الدعم السريع توافق على هدنة الرباعية والبرهان يتوعد بـ”دحر العدو” في السودان
موافقة قوات الدعم السريع على هدنة ثلاثية الأشهر برعاية الرباعية الدولية تفتح باب التفاوض الإنساني وسط تصعيد خطابي من الجيش السوداني
في تطور دبلوماسي مهم بمسار الحرب السودانية، أعلنت «قوات الدعم السريع» موافقتها رسميًا على مقترح هدنة إنسانية تقدمت به «الرباعية الدولية» المكونة من السعودية، ومصر، والإمارات، والولايات المتحدة. وتأتي هذه الموافقة في ظل تصعيد عسكري متواصل، حيث توعد قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان بـ«دحر العدو» والثأر لقتلى مدينة الفاشر، مؤكدًا أن المؤسسة العسكرية «ستمضي نحو النصر ولن تنكسر».
تفاصيل مقترح هدنة الرباعية… وأهدافها
تستند مبادرة الرباعية الدولية إلى مقترح شامل لإيقاف إطلاق النار يرتكز على أربعة محاور رئيسية: تأكيد وحدة وسيادة السودان، والتزام الطرفين بالنوايا الحسنة لبدء مفاوضات جادة، وتحديد توقيت وآليات تنفيذ الهدنة، ثم إنشاء لجنة مراقبة مشتركة لرصد أي انتهاكات وتقديم تقارير دورية للوسطاء الدوليين.
وبحسب مصادر مطلعة، تنص الخطة على هدنة إنسانية فورية تمتد لثلاثة أشهر لتسهيل إيصال المساعدات وفتح ممرات الإغاثة للمتضررين. وتدعو الخطة، التي أطلق عليها اسم «خارطة طريق الرباعية لحل الأزمة السودانية»، إلى بدء عملية سياسية شاملة تمتد إلى تسعة أشهر بهدف الوصول إلى اتفاق سلام دائم وإقامة حكومة مدنية مستقلة تحظى بدعم شعبي وشرعية واسعة.
الدعم السريع: استعداد لتطبيق بنود الهدنة
وأكد المتحدث باسم «الدعم السريع» أن موافقتهم على الهدنة تأتي «تلبيةً لتطلعات ومصالح الشعب السوداني»، مضيفًا أن الخطوة تهدف لمعالجة الآثار الإنسانية الكارثية الناجمة عن القتال المستمر منذ أكثر من عامين وحماية المدنيين. وشدد بيان الحركة على ضرورة البدء في مناقشة ترتيبات وقف العدائيات بمجرد تطبيق الاتفاق، وسط ترحيب حذر من الوسطاء الدوليين.
الجيش السوداني: حديث عن الثأر وتصعيد النبرة
في المقابل، جاءت تصريحات رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان حاسمة وحادة، حيث قال أمام اجتماع للقيادة الجوالة: «سيكسر الجيش قريبًا الهجمة على السودان… ولن يُهزم أو ينكسر»، متوعدًا بـ«الثأر لكل الذين قُتلوا ونُكل بهم في الفاشر» التي شهدت معارك دامية خلال الأيام الأخيرة. ووصف البرهان المعركة بأنها «حرب كرامة»، مؤكدًا أن الشعب السوداني سيبقى صامدًا في مواجهة التحديات الأمنية.
التحديات أمام تنفيذ الهدنة
رغم هذا التطور، لا تزال فرص إقرار الهدنة بشكل نهائي رهينة لعوامل عديدة. فالجيش السوداني، بحسب مصادر عسكرية وإعلامية، يشترط لإتمام الاتفاق انسحاب وحدات الدعم السريع من المدن وضمان محاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، بينما تصر «الدعم السريع» على ضمانات حقيقية لوقف العدائيات وبرامج واضحة لإيصال الإغاثة وتفعيل آليات الرقابة الدولية.
دور الرباعية الدولية وأفق الحل
يتركز دور الرباعية الدولية في تقريب وجهات النظر وضمان التزام الجانبين بمبادئ العملية السياسية والهدنة، مع تفعيل لجنة تنسيق دولية لمراقبة التنفيذ ومعالجة أي خروقات محتملة. كما تحظى خارطة الطريق بدعم إضافي من الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة، وسط توافق دولي متزايد على أن الحل العسكري مستحيل، وأن التفاوض وفتح المسار الإنساني هما الطريق الوحيد لخروج السودان من أسوأ أزماته الإنسانية.
أزمة إنسانية ومعاناة متفاقمة
تشير تقارير الأمم المتحدة إلى حاجة أكثر من 30 مليون سوداني إلى مساعدات طارئة، مع استمرار موجات النزوح الجماعي وتدهور الخدمات الحيوية. ويأمل المجتمع الدولي أن تكون الموافقة على هدنة الرباعية خطوة أولى باتجاه وقف إطلاق النار الدائم، وبدء عملية انتقالية نحو حكم مستقر ومدني يعيد للسودان مكانته كسلة غذاء العالم العربي بدلًا من ساحة نزاع مزمنة.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content:
