واللوجستية بهدف منع تكرار عمليات العبور وحماية حدود الجولان من تصعيد قد يمتد إلى الداخل الإسرائيلي نفسه.

جدار خرساني وحدود أَمنية جديدة على خطوط التماس

بحسب تقرير “معاريف”، شرع الجيش الإسرائيلي في بناء جدار خرساني متين أقيمت عليه حواجز عالية ليشكل سدًا فاصلًا على خط الحدود مع سوريا، ويعمل كحاجز أول أمام أي محاولة تسلّل أو عبور جماعي مشابه للموجة الأخيرة من تحركات الدروز الإسرائيليين.

  • الجدار يأتي كخط دفاع متقدم يهدف إلى ردع أي نشاط غير مرخّص عبر الخط الأزرق، ويوظّف تقنيات رصد واستشعار متطورة لمراقبة النقاط الحساسة على مدار الساعة.

  • تحضير البنية التحتية الأمنية الجديدة جاء عقب ثلاث محاولات عبور منفصلة في أقل من أسبوع، ما أدّى لرفع فوري لمستوى التأهب في جيش الإقليم الشمالي.

تعزيزات عسكرية واسعة ومضاعفة القوات على الأرض

واكب بناء الجدار إجراءات أمنية على نطاق غير مسبوق:

  • نشر وحدات عسكرية ضخمة لتضييق فرص العبور، وبلغت التعزيزات ذروتها في محيط بلدتي مجدل شمس ومصادرات.

  • إرسال ثلاث كتائب كاملة من حرس الحدود، وقوة خاصة من وحدة “يمّاس” المختصة بمكافحة الإرهاب والتهديدات عبر الحدود.

  • دعم أمني من كتيبتين من لواء “غفعاتي” لتأمين المنطقة ومنع خروج مزيد من المواطنين الإسرائيليين، خاصة من أبناء الطائفة الدرزية الراغبين في الالتحاق بأقاربهم بالداخل السوري.

  • الجيش الإسرائيلي يقدّر أن “عشرات الدروز” نجحوا فعلًا في الدخول إلى سوريا في الأيام الماضية ويقيمون الآن في قرى درزية حدودية مع أقربائهم.

Web_Photo_Editor-6-26 بعد "عبور الدروز".. إسرائيل تعزز الحدود مع سوريا في مواجهة سيناريو التصعيد

الدروز الإسرائيليون يلوّحون بالقتال دفاعًا عن السويداء

المشهد لم يقتصر على التحركات الميدانية:

  • أفادت “قناة كان” الإخبارية بأن نحو 2000 من دروز إسرائيل وقّعوا عريضة يُظهرون فيها استعدادهم للتطوع للقتال إلى جانب أبناء طائفتهم في السويداء.

  • جاء في نص الوثيقة:

    “نستعد للتطوع للقتال إلى جانب إخواننا في السويداء. لقد حان وقت الاستعداد للدفاع عن إخواننا وأرضنا وديننا”.

  • اللافت أن من بين الموقعين جنود احتياط عاملين في الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي زاد من حساسية الموقف وضاعف قلق المؤسسة الأمنية، خاصة فيما يتعلق بإدارة الولاءات والانضباط.

قلق أمني ورسائل ضبط النفس

تجد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية نفسها أمام تحدٍّ غير مسبوق:

  • محاولات دبلوماسية حثيثة لإقناع القيادات الدينية والاجتماعية الدرزية بترك معالجة أي عنف إضافي على الحدود للجيش الإسرائيلي حصراً.

  • مخاوف من انجرار الوضع إلى مواجهات تقوّض الاستقرار، أو استغلال التحركات للضغط السياسي من جهات خارجية.

  • الشرطة الإسرائيلية والجيش عززا من حضورهما في القرى الدرزية بالشمال، مع تكثيف الحوار مع القادة المحليين لمنع مزيد من الانخراط في المعارك عبر الحدود.

Web_Photo_Editor-8-12 بعد "عبور الدروز".. إسرائيل تعزز الحدود مع سوريا في مواجهة سيناريو التصعيد

دوافع إسرائيلية مركبة: الاستقرار أم ضبط ملف الأقليات؟

تكشف الإجراءات الإسرائيلية المركّزة عند حدود الجولان عن قلق عميق متعدد الأبعاد:

  • الخشية من تحوّل الحدود إلى نقطة تصعيد طائفي أو باب تدخلات إقليمية أوسع.

  • الحرص على عدم توريط الجيش في صدام مباشر مع أبناء الدروز أو المساس بقنوات الثقة التاريخية معهم في الداخل.

  • إبقاء ملف الدفاع عن الأقليات السورية “ورقة ضغط” بأيدٍ إسرائيلية دون فتح الباب أمام مبادرات فردية تضع تل أبيب في مواجهة مباشرة مع دمشق أو الحلفاء الإقليميين.

تظل المنطقة الحدودية السورية الإسرائيلية أمام اختبار بالغ الحساسية، حيث تتقاطع اعتبارات الأمن القومي مع تعقيدات الهوية والانتماء والثقة بين الدولة وأبنائها من الطائفة الدرزية، ما يؤشر لموسم ساخن يبدأ بجدار عالٍ وأسلاك شائكة ولا أحد يعرف كيف ستكون نهايته

 

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر

Share this content: