الشرق الأوسط على حافة الانفجار
تتسارع وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط مع دخول المواجهة بين إسرائيل وإيران يومها الخامس، وسط تصعيد عسكري غير مسبوق وتحولات لافتة في الموقف الأمريكي. وبينما تتبادل تل أبيب وطهران الضربات الجوية والصاروخية، تبرز مؤشرات على احتمال انخراط أمريكي أوسع، في ظل دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران إلى “الاستسلام غير المشروط” وتهديده بنفاد صبر واشنطن. في المقابل، تتوالى التحذيرات الدولية من انهيار المساعي الدبلوماسية وتوسع رقعة الحرب، ما ينذر بانفجار إقليمي قد يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط.
تصعيد ميداني: ضربات متبادلة وقلق متزايد
شهدت طهران وتل أبيب خلال الساعات الأخيرة موجات من الانفجارات، مع إعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات واسعة ضد منشآت عسكرية إيرانية، وتحذيره سكان مناطق محددة في العاصمة الإيرانية من البقاء في منازلهم34. في المقابل، أكد الحرس الثوري الإيراني استهداف مراكز استخباراتية تابعة للموساد في تل أبيب، بينما بث التلفزيون الإيراني مشاهد لهجمات صاروخية ومسيرات استهدفت مواقع استراتيجية في تل أبيب وحيفا45.
الجيش الإسرائيلي أعلن أيضاً عن رصد صواريخ أُطلقت من إيران، وتفعيل أنظمة الدفاع الجوي في تل أبيب وشمال إسرائيل، تزامناً مع دوي صفارات الإنذار وانفجارات متتالية. كما طلب من المواطنين مغادرة المناطق المحمية بعد الإعلان عن انتهاء التهديد المباشر8.
واشنطن تغلق بعثاتها الدبلوماسية وتحول في الموقف الأمريكي
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إغلاق السفارة في القدس والقسمين القنصليين في القدس وتل أبيب حتى نهاية الأسبوع، بسبب التدهور الأمني وامتثالاً لتوجيهات الجبهة الداخلية الإسرائيلية. هذا الإجراء عكس حجم القلق من انفجار الوضع وخروجه عن السيطرة8.
وفي تطور لافت، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من نبرة خطابه تجاه إيران، داعياً إلى “استسلام غير مشروط” ومؤكداً أن صبر واشنطن بدأ ينفد، في إشارة واضحة إلى احتمال تدخل أمريكي مباشر إذا استمر التصعيد8. ترامب رفض أيضاً تقييمات استخباراتية أمريكية حول عدم سعي إيران لامتلاك سلاح نووي، معتبراً أن طهران “قريبة جداً” من ذلك الهدف، ما اعتبر دعماً ضمنياً لمبررات الضربات الإسرائيلية8.
ضربات إسرائيلية غير مسبوقة وتكتيكات جديدة
بدأت المواجهة بهجوم جوي إسرائيلي واسع النطاق فجر الجمعة 13 يونيو 2025، استهدف منشآت نووية ومصانع صواريخ وقواعد عسكرية داخل إيران، وأدى إلى مقتل قادة عسكريين بارزين من الحرس الثوري، بينهم قائد الحرس اللواء حسين سلامي ورئيس الأركان اللواء محمد باقري35. العملية وصفت في تل أبيب بأنها “لحظة حاسمة” في تاريخ إسرائيل، وتهدف إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني وإضعاف القدرات العسكرية لطهران37.
الرد الإيراني جاء سريعاً عبر إطلاق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على أهداف إسرائيلية، ما أسفر عن دمار واسع في تل أبيب وحيفا ومناطق أخرى، وسقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين57. كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية رصد أضرار مباشرة في قاعات التخصيب تحت الأرض في منشأة نطنز النووية، ما زاد من المخاوف حول سلامة المنشآت النووية الإيرانية8.
حرب إلكترونية واعتقالات أمنية
إلى جانب المواجهة العسكرية، شهدت إيران هجمات إلكترونية استهدفت بنوكاً ومؤسسات حكومية، مع الإعلان عن اعتقال “فريق إرهابي” على صلة بإسرائيل كان يحمل متفجرات جنوب غربي طهران، واعتقال أجنبي كان يصور مواقع حساسة قرب بوشهر لصالح الموساد8.
انقسام دولي وتحذيرات من انفجار إقليمي
تتزايد المخاوف الدولية من توسع رقعة الحرب، مع انقسام واضح داخل مجموعة السبع بشأن سبل التعامل مع التصعيد. الصين اتهمت واشنطن بـ”صب الزيت على النار”، بينما دعت الإمارات ومصر إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات8. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذر من أن “الرغبة في تغيير النظام بالقوة ستكون خطأ استراتيجياً”، فيما أكدت روسيا أن الغارات الإسرائيلية “غير قانونية” ودعت إلى حل دبلوماسي8.
سيناريوهات مفتوحة: إلى أين تتجه المواجهة؟
يرجح خبراء أن تستمر العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران لأسابيع، في ظل إصرار تل أبيب على تدمير البرنامج النووي الإيراني، وتصميم طهران على الرد بقوة لحفظ ماء الوجه أمام شعبها1. ورغم احتمالية حدوث تصعيد أكبر، فإن فرص التهدئة تبدو محدودة في الوقت الراهن، خاصة مع غياب مؤشرات جدية على وساطة دولية فعالة.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: