الدوحة تستضيف القمة العربية الإسلامية الطارئة: حضور واسع ورسائل حاسمة
ستة رؤساء عرب يصلون قطر لمناقشة الهجوم الإسرائيلي وتضامن عربي غير مسبوق
في مشهد دبلوماسي فريد واستجابة سريعة لتصاعد التوترات الإقليمية، استقبلت الدوحة، اليوم الاثنين، عدداً من رؤساء الدول العربية والإسلامية وقيادات رفيعة للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الطارئة، التي دعت إليها قطر في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الأخير على أراضيها. تعكس القمة حجم التضامن العربي والدولي مع قطر، وتجسد وحدة المقصد في مواجهة الانتهاكات التي مست أمن وسيادة دولة خليجية بارزة ودول المنطقة ككل.
زعماء من الصف الأول في قلب الحدث
حضر القمة عدد من الرؤساء والمسؤولين البارزين، بينهم الرئيس السوري أحمد الشرع، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، والرئيس اللبناني جوزيف عون، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إضافة إلى رئيس طاجيكستان إمام علي رحمان. كما شارك وفد رفيع من عمان برئاسة نائب رئيس الوزراء للدفاع شهاب بن طارق آل سعيد، ما يعكس المكانة المحورية للدوحة في سياق الملفات الإقليمية والدولية الساخنة.
قمة استثنائية على صفيح الشرق الأوسط الساخن
جاءت دعوة قطر لعقد القمة كاستجابة مباشرة للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف وفد حركة “حماس” في العاصمة قبل أيام، وهو تطور اعتبرته الدوحة – ومعها عواصم عربية وإسلامية كثيرة – انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا خطيرًا لأمن المنطقة واستقرارها. وقد افتتح أمير قطر أعمال القمة، مؤكدًا أن “سيادة الدوحة خط أحمر لا يمكن تجاوزه”، فيما شدد كبار القادة على ضرورة محاسبة إسرائيل ووقف السياسات العدائية التي تقوض فرص السلام وتعرقل مساعي التهدئة في قطاع غزة.
ركزت أعمال القمة على بحث الخيارات الدبلوماسية والاقتصادية الجماعية للرد على الاعتداء، مع الاتفاق على أن أمن قطر “جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي والإسلامي” وأن المساس به يشكل سابقة خطيرة تستدعي موقفًا موحدًا وحازمًا من الأسرة الدولية ككل.
مشاركة مصر والسيسي: رسالة تضامن وإستراتيجية رؤية
أكدت مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على مركزية الدور المصري في دعم الاستقرار الإقليمي، حيث ألقى كلمة حملت رؤى القاهرة لحل الأزمات، مؤكدًا ثوابت السياسة المصرية في دعم قضايا الأمن والاستقرار، والتشديد على ضرورة الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الاعتداءات وحماية حقوق الشعب الفلسطيني.
رسائل البيان الختامي… الحد الممكن من الإجماع العربي
أشار مشروع البيان الختامي المُعد للقمة إلى إدانة العدوان الإسرائيلي على قطر واعتباره خرقًا للقانون الدولي ولأعراف الدبلوماسية، مع تضامن عربي وإسلامي واسع مع الدوحة. كما دعا البيان إلى وقف الحرب في غزة، ووقف مخططات الضم والاستيطان في الضفة الغربية، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته المستقلة على أساس حل الدولتين، مؤكدًا أن هذه الاعتداءات تشكل تهديدًا مباشرًا لجهود السلام والتطبيع بين إسرائيل والدول العربية.
ورغم المطالب باتخاذ إجراءات عملية أكثر حدة – مثل قطع العلاقات أو فرض عقوبات اقتصادية – ارتكز البيان على تجديد المواقف الداعمة وضرورة وحدة الصف والمواقف المعتدلة، مراعاةً لتباينات الحسابات السياسية بين الدول المشاركة ومستوى التصعيد المناسب للظرف.
لقاءات ثنائية وحراك دبلوماسي نشط
على هامش القمة، جرت عدة لقاءات ثنائية بين القادة المشاركين، تم خلالها بحث ملفات التعاون المشترك وقضايا الأمن الإقليمي، ما يعكس حرص الدول الكبرى المشاركة على الاستثمار في الحراك الدبلوماسي كأداة أساسية لمعالجة قضايا المنطقة.
بهذا الزخم العربي والإسلامي، اختتمت الدوحة أول أيام القمة برسالة تضامن قوية، أعادت التأكيد على أن أمن الدوحة هو أمن كل العواصم العربية، وأن صرخة قطر ضد العدوان وضد الاحتلال الإسرائيلي تحمل وجع المنطقة وتؤسس لمرحلة جديدة من التكاتف الدبلوماسي في الشرق الأوسط.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: