المقاتلون الأجانب في سوريا الجديدة: صداع سياسي وأمني يهدد مرحلة ما بعد الأسد

المقاتلون في سوريا

المقاتلون الأجانب في سوريا الجديدة: صداع سياسي وأمني يهدد مرحلة ما بعد الأسد

مع دخول سوريا مرحلة جديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد وتولي الرئيس أحمد الشرع الحكم، يبرز ملف المقاتلين الأجانب كأحد أكبر التحديات أمام جهود إعادة بناء البلاد واستعادة الاستقرار.

الولايات المتحدة تضغط لإخراجهم

تضع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب شرطًا واضحًا للتعاون مع الحكومة السورية الجديدة: طرد جميع المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية.
وبحسب تغريدة لمتحدثة البيت الأبيض “كارولين ليفيت”، بعد لقاء ترامب بالشرع في السعودية هذا الشهر، فإن الرئيس الأميركي حثّ نظيره السوري على التخلص من جميع الإرهابيين الأجانب في البلاد.

سوريا-الجديدة المقاتلون الأجانب في سوريا الجديدة: صداع سياسي وأمني يهدد مرحلة ما بعد الأسد
سوريا الجديدة

واشنطن بوست: تهديد أمني مستمر

أفادت صحيفة واشنطن بوست في تقرير حديث أن وجود المقاتلين الأجانب يسبب اضطرابات مستمرة، وينذر بإثارة الفوضى في مناطق الشمال السوري.
وبحسب الصحيفة، فإن بعض المقاتلين لا يزالون يحملون مواقف عدائية تجاه الشرع رغم سقوط النظام السابق، وهو ما عبّر عنه أحدهم بقوله:

“الشرع يهاجمنا من الأرض، وأميركا من السماء”.

من التطرف إلى الاندماج

على مدار أكثر من 14 عامًا، تدفق الآلاف من المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق، بعضهم التحق بتنظيمات متطرفة مثل “داعش”، وآخرون انضموا لفصائل إسلامية أقل تطرفًا.
ويُقدّر أن نحو 5000 مقاتل أجنبي ما زالوا في سوريا، معظمهم في محافظة إدلب، وقد اندمج الكثير منهم في المجتمعات المحلية وتزوجوا من سوريات.

معضلة الإخراج: أين المفر؟

وفق محللين، فإن إخراج المقاتلين الأجانب ليس بالمهمة السهلة. يقول جيروم دريفون، كبير المحللين في “مجموعة الأزمات الدولية”:

“المشكلة ليست فقط في تحديد من هو الإرهابي، بل في أن دولهم لا ترغب بإعادتهم، ولا تملك معلومات كافية لمحاكمتهم”.
ويضيف: “القضية أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه، وهناك مخاوف حقيقية من تداعيات ترحيلهم دون تنسيق دولي فعّال”.

بين التهديد الإقليمي والحل المؤجل

رغم انخفاض مستوى التطرف بين بعض المقاتلين بمرور الوقت، فإن وجودهم لا يزال يُعد عامل زعزعة لأمن سوريا الجديدة. كثير منهم يرفضون المغادرة خوفًا من الاعتقال أو الإعدام في بلدانهم الأصلية، مما يزيد من تعقيد هذا الملف الشائك الذي يحتاج إلى حلول دولية شاملة لا مجرد قرارات سياسية.

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر: https://almanbar1.com/

Share this content: