رصاص المليشيات المسلحة ينهي مسيرة الصحفي الجريء ويشعل الغضب الشعبي وسط عملية أمنية واسعة جنوب المدينة

امتدت موجة الحزن والغضب في قطاع غزة صباح الأحد، عقب الإعلان عن استشهاد الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي برصاص مليشيا مسلحة جنوبي مدينة غزة، بينما كان يوثق آثار الدمار في حي الصبرة، أحد أكثر الأحياء تضررًا من الحرب والحصار الأخيرين. وأثارت الجريمة صدمة واسعة بين الأوساط الإعلامية والحقوقية، لكون الجعفراوي واحدًا من أبرز الأصوات الصحفية التي نقلت للعالم مأساة المدنيين في غزة، وفضحت جرائم الاحتلال الإسرائيلي وعدوان المليشيات العنيفة على السكان والنازحين.

لحظات الاغتيال: رصاص الغدر وأصداء الرصاص في الصبرة

أفادت مصادر فلسطينية أن الجعفراوي استُهدف أثناء تغطيته أحداث الاشتباكات في أزقة حي الصبرة جنوبي غزة، حيث أطلق عليه عناصر من مليشيا مسلحة سبع رصاصات مباشرة، بحسب شهادة مراسلة الجزيرة نور خالد. وأكد ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي أن الصحفي تعرض للاختطاف ثم الإعدام في وضح النهار، فيما تداولوا صورًا ومقاطع مصورة تُظهر جثمانه بعد دقائق من استشهاده، في مشهد مؤلم يكشف هشاشة الواقع الأمني وكثرة المخاطر التي تواجه الإعلاميين العاملين في مناطق النزاع.

ارتفع منسوب التوتر في المدينة بعد عمليات تبادل إطلاق النار بين القوى الأمنية والمليشيا، والتي انتهت بسيطرة الأجهزة الأمنية على كامل المنطقة مع إعلان بدء عملية تمشيط واسعة لضبط المتهمين باقتراف الجرائم بحق الصحفيين والمدنيين.

عملية أمنية واسعة وردود حاسمة بعد الجريمة

أكد مصدر قيادي في وزارة الداخلية بغزة للجزيرة أنه تم احتواء الاشتباكات مع المليشيا المسلحة التي وصفها بأنها “تابعة للاحتلال”، وأشار إلى سقوط شهداء وجرحى بين المدنيين وبين عناصر القوى الأمنية. وبينما تواصلت عمليات التمشيط لضبط عناصر خلية الاغتيال والمتورطين بإعدامات النازحين والعمال الإعلاميين، شددت المصادر الأمنية على أن عملية السيطرة اكتملت وأن عدداً من أعضاء المجموعة المسلحة قتلوا خلال المواجهات الدامية.

صالح الجعفراوي: عدسة لا تهزمها الحرب

عرف الصحفي صالح الجعفراوي كأحد أبرز الرموز الإعلامية لكشف الحقيقة في قطاع غزة، خاصة أثناء حرب الإبادة الإسرائيلية التي اجتاحت القطاع خلال العامين الأخيرين. لقد وثق عبر كاميرته وحسابه على إنستغرام يوميات العائلات المنكوبة وجرائم الاحتلال والتجويع الممنهج بحق المدنيين، فصار صوتًا مؤثرًا للمظلومية الفلسطينية وصورة حيًة عن مأساة غزة للعالم.

بسبب عمله الشجاع والمستمر، أدرجت إسرائيل اسم الجعفراوي في “النشرة الحمراء”، ليصبح هدفًا مستباحًا ضمن قائمة الصحفيين المطلوبين للاستهداف، على غرار زملائه من مراسلي الجزيرة وغيرهم، ومنهم الصحفي المغتال أنس الشريف.

التفاعل الشعبي والدولي: غضب وتضامن وتحقيق فوري

تشهد منصات التواصل الاجتماعي موجة غضب وتضامن عارم مع الصحفي الشهيد، إذ تؤكد تعليقات الناشطين والإعلاميين مطالبتهم بفتح تحقيق مستقل في ظروف الجريمة، وضمان محاسبة الضالعين فيها، وتوفير الحماية لعمال الإعلام في قطاع غزة. تتزايد الأصوات المطالبة بتحرك المنظمات الحقوقية الدولية من أجل فضح جرائم الاغتيال المنهجي للصحفيين، واعتبار صالح الجعفراوي رمزًا جديدًا في سجل القيم المهنية والتضحية من أجل الحقيقة.

وتسلط هذه الجريمة الضوء من جديد على تصاعد الانتهاكات بحق الصحافة الفلسطينية، خاصة في المرحلة التي تشهد فيها غزة أكبر عملية إبادة جماعية وتنديد غير مسبوق بتواطؤ الاحتلال والمجموعات المسلحة على حقوق الشعب وحريته في التعبير.

السياق الأمني في غزة: محاولات لتصفية الصوت الحر

تأتي عملية اغتيال الجعفراوي في ظل حرب مفتوحة على الصحفيين المستقلين الذين وثقوا بالصورة والكلمة معاناة المدنيين في غزة وفشل المجتمع الدولي في إنهاء المأساة. وترى أوساط مهنية وحقوقية أن الاستهداف المتصاعد للصحفيين يعد محاولة لتكميم الأفواه ومنع نقل الحقيقة للعالم، بينما يتحول الصحفيون إلى درع أول للدفاع عن قضايا الإنسان في أتون الحروب والأزمات.

لقد رحل الصحفي صالح الجعفراوي، لكن رسالته باقية في ذاكرة المقاومة والكرامة. وتستمر الحقيقة في غزة رغم الرصاص والموت، فالكلمة الصادقة ستظل أصدق من الرصاص، والشهادة التي خطها الجعفراوي ستبقى نبراساً لكل من يرفض الاستسلام ويطمح لصناعة مستقبل أفضل لأرض فلسطين المقاومة.العنوان الرئيسي (لا يتجاوز 60 حرفًا):
استشهاد الصحفي صالح الجعفراوي في غزة برصاص مليشيا مسلحة

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر