“الروبوتات المفخخة”.. سلاح الرعب الإسرائيلي يسحق غزة ويهجر سكانها
تفجيرات عن بعد تدمر الأحياء وتحوّل المدنيين لأشلاء والقطاع إلى حقل تجارب للأسلحة
في تصعيد غير مسبوق من آلة الحرب الإسرائيلية ضد سكان مدينة غزة، غزت “الروبوتات المفخخة” مشهد المعركة، محولة الأحياء السكنية إلى ركام، ومحدثة رعباً جديداً بين الفلسطينيين المحاصرين في ساعات الليل الطويلة. يصف أهالي المدينة هذه الروبوتات بأنها آلات هائلة الحجم متحركةُ، غالباً ما تكون دبابات أو ناقلات جند قديمة تم تحويلها إلى قنابل متفجرة، تزرع بين البيوت وتُفجر عن بعد، فتنسف مبانٍ كاملة في لحظات وتحوّل من يصادفها من المدنيين إلى أشلاء يصعب حتى العثور على آثارهم.
كيف يعمل سلاح الروبوتات المفخخة؟
بحسب شهادات سكان غزة، يتم التحكم بهذه الآليات عن بعد من قبل وحدات الهندسة في الجيش الإسرائيلي. يجهز الجنود الآلية بسبعة أطنان من المتفجرات، يحشونها ويوجهونها للهدف سواء كان مبنى أو حيًا سكنيًا، ثم يفجرونها بتقنيات دقيقة في وقت يختارونه بعناية؛ غالباً أثناء الليل، ما يضاعف حجم الأضرار والخوف بين الأهالي.
يشهد مواطنون مثل علم الغول ونضال فوزي على الوَحشية غير المسبوقة لهذا السلاح؛ فمع موجات الانفجارات التي تصل آثارها لمسافة 500 متر، تنهار المنازل، وتنسحق العائلات تحت الأنقاض، وتتحول أحياء بكاملها إلى ساحة مكشوفة أمام الجرافات والجنود، ليتم بعدها تمشيط المنطقة بسهولة دون مواجهة مباشرة مع المقاومة.
هدف عسكري وإنساني قاتل
يرى مراقبون أن استخدام الروبوتات المفخخة يهدف أساساً إلى تقليل التكلفة البشرية لدى الجيش الإسرائيلي والتأكد من عدم وجود عناصر مقاومة أو ألغام، لكن على أرض الواقع يُسفر عن تهجير واسع، ومجازر جماعية بحق المدنيين، خصوصاً في مناطق الزيتون والشيخ رضوان وجباليا والشجاعية. يعترف خبراء الأمن بأن هذه الآليات تحوّل غزة إلى “حقل تجارب” للأسلحة المتطورة، حيث يتم استخدامها بشكل مكثف مع كل موجة اقتحام جديدة.
ويؤكد الطبيب منير البرش، مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية، أن الجيش الإسرائيلي أصبح يعتمد بشكل يومي على الروبوتات المتفجرة في سياسة ثابتة لتحطيم الأحياء السكنية وقتل المدنيين دون تمييز، مما أدى إلى رفع الكثافة السكانية في مناطق النزوح إلى مستويات خطيرة، مع تدهور غير مسبوق في الوضع الصحي والمعيشي.
آثار نفسية وبصرية كارثية
تقول شهادات الغزيين إن انفجار الروبوتات المفخخة يُحدث ضوءاً أحمر يضيء السماء بوحشية، وصوت انفجار يفوق كل ما عاشه السكان سابقاً. شظايا التفجير تصل إلى بيوت على بعد 400 متر وتُحدث دماراً واسعاً حتى في منازل بعيدة عن مركز الانفجار. الأطفال ينهارون من الرعب، وجثث الشهداء تتحلل أو تتفتت بالكامل، فيما تظل أعداد غير معروفة من المدنيين تحت الأنقاض وسط عجز فرق الإنقاذ بسبب الحصار ونقص المعدات.
موجات نزوح وتشريد قسري
مع كل موجة من انفجارات الروبوتات المفخخة، تتصاعد أعداد النازحين قسرياً من المدن والأحياء، خصوصاً بعد إعلان الجيش الإسرائيلي فتح ممرات لانتقال المدنيين عبر شارع صلاح الدين. يعيش الفلسطينيون في حالات طوارئ متكررة، يتركون بيوتهم وأشغالهم وذكرياتهم هرباً من الموت الذي يأتي بتفجير لم يشهدوا له مثيلاً.
انتقادات حقوقية وتحذيرات دولية
تُجمع جهات حقوقية وأممية على أن الروبوتات المفخخة تمثل تطوراً مروعاً في انتهاك حقوق الإنسان وحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة. وتدعو منظمات دولية إلى وقف استخدامها ومحاسبة المسؤولين عن موجات التدمير الجماعي التي لا تفرق بين المقاومين والمدنيين، وسط معطيات بأن القطاع تحول بالفعل لحقل تجارب للأسلحة الإسرائيلية الفتاكة والمبتكرة.
أمام السيناريو الكارثي الناتج عن انتشار الروبوتات المفخخة، تزداد المشاهد الإنسانية قسوة، حيث يتحول اليوم العادي في غزة إلى معركة للبقاء، ويغدو الهروب من الموت مهمة لا تنتهي، والجروح النفسية والجسدية تزداد عمقاً في ظل حصار خانق وحرب مفتوحة بلا خطوط حمراء.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: