إسرائيل وحماس توافقان على هدنة شاملة تشمل تبادل الأسرى وضمانات بوقف الحرب وإعادة إعمار القطاع

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فجر الخميس، التوصل إلى اتفاق تاريخي بين إسرائيل وحركة حماس على بدء المرحلة الأولى من مبادرته لإنهاء الحرب الدامية في قطاع غزة. وأوضح ترامب أن الاتفاق، الذي تم بوساطة قطرية ومصرية وتركية، ينص على وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين في غزة يوم الاثنين، مقابل الإفراج عن أكثر من ألفي أسير فلسطيني، بالإضافة إلى انسحاب تدريجي ومنظم للقوات الإسرائيلية إلى خط فاصل متفق عليه داخل القطاع.

تفاصيل الاتفاق: وقف إطلاق النار وانسحاب القوات وتبادل الأسرى

نصت المرحلة الأولى من الاتفاق على وقف كامل للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وسحب القوات من مواقعها الحالية إلى خطوط متفق عليها خلال أقل من 24 ساعة، وإطلاق سراح الرهائن الأحياء دفعة واحدة فور تصديق الحكومة الإسرائيلية رسمياً خلال اجتماعها الاستثنائي المنعقد اليوم. كما يتضمن الاتفاق إعادة جثث محتجزي غزة على مراحل لإتمام تسليم جميع الجثامين فور العثور عليها، في وقت باشرت فيه إسرائيل تهيئة إجراءات أمنية مشددة لتأمين عملية التسليم والانسحاب.

من جانبها، أعلنت حركة حماس أنها ستقدم قوائم الأسرى الفلسطينيين للوسطاء، والتي تشمل 250 من المحكومين بالمؤبد و1700 ممن اعتقلوا بعد ٧ أكتوبر 2023، على أن تشمل المرحلة الأولى تبادل دفعة كبرى من المعتقلين الفلسطينيين مقابل جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين أحياء في غزة.

ضمانات دولية لعدم استئناف العمليات

وأكد الرئيس ترامب أنه حصل على تعهدات مكتوبة من إسرائيل بعدم استئناف الحرب عقب استعادة الأسرى، مع بدء مشاورات واسعة لتشكيل مجلس سلام يشرف على إعادة إعمار القطاع وضمان إغاثة السكان وتثبيت الأوضاع الإنسانية. وأشار إلى أن بناء الضمانات تم بتعاون حثيث مع قطر ومصر وتركيا، بينما ينتظر العالم مزيداً من التفاصيل حول ترتيبات نزع سلاح حماس وهيكلة الحكم المدني في غزة، وهي قضايا ستبحث لاحقاً في مفاوضات منفصلة.

ردود الفعل: إشادة بالوساطة ومطالبات بالالتزام بالاتفاق

رحب ترامب بالقادة المشاركين في الوساطة وشكرهم على ما وصفه “إنجازاً عظيماً للمنطقة والعالم”، منوهاً إلى أن الاتفاق خطوة أولى نحو سلام شامل ومستدام. من جانبه، عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن ارتياحه لإبرام الاتفاق، ودعا ترامب لإلقاء خطاب في الكنيست، وأكد الجيش حالة التأهب لتنفيذ ترتيبات صفقة الأسرى والانسحاب.

في المقابل، حذرت حماس في بيان رسمي من أي تلكؤ إسرائيلي أو محاولات مماطلة، ودعت إلى التزام كامل ببنود الصفقة وعدم استغلال المرحلة الانتقالية لإعادة القصف أو العدوان.

تفاصيل المبادرة ونتائج المفاوضات في شرم الشيخ

جاء الاتفاق بعد جولات مكثفة من المفاوضات غير المباشرة في شرم الشيخ، بوجود وفود رفيعة المستوى من الولايات المتحدة، مصر، قطر، وتركيا. وذكرت مصادر مطلعة أن الوسطاء تلقوا ردودًا إيجابية من الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي تجاوزت كل العقبات الأساسية، ليتفقوا على تنفيذ المرحلة الأولى فور تصديق الحكومتين رسمياً. أوضحت مصادر للحدث أن أبرز النقاط العالقة التي سيجري التفاوض بشأنها في الأيام المقبلة تشمل مسألة نزع سلاح حماس وإدارة مرحلة ما بعد الحرب في غزة.

ترقب إطلاق الأسرى وبداية إعادة إعمار غزة

بحسب معلومات نقلتها وكالات أنباء دولية، فإن العمليات اللوجستية لإطلاق سراح الأسرى وجثث المتوفين ستبدأ خلال 72 ساعة من مصادقة حكومة إسرائيل اليوم، على أن يبدأ إطلاق الأسرى على دفعات متسارعة بحلول الإثنين المقبل. وستباشر الجهات الدولية فورًا إدخال المساعدات وإعادة تأهيل البنية التحتية وتشكيل مجلس سلام بمشاركة أطراف عربية ودولية، في خطوة تأمل غزة أن تكون بداية حقيقية لمصالحة وإنهاء سنوات من الحصار والدمار.

يأتي هذا الاتفاق بعد أكثر من عامين من الدمار وسقوط عشرات آلاف الشهداء والجرحى في غزة، ليشكل أقوى دفع لمسار السلم وإعادة الأمل إلى قلوب ملايين الفلسطينيين في القطاع والعالم العربي. يبقى العالم يراقب بحذر مدى جدية الأطراف والتزامهم بتطبيق الاتفاق، في انتظار أن تشهد الأيام المقبلة إنهاء حالة الحرب الطويلة وتبدّد المعاناة اليومية لأبناء غزة.

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر