السويداء في سوريا تحت حظر التجول

السويداء في سوريا تحت حظر التجول

السويداء في سوريا تحت حظر التجول

مشهد أمني متوتر وتدخل حكومي واسع

فرضت السلطات السورية حظر تجول شامل في مدينة السويداء جنوبي البلاد عقب اشتباكات دامية أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، وسط تصاعد التوتر الأمني واشتداد الضغوط على المرجعيات الدينية وقادة الفصائل المحلية للتعاون مع الأجهزة الرسمية لاستعادة الأمن والاستقرار في المدينة.

إجراءات أمنية مشددة ودعوة للتعاون

أعلنت وزارة الداخلية السورية فرض حظر التجول في السويداء ابتداءً من الساعة الثامنة من صباح الثلاثاء وحتى إشعار آخر، كخطوة عاجلة لكبح الفوضى ونشاط المجموعات المسلحة. وأكد العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في السويداء، أن وحدات من وزارتي الدفاع والداخلية باشرت الانتشار في مركز المدينة للسيطرة على الوضع وضبط الأمن، في وقت حذر فيه المرجعيات الدينية وقادة الفصائل من مغبة السماح للعصابات الخارجة عن القانون باستخدام المساكن نقاطاً للهجوم على القوات الحكومية.

Web_Photo_Editor-10-3 السويداء في سوريا تحت حظر التجول

الجيش يواصل العمليات والسلطات تحث السكان على التعاون

أكدت وزارة الدفاع السورية التزام الجيش بملاحقة المجموعات المسلحة الفارة في محيط السويداء بهدف إعادة فرض الاستقرار. وأوضحت إدارة الإعلام الحربي أن بعض العناصر الخارجة عن القانون تحاول الاحتماء في مركز المدينة، مطالبة السكان بلزوم منازلهم والإبلاغ عن أي تحرك مشبوه حفاظاً على سلامة الجميع.

موقف الدروز: بين التعاون والحوار

رحبت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في سوريا ـ بقيادة الشيخ حكمت الهجري ـ بدخول قوات الجيش والداخلية، ودعت كافة الفصائل المحلية إلى التعاون مع تلك القوات وتسليم سلاحها لتفادي التصعيد، مطالبة بضرورة فتح حوار جاد مع الحكومة لمعالجة آثار الأحداث الأخيرة وتفعيل مؤسسات الدولة بالتعاون مع أبناء المحافظة.

في المقابل، أعربت قيادات روحية أخرى عن تحفظها على هذا الانتشار الأمني، وطالبت بضمانات دولية أو توفير حماية أممية، مؤكدة على أولوية الحماية المجتمعية وأمن المدنيين.

اشتباكات دامية وحصيلة ثقيلة

اندلعت اضطرابات واسعة بين مجموعات مسلحة من الدروز وأخرى من العشائر البدوية، ما أدّى إلى وقوع أكثر من 30 قتيلاً ونحو 100 جريح بحسب السلطات الرسمية، بينما تحدثت مصادر إعلامية محلية عن ارتفاع الحصيلة إلى قرابة 90 قتيلاً. وأكدت وزارة الدفاع السورية سقوط 18 جنديًا بين قتيل وجريح أثناء فض النزاع ومحاولة فرض النظام.

خلفيات المشهد وتعقيدات التدخل الأمني

قال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى إن التدخل الأمني السوري في السويداء جاء كحل أخير بعد فشل محاولات التهدئة، وعبّر عن أسفه من استنجاد بعض الفصائل بطرف خارجي بحثًا عن حماية دولية، ما زاد تعقيد المشهد. دخلت وحدات من الأمن العام والدفاع السوري بلدات ومناطق متعددة في ريف السويداء، في مسعى لمحاصرة المجموعات المسلحة وتأمين المدينة.

العدوان الإسرائيلي: بعد جديد للمواجهة

في تطور يهدد بتعقيد الأوضاع الإقليمية، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات استهدفت دبابات سورية في قرية سميع الواقعة جنوب السويداء. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الضربة تمثل “تحذيرًا واضحًا” للحكومة السورية لعدم استهداف الدروز، مؤكدًا سياسة إسرائيل المعلنة بالتدخل لحماية الأقلية الدرزية في حالات الخطر.

يذكر أن السلطات الإسرائيلية هددت سابقًا بالتدخل في الجنوب السوري ورفضت نشر قوات دمشق قرب حدود هضبة الجولان المحتلة، ما أضفى أبعادًا إضافية للأزمة.

تطلعات للحل ومخاوف من التصعيد

  • السلطات السورية تدعو المرجعيات الدينية والفصائل للتعاون الكامل وتسليم السلاح لصون المدنيين.

  • ناشد القادة الدينيون والدولة فتح حوار حقيقي لمعالجة الجذور العميقة للأزمة.

  • التحذيرات الإقليمية والإسرائيلية من التدخل تؤجج القلق حول احتمالات اتساع الصراع أو تدويله.

  • يبقى سكان السويداء في حالة ترقب وسط استمرار حظر التجول وتطور المشهد الأمني.

وسط أجواء من الترقب والحذر، يأمل أهالي السويداء أن تثمر الدعوات للحوار والتعاون عن عودة الأمن والاستقرار للمدينة، بعيداً عن شبح التصعيد الداخلي أو التدخلات الإقليمية التي تعمق الأزمة وتزيد من معاناة المدنيين.

 

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر

Share this content: