الإمارات تكثف جهودها الإغاثية في غزة
62 عملية إنزال جوي و40 شاحنة غذائية وسط إشادة بــ “الفارس الشهم 3”
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم نموذج ريادي في العمل الإنساني بالمنطقة، حيث أعلنت تنفيذها الإنزال الجوي رقم 62 للمساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة ضمن عملية “طيور الخير”، بالتعاون مع المملكة الأردنية الهاشمية وبمشاركة من فرنسا وألمانيا وبلجيكا وكندا. وتأتي هذه الجهود في إطار عملية “الفارس الشهم 3” التي تشرف عليها الإمارات ضمن دعمها الشامل للشعب الفلسطيني في ظل الأوضاع الإنسانية المتفاقمة داخل القطاع.
إنزال جوي متواصل… وشراكة دولية لمواجهة ألـم الحصار
استهدفت عمليات الإنزال الجوي، التي باتت تصل لأكثر من 62 عملية حتى مطلع أغسطس 2025، إيصال المساعدات الغذائية والإغاثية إلى المناطق الأكثر تضررًا والأشد احتياجًا، خاصة تلك التي تعذر الوصول إليها بريًا نتيجة تعقيدات الأوضاع الميدانية على الأرض. وبحسب البيانات الرسمية، تجاوزت كميات المواد الغذائية والإغاثية الجاري إسقاطها جواً 3,829 طناً حتى الآن، ما بين سلع غذائية أساسية وأدوية وحزم طوارئ عاجلة.
وقد عزز التعاون الإقليمي والدولي فاعلية هذه الجسور الجوية؛ إذ شاركت إلى جانب الإمارات والأردن قوات وطائرات فرنسية وألمانية وبلجيكية وكندية.
40 شاحنة غذائية جديدة ضمن دعم غير مسبوق
وفي موازاة عمليات الإنزال الجوي، نجحت الإمارات أيضاً في إدخال 40 شاحنة مساعدات غذائية جديدة إلى غزة خلال آخر العمليات، ضمن قوافل إغاثية متكاملة تستهدف سد الاحتياجات العاجلة للأهالي وتحسين ظروفهم الحياتية في ظل تراجع إمدادات الغذاء والدواء نتيجة الحصار.
ويأتي ذلك في ظل استمرار التحديات الإنسانية غير المسبوقة، حيث يعاني مئات الآلاف من سكان غزة من نقص في مقومات البقاء وانهيار المنظومة الصحية والبنية التحتية، وسط نزوح هائل ودمار واسع النطاق.
التزام إنساني يتخطى الحدود والشعارات
تعكس هذه الجهود المستمرة النهج الإماراتي في مواصلة العمل الإغاثي العابر للحدود وتقديم المعونة لكل الشعوب الشقيقة والصديقة في لحظات الأزمات والكوارث. وقد أكدت وزارة الخارجية الإماراتية أن التزام الدولة بدعم الشعب الفلسطيني في غزة يحمل أبعادًا استراتيجية وإنسانية، ويكرّس مكانتها الرائدة عالميًا في تقديم العون والنجدة للمحتاجين في أشد الظروف.
وأشار الخبراء والمراقبون إلى أن عمليات “الفارس الشهم 3” تمثل واحدة من أضخم الحملات الإغاثية الإنسانية على امتداد المنطقة، عبر توفير المواد الغذائية، والإمدادات الطبية، ومستشفيات ميدانية، ومعدات إيواء، وتكثيف الشراكات مع الجمعيات الخيرية الإقليمية والدولية لضمان وصول الدعم بصورة فعّالة للشرائح الأكثر تضررًا داخل غزة.
الدور البارز للجمعيات الإماراتية: مثال دبي الخيرية
برزت الجمعيات الإنسانية الإماراتية مثل “جمعية دبي الخيرية” ضمن المساهمين الفاعلين في حملة “الفارس الشهم 3″، حيث بادرت بتجهيز وتعبئة الطرود الغذائية وتوزيعها على الأسر المتضررة والنازحة، في ظروف منسقة مع الشركاء والجهات المعنية لضمان السرعة والفاعلية. وأكد القيمون على الجمعية أن خطوة المشاركة تأتي استجابة لنداء الواجب ودعمًا لقيم التضامن التي غرستها القيادة الإماراتية في نفوس أبناء الدولة.
دعم لا ينقطع وشهادة مؤسسات الإغاثة الدولية
وفي مشهد يعكس التقدير الدولي، وضعت جهات أممية وإغاثية دولة الإمارات في صدارة الدول الأكثر دعماً لغزة، مشيدة بتواصل إمدادات الدعم المالي والإنساني، واستقبال الجرحى وتوفير العلاج المتخصص، وتشغيل المخابز ومحطات تحلية المياه وتخصيص مبادرات رعاية الصحة والتطعيم.
وصرح مسؤولون في قطاع العمل الإغاثي أن استمرار هذا الجسر الجوي والبري يعزز صمود المدنيين الفلسطينيين، ويمثل رسالة تضامن حقيقية تعكس بُعداً إنسانياً وأخلاقياً راسخاً في العمل الخارجي الإماراتي.
“الفارس الشهم 3” … ملحمة إنسانية إماراتية حافظت على الأمل
تعد عملية “الفارس الشهم 3” رمزاً للمسؤولية الإنسانية التي تنتهجها الإمارات قيادة وشعباً؛ فهي ليست مجرد تقديم معونات وقتية، لكن استراتيجية متكاملة لإعادة بناء الأمل، عبر دعم غذائي، طبي ولوجستي ومبادرات نوعية على الأرض، ما جعل اسم الإمارات منارة في سجل العطاء وتحمل المسؤولية إزاء أكبر مآسي القرن.
وفي ظل استمرار تدفق المساعدات، تبقى الإمارات طرفاً محورياً في معادلة النجدة العالمية وتوفير شريان حياة لضحايا الأزمات الإنسانية في غزة وخارجها، مؤكدة أنها ستواصل الاستجابة لكل نداءات الاستغاثة بكل عزم وشفافية، عملاً بمبادئها التاريخية وواجبها الإنساني.
ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.
Share this content: