الجيش الإسرائيلي يبدأ اقتحام غزة ويكشف تفاصيل خطة الحسم
عملية عسكرية واسعة تحت غطاء جوي وتجنيد ضخم للاحتياط.. ونقطة تحول جديدة في الحرب
في تصعيد مفصلي جديد تشهده ساحة الصراع في فلسطين، بدأت قوات الجيش الإسرائيلي بدعم مكثف من الدبابات وتحت غطاء ناري وجوي واسع، بالتقدم نحو مدخل مدينة غزة من جهة حي الصبرة جنوبي المدينة، وسط قصف مدفعي عنيف يهدف إلى فتح الطريق أمام القوات البرية لتحقيق سيطرة كاملة في المرحلة القادمة من العملية العسكرية المستمرة منذ شهور.
مرحلة حاسمة من الحملة العسكرية.. وتغيير في قواعد الاشتباك
بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية ومراصد ميدانية، يشكل تقدم الدبابات الإسرائيلية نحو الحزام الجنوبي لغزة بداية لنقطة تحول عسكرية بارزة، مع دخول الحرب في القطاع مرحلة جديدة أكثر شراسة وتعقيداً. وأكد رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، أن القوات الإسرائيلية تخوض “حملة عسكرية متعددة الأبعاد” تُنفذ عبر البر والجو والبحر، وتُعدّ هذه المرحلة بمثابة اختبار للجاهزية القتالية وتكامل التنسيق بين مختلف الفرق والوحدات الميدانية.
زامير لفت خلال مؤتمر تدريبي إلى أن الاستراتيجية الجديدة تركز على إنهاء الوجود المسلح للفصائل داخل مدينة غزة، وتهيئة الأرض لإعادة نشر وتوسيع القوات حسب المستجدات الميدانية، في إطار عمليات مستمرة تحت اسم “عربات جدعون”.
تفاصيل خطة السيطرة: أرقام وتجهيزات وتجنيد للاحتياط
كشف تقرير لصحيفة “إسرائيل هيوم” عن تفاصيل الخطة العسكرية الجديدة التي سيقدمها الجيش الإسرائيلي اليوم لوزير الدفاع للمصادقة النهائية. ووفقا للتقرير، فإن الجيش سيعتمد على الفرق النظامية لتولي المهام الرئيسية في اقتحام وتأمين مدينة غزة، بينما سيتم تجنيد ما بين 100 ألف إلى 130 ألف جندي من قوات الاحتياط لتعزيز الجبهات المختلفة والقيام بمهمات الإسناد في باقي القطاعات، ما يسمح للأساسيين بالتركيز على العمليات الحاسمة داخل المدينة.
ستشارك ثلاث إلى أربع فرق من النخبة في عملية الاقتحام، على أن تتزامن عمليات الاقتحام المباشر مع عمليات تطويق من محاور متعددة لعزل مركز المدينة عن الضواحي، خصوصاً حي الزيتون وامتداد الحزام الجنوبي. وتخطط القيادة لتكثيف النشاط العسكري في تلك الضواحي لقطع طرق الدعم والإمداد عن الفصائل الفلسطينية، واضعة بذلك الأساس لعزل غزة بالكامل وفرض سيطرة عسكرية مطلقة.
السيناريو الزمني والمعارك المرتقبة
تشير تقديرات الخبراء العسكريين إلى أن السيطرة على مدينة غزة بشكل كامل وتثبيت النقاط الاستراتيجية المحيطة بها قد تستغرق شهرين تقريباً من لحظة انطلاق العملية البرية. وتستند هذه التقديرات إلى حجم القوات المشاركة، ومستوى التحصين في غزة، ومدى استعداد الفصائل لمعارك المدن الكثيفة. وتفترض راغبة القيادة العسكرية الإسرائيلية في تقليص الخسائر البشرية وتقليص فترة العمليات بقدر المستطاع من خلال تفوق النار وحسم المعركة عبر الضربات الجوية والمدفعية المتزامنة مع التحركات البرية السريعة.
عمليات تطويق ومحاور اقتحام محدّدة
وضعت الخريطة العملياتية خطط تطويق للمدينة عبر محاور عدة، مع الاستعداد لمناوشات داخل الأزقة والمباني السكنية الكثيرة، التي تمثل تحدياً كبيراً للآليات الثقيلة ووحدات المشاة. وتسعى القوات الإسرائيلية إلى شل التحركات الداخلية للفصائل، ومنع تعزيز خطوط الدفاع، وفتح ممرات تحكم للسيطرة على مفاصل المدينة ومراكز القيادة والحكم التابعة للمقاومة في قلب القطاع.
أهداف سياسية واستراتيجية في الأفق
يترافق التحرك مع رسائل سياسية للداخل الإسرائيلي وللخارج بأن الجيش عازم على تغيير قواعد الاشتباك في غزة، وإعادة ضبط الأوضاع الأمنية في جنوب إسرائيل مهما كلّف الأمر. كما تسعى تل أبيب لإثبات قوة الردع أمام المجتمع الدولي والتلويح باستراتيجية “القبضة الحديدية” لإجبار الفصائل على التراجع أو فرض واقع جديد يعيد بلورة موازين القوى في القطاع والمنطقة.
سيناريوهات الأيام القادمة
في ظل استمرار القصف والاشتباكات، تبقى الأنظار متجهة إلى كيفية تطور الهجوم الإسرائيلي الممتد داخل غزة، ومدى قدرة الفصائل على التصدي والتكيّف مع أساليب الحصار والعزل الجديدة، وسط مخاوف من تصاعد أزمات إنسانية خانقة وارتفاع معدلات الضحايا في أوساط المدنيين.
تدعونا هذه التطورات الميدانية لتوقع مرحلة جديدة من الصراع ومعارك شوارع طويلة الأمد، في ظل إصرار الجيش الإسرائيلي على فرض رؤيته العسكرية، وتمسك المقاومة الفلسطينية بالدفاع عن المدينة حتى آخر نقطة.
ومع الكشف عن تفاصيل خطة الاحتلال، يصبح القطاع أمام مشهد عسكري بالغ التعقيد، مشوب بترقب إقليمي ودولي حذر حول تداعيات الأيام والأسابيع القادمة على مستقبل غزة والقضية الفلسطينية ككل.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: