الاتفاق المنتظر بين اسرائيل وحماس
مراحل التنفيذ، شروط التبادل، ودور الوسطاء في إنهاء الحرب
تتجه الأنظار الإقليمية والدولية إلى قطاع غزة مع تصاعد الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة حماس، وسط جهود مكثفة من الوسطاء الإقليميين والدوليين. وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية وفلسطينية، عن تفاصيل جوهرية للاتفاق المقترح، الذي يُرتقب أن يشكل نقطة تحول في مسار الصراع المستمر منذ أكتوبر 2023.
أبرز ملامح الاتفاق: تبادل أسرى ووقف إطلاق نار مرحلي
وفق المصادر، يتضمن الاتفاق إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء، بالإضافة إلى نقل 18 جريحاً، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين. وستتم هذه العملية على خمس مراحل متتالية خلال وقف إطلاق نار مزمع أن يمتد 60 يوماً، ما يتيح للطرفين اختبار حسن النوايا وبناء الثقة تدريجياً12.
وتشمل الصفقة أيضاً تسليم جثامين المحتجزين الإسرائيليين، على أن يجري ذلك ضمن جدول زمني محدد وتحت إشراف دولي، مع التأكيد على أن حماس ستُمنع من إقامة “مراسم إطلاق سراح” مصورة، كما حدث في اتفاقات سابقة، في محاولة لتقليل التوترات الإعلامية1.
ثلاث مراحل رئيسية لإنهاء الحرب
بحسب وثائق الاتفاق المسربة ومصادر دبلوماسية، جرى هيكلة الاتفاق على ثلاث مراحل متتالية:
-
المرحلة الأولى:
-
وقف إطلاق نار مؤقت لمدة ستة أسابيع.
-
إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلياً، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين (بدءاً بالنساء والأطفال).
-
السماح بدخول مساعدات إنسانية واسعة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة، مع بدء انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة1.
-
-
المرحلة الثانية:
-
إطلاق سراح جميع الإسرائيليين الذكور المتبقين (مدنيين وعسكريين) مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين.
-
إعلان “هدوء مستدام” وبدء انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع1.
-
-
المرحلة الثالثة:
-
تبادل رفات الأسرى المتوفين بين الجانبين.
-
رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، مع التزام حماس بعدم إعادة بناء قدراتها العسكرية.
-
إشراف وضمانات دولية
سيتم تنفيذ الاتفاق تحت إشراف مباشر من مصر وقطر والأمم المتحدة، مع ضمانات من الولايات المتحدة لضمان الالتزام بكافة البنود. وتلعب هذه الأطراف دوراً محورياً في جسر الهوة بين الطرفين، وتسهيل المفاوضات حول التفاصيل الفنية والإنسانية13.
موقف حماس: مشاورات وطنية ومسؤولية عالية
أعلنت حركة حماس أنها تدرس المقترحات الجديدة المقدمة من الوسطاء القطريين والمصريين، مؤكدة أنها تتعامل مع هذه المبادرات “بمسؤولية عالية” وتُجري مشاورات وطنية مكثفة لضمان أن الاتفاق النهائي يحقق إنهاء العدوان الإسرائيلي، انسحاب القوات من القطاع، وإغاثة سكان غزة بشكل عاجل43.
مؤشرات إيجابية من الجانب الإسرائيلي والأميركي
أفادت شبكة CBS الأميركية بأن المسؤولين الإسرائيليين أبدوا انفتاحاً على وقف مؤقت لإطلاق النار، في حين أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لإتمام وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً. وأوضح ترامب أن الوسطاء القطريين والمصريين سيقدمون الاقتراح النهائي، معبراً عن أمله في أن توافق حماس على الصفقة، محذراً من أن “الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءاً” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
تحديات وعقبات أمام التنفيذ
رغم الأجواء الإيجابية، لا تزال هناك عقبات أمام التنفيذ الفعلي للاتفاق، أبرزها:
-
مخاوف إسرائيلية من استغلال الهدنة لإعادة تنظيم صفوف حماس.
-
مطالب فلسطينية بضمانات لوقف العدوان وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية.
-
ضغوط من بعض الوزراء الإسرائيليين المتشددين الذين يرفضون أي تنازلات.
خلفية النزاع: أرقام صادمة للخسائر البشرية
اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم مفاجئ شنته حماس في السابع من أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1219 شخصاً في إسرائيل، معظمهم من المدنيين. وردت إسرائيل بحرب واسعة النطاق أدت إلى مقتل أكثر من 57 ألف فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث إحصاءات وزارة الصحة في غزة1.
مع اقتراب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، يترقب العالم ما إذا كانت هذه الهدنة ستمهد الطريق لإنهاء أحد أكثر النزاعات دموية في المنطقة، أم أنها ستكون حلقة جديدة في سلسلة من الاتفاقات المؤقتة التي لم تحقق سلاماً دائماً حتى الآن.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: