غزة على حافة المجاعة: ارتفاع وفيات الجوع إلى 127 والأطفال في صدارة الضحايا

غزة على حافة المجاعة: ارتفاع وفيات الجوع إلى 127 والأطفال في صدارة الضحايا

غزة على حافة المجاعة: ارتفاع وفيات الجوع إلى 127 والأطفال في صدارة الضحايا

تعيش غزة اليوم مأساة إنسانية غير مسبوقة مع استمرار صعود حصيلة ضحايا الجوع وسوء التغذية إلى 127 حالة وفاة مؤكدة منذ بدء الصراع، بينهم 85 طفلاً، بحسب أحدث بيانات وزارة الصحة الفلسطينية. جاءت هذه الحصيلة بعد تسجيل خمس وفيات جديدة خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، بينهم طفلان “لم تحتمل أجسادهما الهشة قسوة الجوع”، وفق ما أعلن مدير عام الوزارة، الدكتور منير البورش.

مأساة الأطفال… الموت في صمت وغياب ضمير عالمي

عبّر البورش عن صدمته من استمرار هذا الصمت الدولي المخزي أمام ما وصفه بـ”المقتلة الصامتة” التي تطحن أجساد الصغار يوميًا. ويؤكد أن أكثر من 260 ألف طفل دون سن الخامسة في القطاع يعانون من سوء التغذية الحاد، ما يعرضهم لخطر الموت الجماعي في أي لحظة إن لم يتدخل العالم بصورة عاجلة.

وتشير التقارير إلى أن غالبية الوفيات من الأطفال حدثت منذ مارس/آذار الماضي، وهو التوقيت الذي شددت فيه إسرائيل قيودها على إدخال المساعدات الإنسانية، وسط إجراءات معابر شبه مشلولة خلال أشهر طويلة.

Web_Photo_Editor-6-33 غزة على حافة المجاعة: ارتفاع وفيات الجوع إلى 127 والأطفال في صدارة الضحايا

المساعدات… بين شح الكميات وانتشار سوء التغذية

رغم إعلان رفع الحظر الإسرائيلي جزئيًا على دخول المساعدات في أواخر مايو/أيار، إلا أن وكالات الإغاثة الدولية تحذر من أن حجم تلك المساعدات لا يغطي الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية لسكان غزة، حيث انتشر سوء التغذية بسرعة مخيفة.

وتفيد منظمة “أطباء بلا حدود” أن ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات، والنساء الحوامل أو المرضعات، الذين خضعوا للفحص خلال الأسبوع الماضي في مرافقها بغزة، كانوا مصابين بسوء التغذية. والأخطر، أن عدد الحالات التي تعالجها المنظمة من الجوع الحاد تضاعف أربع مرات منذ 18 مايو/أيار، ما يكشف عن تسارع الانهيار الغذائي داخل القطاع.

مشاهد المعاناة: أمهات يروين “مأساة الماء واليانسون”

عشرات القصص المأساوية تتوالى يوميًا من غزة، مثل تلك التي ترويها أم فلسطينية لجأ ابنها للأيام الخمسة الأخيرة إلى الماء واليانسون فقط للبقاء على قيد الحياة. صور الأطفال الهزيلة، والوجوه الشاحبة في المستشفيات والمخيمات، صارت لسان حال قطاع محاصر لا يجد حتى الضروريات الغذائية الأساسية.

دعوات تحذير عاجلة: “المقتلة المتعمّدة” للأطفال

حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من كارثة إنسانية مرتقبة إذا لم يدخل حليب الأطفال والمكملات الغذائية فورًا. وأوضح أن نحو 100 ألف طفل معرضون للوفاة يوميًا، بينهم 40 ألف رضيع أعمارهم دون العام. ويحذر البيان من “مقتلة جماعية مرتقبة ومتعمّدة ترتكب ببطء ضد الأطفال الرضّع”.

منظمة الصحة العالمية بدورها دقّت ناقوس الخطر، مسجلة 21 وفاة بين الأطفال دون سن الخامسة مرتبطة بسوء التغذية، وأكدت على الحاجة العاجلة لدعم دولي وتمويل لإدخال المساعدات بأمان ودون قيود.

Web_Photo_Editor-8-17 غزة على حافة المجاعة: ارتفاع وفيات الجوع إلى 127 والأطفال في صدارة الضحايا

المجتمع الدولي… استجابة غائبة

الأزمة تتفاقم مع استمرار تراجع قدرة المنظمات الإنسانية على التحرك، في ظل قيود المعابر والتصعيد العسكري، وعدم وجود ضمانات لإيصال التبرعات. تقرير برنامج الأغذية العالمي يشير إلى أن ثلث سكان غزة يواجهون أيامًا بلا طعام، و90 ألف امرأة وطفل يحتاجون إلى علاج فوري من سوء التغذية.

كارثة إنسانية بأبعاد مجهولة

تشير تقارير أممية وأكاديمية حديثة إلى أن 470 ألف فلسطيني مهددون بخطر المجاعة، وكل سكان القطاع يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد. ومع تقييد وصول الإمدادات وقلة المساعدات، تتفاقم التداعيات بشكل يومي على الفئات الأضعف، خصوصًا الأطفال والنساء.

وضمن مأساة لم تعرف غزة مثيلاً لها في تاريخها الحديث، يطول انتظارهم لتغيير حقيقي يوقف النزف اليومي للأطفال والنساء، فيما يبقى العالم على أطراف أصابعه متابعًا صور ومعاناة شعب يصرخ للجميع: “أنقذونا من الموت البطيء”.

 

ابقَ على اطلاع دائم بكل جديد في العالم مع المنبر، منصتكم للأخبار الموثوقة.

موقع المنبر

Share this content: