مع انتصاف ليل الأربعاء والخميس، أطلقت إيران دفعة صاروخية جديدة قوامها نحو 30 صاروخاً استهدفت مناطق واسعة في إسرائيل، كان أبرزها تل أبيب وبئر السبع125. وأفادت وسائل إعلام عبرية أن الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافاً مباشرة في تل أبيب، رمات غان، حولون، وبئر السبع، ما أدى إلى انفجارات عنيفة وانهيار عدد من المباني السكنية67. وأكدت صحيفة يديعوت أحرونوت سقوط صواريخ في أربعة مواقع رئيسية، بينما أشارت تقارير إلى وجود سكان محاصرين تحت الأنقاض في منطقة غوش دان وسط تل أبيب5.

في بئر السبع، أصاب أحد الصواريخ الإيرانية مستشفى سوروكا بشكل مباشر، ما تسبب في انهيار أحد مبانيه وسقوط عشرات الجرحى، فضلاً عن أضرار جسيمة في مرافق المستشفى458. ووفقاً لفرق الإسعاف الإسرائيلية، تم تسجيل 3 قتلى وأكثر من 30 جريحاً جراء الرشقة الصاروخية الأخيرة5.

حالة طوارئ في إسرائيل: آلاف العائلات دون مأوى

تسببت الضربات الإيرانية في تشريد نحو ألفي عائلة إسرائيلية بعد تدمير منازلهم في تل أبيب وبئر السبع5. وأطلقت صفارات الإنذار في مختلف أنحاء إسرائيل، فيما دعت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيليين إلى التزام الملاجئ واتباع تعليمات السلامة الصادرة عن السلطات53.

ردود الفعل الإسرائيلية: تهديدات وتعهدات بالتصعيد

في أعقاب الهجوم، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة العمليات العسكرية ضد إيران حتى إزالة ما وصفه بـ”التهديدين الوجوديين” المتمثلين في برنامجها النووي والصاروخي35. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه بدأ موجة جديدة من الهجمات على أهداف داخل طهران ومناطق إيرانية أخرى، مشيراً إلى استهداف أكثر من 40 موقعاً للبنية التحتية الإيرانية خلال الساعات الماضية3.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيق في نوعية الصواريخ الإيرانية المستخدمة، مشيراً إلى أن أحد الصواريخ كان من طراز “خرمشهر” ويحمل رأساً متفجراً يزيد وزنه عن طن، ما يفسر حجم الدمار الكبير الذي خلفته الضربات3.

الموقف الأميركي: ترقب وحذر

لا يزال الموقف الأميركي من التدخل المباشر في الحرب غامضاً. فقد صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لم يتخذ قراراً نهائياً بشأن التدخل، مفضلاً اتخاذ قراراته في اللحظات الأخيرة3. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مصادر استخباراتية أن البيت الأبيض يدرس خيارات توجيه ضربات محدودة ضد منشآت نووية إيرانية، مع تزايد الضغوط من جانب إسرائيل3.

في المقابل، حذر مسؤول إيراني رفيع من أن أي تدخل أميركي سيعني دخول حزب الله اللبناني على خط المواجهة، ما قد يوسع دائرة الصراع بشكل خطير3.

إيران: الدفاع عن النفس والتلويح بالتصعيد

أكدت إيران أن هجماتها الصاروخية تأتي في إطار “الدفاع عن النفس” ضد العدوان الإسرائيلي، مشددة على التزامها بالدبلوماسية لكنها لن تتوانى عن الرد على أي اعتداء3. وأعلن الحرس الثوري الإيراني بدء الموجة الثالثة عشرة من عمليات “الوعد الصادق”، مستخدماً صواريخ ثقيلة وبعيدة المدى مثل “سجيل”3.

من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الدفاعات الجوية أسقطت طائرات مسيرة إسرائيلية فوق ضواحي طهران، كما تم اعتقال 18 شخصاً بتهمة تصنيع طائرات مسيرة لصالح إسرائيل في مدينة مشهد3.

تداعيات إنسانية واقتصادية متفاقمة

تتواصل تداعيات الحرب على المدنيين في كلا الجانبين. ففي إسرائيل، تسببت الضربات الإيرانية في موجة نزوح داخلي واسعة وتدمير البنية التحتية في المدن المستهدفة، بينما أدى العدوان الإسرائيلي على إيران إلى مقتل أكثر من 639 شخصاً وإصابة 1329 آخرين، بحسب منظمات حقوقية3. كما أُجبرت السلطات الإيرانية على إخلاء منشآت نووية في أراك وخنداب تحسباً لضربات إسرائيلية وشيكة3.

تحركات دبلوماسية ومساعٍ للتهدئة

في ظل التصعيد العسكري، تتواصل المساعي الدبلوماسية لاحتواء الأزمة. حيث من المقرر أن يلتقي وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مع وزير الخارجية الإيراني في جنيف لبحث سبل التهدئة3. كما نقلت تقارير عن استعداد إيران لقبول عرض الرئيس الأميركي لعقد لقاء قريب لمناقشة وقف إطلاق النار، رغم رفض المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي للفكرة3.

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر