ترقب لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا جديدًا خلال تعاملات اليوم الخميس، مواصلة مكاسبها التي بدأتها في الجلسة السابقة، وذلك بدعم من تراجع أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية، والذي أشار إلى زيادة الطلب في أكبر اقتصاد في العالم. يأتي هذا التحسن في الأسعار وسط حذر المستثمرين بشأن مستقبل وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، واستمرار حالة الترقب لاستقرار الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط1258.

بيانات المخزونات الأميركية تدعم الأسعار

أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة انخفضت خلال الأسبوع الماضي بمقدار 5.8 مليون برميل، متجاوزة توقعات المحللين التي أشارت إلى تراجع بنحو 797 ألف برميل فقط. كما تراجعت مخزونات البنزين بشكل مفاجئ بمقدار 2.1 مليون برميل، على عكس التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 381 ألف برميل. ويعكس هذا الانخفاض القوي في المخزونات ارتفاع نشاط التكرير وزيادة الطلب على الوقود، حيث سجلت كميات البنزين الموردة للسوق أعلى مستوى لها منذ ديسمبر 202125.

تحركات الأسعار في الأسواق العالمية

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس بنسبة 0.2% أو 12 سنتًا لتسجل 67.80 دولارًا للبرميل، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.3% أو 20 سنتًا إلى 65.12 دولارًا للبرميل45. وكان الخامان القياسيان قد صعدا بنحو 1% في جلسة الأربعاء، متعافيين من خسائر بداية الأسبوع مع صدور بيانات الطلب القوي في الولايات المتحدة57.

تفاؤل حذر وسط ترقب التطورات الجيوسياسية

ورغم هذا الدعم من العوامل الأساسية، لا يزال المستثمرون متوترين بشأن مستقبل وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، حيث يترقبون مدى استمرارية الهدنة وانعكاسها على استقرار أسواق الطاقة العالمية. وأشار يوكي تاكاشيما، المحلل في “نومورا” للأوراق المالية، إلى أن بعض المشترين يفضلون الطلب القوي الذي أظهرته بيانات المخزونات الأميركية، لكن هناك حالة من الحذر في السوق مع استمرار الغموض حول الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط، وتحول الاهتمام الآن إلى مستويات إنتاج مجموعة أوبك+5.

وتوقع تاكاشيما أن يعود خام غرب تكساس الوسيط إلى نطاق يتراوح بين 60 و65 دولارًا للبرميل، وهي مستويات ما قبل الصراع، إذا استقرت الأوضاع في المنطقة5.

تصريحات رسمية وتوقعات السوق

في سياق متصل، أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالنهاية السريعة للحرب بين إيران وإسرائيل، مشيرًا إلى أن واشنطن ستسعى للحصول على التزام من طهران بإنهاء طموحاتها النووية خلال محادثات مرتقبة مع المسؤولين الإيرانيين الأسبوع المقبل. وأكد ترامب أن الولايات المتحدة لم تتخل عن سياسة فرض أقصى الضغوط على إيران، والتي تتضمن قيودًا على مبيعات النفط، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى احتمال تخفيف تطبيق العقوبات لمساعدة إيران على إعادة البناء5.

عوامل إضافية تدعم السوق

يعود تركيز الأسواق تدريجيًا إلى العوامل الأساسية، مع انحسار التوترات الجيوسياسية، حيث يراقب المستثمرون عن كثب مستويات إنتاج أوبك+ وتوقعات الطلب العالمي على النفط في النصف الثاني من العام23. وتبقى بيانات المخزونات الأميركية مؤشرا رئيسيا على اتجاهات السوق، خاصة مع استمرار الطلب القوي في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للطاقة في العالم.